شرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مساء أمس، الحفل الكبير الذي أقامه أهالي منطقة الرياض في الاستاد الرياضي في جامعة الملك سعود، احتفاء بتوليه مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية، وتعبيرا منهم عن الولاء والطاعة، ووفاء وتقديرا وعرفانا بجهوده المخلصة تجاه دينه ووطنه ومواطنيه. وقال الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض موجها حديثه للملك سلمان: (لقد تحملتم مقاليد الحكم، وقيادة دولة ليست كسائر الدول، دولة اختصها الله بأقدس مكان، وأشرف مهمة، فجعلها بلاد الحرمين الشريفين، ومنهجها البناء والتطور، دولة هي قلب العالم الإسلامي، ترنو إليها شعوب الإسلام، في كل القارات، دولةٌ أفاء الله عليها بالأمن، والخيرات، والرفاه، والموقع الاستراتيجي، والمكامن الهائلة من مصادر الطاقة، دولةٌ تتبوأ مكانة مرموقة في المحافل الدولية، عُرفت باعتدال سياستها، وثبات مبادئها، ورعاية قضايا الأمة الإسلامية، ومشاركتها في كل خير لأمم العالم وشعوب المعمورة. تحية من الملك سلمان لأهالي الرياض الذين أقاموا الحفل احتفاءً بتولي خادم الحرمين مقاليد الحكم. وتابع: إن نعمة الله عليكم عظيمة إذ نشأتم في كنف الملك المؤسس: عبدالعزيز، عليه رحمة الله، فعايشتم ملحمة التأسيس، فاستلهمتم من القائد، وتعلمتم على يديه. ثم كنتم في كوكبة قيادة الوطن، ذراعا وسندا وأزرا لأشقائكم الملوك: سعود، ثم فيصل، ثم خالد، ثم فهد، ثم عبدالله، تغمدهم الله بواسع رحمته، وكنتم دوما في مصنع القرار، ومعترك السياسة، وفي ضوء الأحداث الكبرى، وخطط تنمية الوطن، ومنعطفاته التاريخية. وأنتم بتوفيق الله وفضله وهدايته محب لدينك، منافح عنه، معتز بعروبتك، مفاخر بتراث أجدادك، مقدر لمنجزات الآباء. خادم الحرمين لحظة وصوله مقر الحفل ويبدو أمير الرياض في استقباله. وقال "إننا نستلهم من واسع خبرتكم، وعميق تجربتكم، وشمائل قيادتكم، وحسن تعاملكم، ما سيكون لنا عونا، بإذن الله، في أداء مهامنا، والقيام بواجب المسؤولية. مشيراً إلى أن سيرة خادم الحرمين الشريفين الحافلة في قيادة الرياض، من بلدة صغيرة إلى حاضرة عالمية كبرى، أرست أهمية التخطيط الاستراتيجي، والعمل المؤسسي، وصناعة المشاريع، وحشد الجهود وتنسيقها، والمتابعة الدائمة التي تذلل العقبات، وتسرع العمليات. وتابع أمير منطقة الرياض: إن نهجكم في التعامل مع إخوانكم وأبنائكم المواطنين، وقربكم منهم، واهتمامكم بالشباب، ودعم مبادراتهم، ورعايتكم العمل الخيري: مؤسسات وفعاليات، سيكون نبراساً لنا في خدمة أبناء الوطن، وأهله الكرام. وستكون أصالتكم واعتزازكم بدينكم، وشغفكم بالعلم، وتقديركم للتراث محوراً دائما في كل خطةٍ، ومشروع في هذا البلد المعطاء. لحظة وصول خادم الحرمين إلى مقر الحفل وعزف السلام الملكي. وخاطب أمير منطقة الرياض، خادم الحرمين الشريفين قائلاً: أيها القائد الملهم.. إن عهدكم الميمون قد بدأ، بفضل الله وتوفيقه لكم، بوثبات كبيرة نحو المستقبل، وقرارات حاسمة، تجاوز أثرها حدود الوطن وأبنائه، إلى النطاقين الإقليمي والدولي. ولا أدل على ذلك من هذا الرصد الكبير الذي تحظى به قراراتكم وتوجيهاتكم في العواصم العالمية، والمحافل الدولية، والمراكز الإعلامية. وإن ما اتخذتموه من قرارات، وما وجهتم به، وعملتم على تحقيقه، سيكون له، بإذن الله وتوفيقه، عظيم الأثر في استقرار البلاد، والعناية بمصالحها، والذود عن حماها، وتعزيز مكانتها على المستوى العربي، والإسلامي، والدولي، ومواصلة مسيرة الازدهار والبناء لأجيال المستقبل، من أبناء هذا الوطن المعطاء. الشاعر خالد بن محمد العتيبي يلقي قصيدة نبطية أثناء الحفل. واختتم الأمير فيصل كلمته قائلاً: في هذا المساء العاطر تحتفي منطقة الرياض بمقامكم الرفيع، وتشريفكم الكريم لحفل أهالي المنطقة، الذين حمَّلوني التعبير عن غبطتهم بتوليكم مقاليد الحكم، وتجديدهم العزم على السير تحت رايتكم، طاعة لله عز وجل، ونصرة لدينه، وإعلاء لهذا الوطن، وخدمة لأبنائه. ونيابة عن أهالي منطقة الرياض، ألقى الدكتور خالد بن عبدالله الدغيثر، كلمة أمام خادم الحرمين الشريفين، قال فيها: أقف أمامكم يا خادم الحرمين، نيابة عن إخوتكم وأبنائكم، ومحبيكم أهالي الرياض، الرياض التي ما فتئ فيها عبق محبتكم، الرياض التي بادلت عرّابها حباً ووفاءً، وبادلتموها تنمية وتطوراً، وحضارة وثقافة، أخذتم بيدها إلى مرافئ النمو والسمو بين مصاف عواصم العالم المتحضر. وتابع الدكتور الدغيثر: اليوم تقف الرياض، كما هو الوطن كله، يقف إجلالاً وفخراً بكم يا ابن عبدالعزيز، عبدالعزيز، الذي لم تسعد جلنا المقادير، باللقاء معه في دروب الوحدة والنصر والسؤدد، حيث كان يملأ الزمان والمكان بما يقصر دونه مداد الكلمات، من صلابة وحزم المؤمنين، وعدالة الحاكمين ووداعة الراحمين.وقال: إن الوطن والمواطن ينظر إليكم بعين الرضا والامتنان لما أقدمتم عليه من قرارات حكيمة فاعلة، جددت للبلاد حيويتها، وأطلقت على طريق النماء طاقات شبابها، ليبقى الكيان محصناً متيناً، والمواطن كريماً والعيش رغيداً.
مشاركة :