مع سهولة التواصل الاجتماعي في زمن "السوشيال ميديا" مرورًا بالقنوات الفضائية، وانتهاء بالصحف الورقية والصحف الإلكترونية، نجد أسماء ومصطلحات، كباحث في كثير من المجالات، في مجال حقوق الإنسان، وباحث شرعي... إلخ، دون أن ندقق في حامل تلك الصفة، وهل هو يمتلك المهنية العالية التي تؤهله كي يستحق اسم باحث في أي مجال كان..؟! وأكثر ما يستخدم من تلك المصطلحات اسم باحث شرعي..!! والباحث الشرعي عادة يكون من طلبة العلم، أو أحد كبار طلبة العلم؛ إذ إن من قرأ كتابًا أو كتابين أو حتى ثلاثة كتب لا يمكن أن تخوله تلك الكتب أو تمنحه لقب باحث، فضلاً عن أن يكون شرعيًّا..!! ولذلك كان لزامًا على الجهات المعنية بأن تتصدى لمن يدعي أنه باحث شرعي بأي طريقة رادعة مناسبة؛ لأن ذلك الانتحال ضرره أكثر من نفعه، بل قد يكون ضرره متعديًا إلى نتائج غير مُرضية بأن يتقوَّل على الله تعالى، أو أن يأتي بتفسيرات للقرآن الكريم أو للسنة النبوية المطهرة غريبة وغير معتمدة من كتب أهل العلم؛ حتى لا يلبس على الناس دينهم؛ فلا عذر للجهات المعنية بالتدخل وإيقاف ذلك العبث غير المهني، الذي يُقصد به الشهرة وبلوغ الآفاق على حساب تضليل الناس؛ لأنه يُعتبر مدعيًا..!! ويبقى السؤال: لماذا لا نجد باحثًا طبيًّا أو باحثًا هندسيًّا أو باحثًا معماريًّا..؟! لماذا تنحصر غالبًا في الباحث الشرعي؟! وتجد من يخوض في ذلك يتتبع المتشابهات، أو بعض الأدلة غير المعتمدة من كتب أهل العلم، كأن تكون أحاديث موضوعة أو ضعيفة، لا يقوى بها الحال على الحجة.. فمن جهله يدعي أنه باحث شرعي، ويجادل ويسرد أدلة، ويناقش، وبعضها أو كثير منها باطلة. ومع الأسف نجد بعض الصحف تفرد له مساحات من صفحاتها؛ كي يكتب فيها تأويلاته البعيدة كل البُعد عن المنهج الشرعي القويم الذي كان عليه السلف الصالح..! وخلاصة القول: إن بعض الباحثين الشرعيين هم في الأصل باحثون عن شهرة وعن صيت، مهما حاولوا نفي ذلك أو المكابرة.. وعليهم أن يتذكروا القاعدة الذهبية، وهي: "مَن تكلم في غير فنه أتى بالعجائب"!
مشاركة :