شهدت ساحات التظاهر في المدن اللبنانية بعض اللقطات الطريفة، وثّقتها كاميرات المتابعين وانتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي، مثل حمام سباحة، وعريسين يحتفلان بزفافهما وسط الاحتجاجات، وفضاءات لبيع الحمص والتبولة.وفي وقت اختلفت فيه التسميات تجاه التظاهرات التي يشهدها لبنان منذ أيام عدة، بين من قال إنها انتفاضة شعبية، ومن أطلق عليها اسم ثورة، وما إلى ذلك، كان لافتاً أن احتجاجات أكتوبر/ تشرين الأول 2019 مختلفة إلى حد كبير عن مثيلاتها، فقد غابت أعلام الأحزاب السياسية بشكل تام عن هذه الاحتجاجات التي يشارك فيها آلاف المحتجين من كل الأعمار، ضد الطبقة السياسية الحاكمة، حيث رُفع العلم اللبناني فقط.لكن، على الرغم من أن هذه الاضطرابات اندلعت جراء الغضب من ارتفاع تكاليف المعيشة، وخطط لفرض رسوم وضرائب جديدة، إلا أن المحتجين كان لهم العديد من اللقطات الطريفة، والأخرى النادرة، التي ميّزتها عن احتجاجات أخرى في المنطقة، فهناك صور لرقص، و«سلفيات» و«مشاوي» بوسط الشارع لفتت الأنظار.وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لمتظاهرين في تجمع حاشد وسط لبنان، وهم يهتفون تحت أنغام أغنية شهيرة للفنانين محمد رمضان وسعد المجرد، ولآخرين يرقصون الدبكة اللبنانية. وفي لقطة أخرى، وبينما كانت أم وطفلها عالقين في أحد شوارع بيروت، بسبب الاحتجاجات، فوجئا بالمتظاهرين من حولهما يرددون أغنية «بيبي شارك» المشهورة بين الأطفال. ولم تكن هذه اللقطة الطريفة استثناء في الحراك اللبناني، فخلال الأيام السابقة نشر المغردون من مختلف المناطق اللبنانية لقطات قد لا ترى لها مثيلاً في أي حراك آخر بالمنطقة.وفي طرابلس، لم تكن هتافات المتظاهرين وحدها تصدح في أنحاء المدينة، فقد انضم إليهم DJ (منسق أغان)، وأعلن محتجون أن طرابلس تنتفض على طريقتها بالرقص والموسيقى. كما انتشرت لقطات لرقصات الدبكة في مناطق مختلفة بلبنان، بل قام متظاهرون بالرقص بين النيران المشتعلة على الطرق. وعلى الطريق المؤدي إلى بلدة بكفيا بمحافظة جبل لبنان، وبينما يغلق المتظاهرون الطريق، أدى بعضهم رقصة دبكة. أما في منطقة كسروان فكان المشهد مختلفاً قليلاً، فإضافة إلى مشهد الدبكة، كان الشواء اللبناني الشهير حاضراً، وفي مكان آخر فضاء صغير لبيع الحمص والتبولة، والمشروبات الساخنة والباردة. وأظهرت لقطات الفيديو التي أثارت مواقع التواصل الاجتماعي، حجم طرافة الشعب اللبناني الذي خرج مطالباً بحقوقه البسيطة.
مشاركة :