عواصم - وكالات - انسحبت القوات الأميركية، أمس، من أكبر قواعدها العسكرية في شمال شرقي سورية، تنفيذاً لقرار واشنطن الأخير بسحب نحو ألف جندي من تلك المنطقة، فيما أعلن وزير الدفاع مارك إسبر أن من المتوقع نقل القوات إلى غرب العراق، وذلك على وقع انسحاب «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) من مدينة رأس العين الحدودية.وعبرت أكثر من 70 مدرعة وسيارة عسكرية، ترفع العلم الأميركي، مدينة تل تمر في محافظة الحسكة، بينما كانت مروحيات برفقتها تحلق في الأجواء.وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القافلة أخلت مطار صرّين، الذي اتخذته القوات الأميركية قاعدة لها، على بعد نحو 30 كلم جنوب مدينة عين العرب (كوباني).وتقع هذه القاعدة على أطراف منطقة عازلة تسعى أنقرة لإقامتها في شمال شرقي سورية.وقاعدة صرين هي «الأكبر للقوات الأميركية في شمال سورية، وهي القاعدة الرابعة التي تنسحب منها» خلال نحو أسبوعين، بحسب المرصد.وانسحبت القوات الأميركية، خلال الأسبوع الماضي، من 3 قواعد أخرى، بينها قاعدة في مدينة منبج وأخرى بالقرب من عين العرب.وباتت جميع القواعد التي اتخذتها القوات الأميركية في شمال محافظة الرقة وشمال شرق حلب «خالية»، وفق المرصد، بينما لا يزال الأميركيون يحتفظون بقواعد في محافظتي دير الزور والحسكة، بالإضافة إلى قاعدة التنف جنوباً. وقال وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، إن من المتوقع انتقال كل القوات التي تنسحب من شمال سورية والتي يبلغ عددها نحو ألف جندي إلى غرب العراق لمواصلة الحملة ضد مقاتلي تنظيم «داعش»، و«للمساعدة في الدفاع عن العراق».وأكد أن «الانسحاب الأميركي ماض على قدم وساق... نتحدث عن أسابيع وليس أياماً»، مضيفاً أن «الخطة الحالية هي إعادة تمركز تلك القوات في غرب العراق».من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع التركية «انسحاب» مقاتلي «قسد» من مدينة رأس العين في محافظة الحسكة، بموجب اتفاق تم التوصل إليه مع واشنطن.وأوضحت، في بيان، أن «قافلة تضم نحو 55 عربة دخلت رأس العين فيما غادرت قافلة من 86 عربة باتجاه تل تمر».وأكد المرصد «انسحاب قسد بشكل كامل» من المدينة.وقُتل جندي تركي وأصيب آخر بجروح في هجوم نفّذه المقاتلون الأكراد، أمس، في بلدة تل أبيض رغم وقف إطلاق النار بين الطرفين، حسب ما ذكرت أنقرة، فيما أعلنت «قسد» مقتل 16 عنصرا من قواتها وإصابة 3 آخرين في 24 ساعة جراء الهجوم التركي.إلى ذلك، قال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو إن تركيا وروسيا ستبحثان إخراج «وحدات حماية الشعب» الكردية من مدينتي منبج وعين العرب في شمال سورية، وذلك أثناء محادثات بين الرئيسين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين في سوتشي هذا الأسبوع.بدوره، حذّر مستشار الرئيس التركي، ياسين أقطاي، من أن دخول قوات نظام الرئيس بشار الأسد للأراضي التي انسحب منها الأميركيون لحماية «قسد» سيمثل «إعلان حرب» على تركيا، لكنه أشار إلى أن بلاده «قد تغير موقفها حال إيجاد حل مقبول».على صعيد آخر، دوَّت انفجارات عدة في القسم الشرقي من مدينة حلب الخاضعة لسيطرة النظام، صباح أمس، ما تسبب في وقوع خسائر بشرية، وفقاً للمرصد.وضربت الانفجارات في منطقة تل الزرازير بالقرب من حي السكري في القسم الشرقي من حلب، وتبين أنها ناجمة عن عبوات ناسفة.ويوجد في المنطقة التي ضربتها الانفجارات مقر لأجهزة النظام الأمنية، والتي فرضت طوقاً أمنياً فور وقوع الانفجارات.وإلى الأردن، وصلت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي ومجموعة من النواب لإجراء محادثات مع الملك عبدالله الثاني، وذلك بعد أيام على مواجهة بينها وبين الرئيس دونالد ترامب خلال اجتماع حول السياسة الاميركية في سورية.وأكد الملك عبدالله ضرورة «التوصل الى حل سياسي للازمة السورية يحفظ وحدة سورية أرضاً وشعباً ويضمن عودة طوعية وآمنة للاجئين».
مشاركة :