ساقية المنقدى قرية صغيرة بمركز أشمون بمحافظة المنوفية، تصدر اسمها المعارض الكبرى ومنتجات خان الخليلي، وتعد القرية التي ورث أهلها مهنة صناعة المنتجات الصدفية أبا عن جد منذ سنوات طويلة حيث تمتلئ منازل القرية بالورش المخصصة للصناعات الصدفية ويشارك بها العشرات من النساء والرجال والأطفال.القرية التي ما زالت صامدة أمام غلاء الأسعار ومواد الخام رغم هجر عدد كبير من صناع مهنة الصدف لها بسبب الغلاء وعدم وجود سوق للبيع بعد أن تم تحجيم السياحة إلا أن صناعها الحقيقون ما زالوا ينحتون في الصخر حتي تبقي المهنة كما كانت عليه.وبدأت صناعة الصدف بالقرية عندما تعلمها أحد أبناء القرية ويدعى محمود قوطة بورش خان الخليلي ونقلها للقرية لتكون هي مصدر التوريد بخان الخليلي بالحسين.وقال الحاج محمود قوطة نقيب الحرفيين لصدى البلد، إنه تقابل مع الرئيس السيسي في معرض تراثنا الأخير وكرمه حيث انبهر السيسي بالمنتجات الصدفية، وأعجبته كثيرا ووعد بتطوير المهنة والارتقاء بها، موضحا أن بعد نجاح معرض تراثنا اجتمع بهم محافظ المنوفية لمعرفة مشاكلها ورصدها وتوصيلها مفصلة إلى رئيس الجمهورية.وأضاف، أن محافظ المنوفية أكد اهتمام الرئيس بهم وبالمنتجات الحرفية والتراثية قبل أن تنقرض، موضحا أن مهنة صناعة الصدف فشل فيها الصينيون في تقليدها حيث أنها مهنة حساسة للغاية وتحتاج إلي إتقان شديد.وتابع أن المهنة تحتوى علي منتجات " لوكس – وسوبر لوكس – وعادى "، موضحا أن أهم طلباتهم كانت تتمثل في التصدير وفتح باب التصدير للخارج حيث أن هذه المنتجات غير موجودة في الخارج كما طلب من الرئيس أن تنظم كل سفارة بازار لعرض المنتجات في الخارج وبيعها كهدايا حتي تغزو الخارج بعد أن كانت السياحة هي المصدر الأول لأبناء القرية.وأوضح نقيب الحرفيين، أن عددا كبيرا تركوا المهنة وأغلبهم ممن أتقنوا المهنة بحرفية عالية واتجهوا إلى العمل في المصانع حيث أن العائد أصبح غير مجزى مع غلاء أسعار المواد الخام وعدم وجود سوق للبيع والتصدير، موضحا أنها مهنة آبائهم وأجدادهم نشأوا وتربوا عليها حيث أن كل بيت بالقرية كان لا يخلو من العاملين من سيدات ورجال وأطفال وكان كل بيت عبارة عن ورشة صغيرة يعمل بها كافة أفراد الأسرة.وأشار، إلي أن العمل يتم بطريقة هندسية ورسومات متقنة لا يقدر عليها البعض وهو ما تتميز به طريقة ساقية النقدى، حيث تمر صناعة الصدف بعدة مراحل أساسها النجارة وتشكيل الأخشاب كبداية للمنتج مثل الكراسى والأنتريهات والفازات وصناديق الذهب والترابيزات وحلية الموبيليا، ثم تأتى مرحلة تطعيم الصدف والتلميع، وفى بعض الأحيان التنجيد لبعض المنتجات مثل الكراسى وصناديق المجوهرات.وقال إن الصناعة أصبحت تمتد إلى الأثاث وتطعيمه وديكورات أسقف البنايات أيضا، لافتا إلى أن الصدف أنواع منها الأزرق والأسترالي الذى يتم استخدامه في ورش القرية، بالإضافة إلى مادة البوليستر التي تدخل في تشكيل المنتجات مع الصدف.وقال حسن قوطة إن صناعة الصدف في القرية مهنة الجميع وتعتمد على أعمال النجارة وتشكيل الأخشاب وهى عصب الصناعة، وبالتالى لا يتم إنشاء ورشة للصدف بدون ورشة نجارة، وكذلك مراحل التجهيز والتلميع، مضيفا ان المنتجات تلقى رواجا كبيرا في منطقة الحسين والخارج، ولكن انخفاض حركة السياحة أثرت على سوق الصدف، وبالرغم من ذلك يتمسك الأهالي والعاملون بالإبقاء على الصناعة.وأكد أحد العاملين بصناعة الصدف ويدعى خالد محمد، أن صناعة الصدف مهددة بالانهيار، مشيرا إلى أن هناك من أغلق ورشته بالفعل لأنه لم يستطع مواجهة تلك المشكلات بعد أن نجح الأهالي لسنوات فى القضاء على البطالة، وهجر العديد من شباب القرية المهنة حاليا، ولجأوا للعمل باليومية لضمان دخل مالى ثابت يمكنهم من المعيشة وبناء مستقبلهم، ما يحتم ضرورة تشجيع الدولة والمستثمرين.وأشار محمد كمال، أحد العاملين بصناعة الصدف، إلى تناقص كبير فى أعداد الورش التى انخفضت لما يقرب من 30 ورشة فقط، ولجوء عمالها للعمل باليومية أو عمال بالمصانع نظرًا لتعثر أصحاب الورش وفشلهم فى تسويق منتجاتهم، لافتا إلى أن الضرائب تعد أكبر المشكلات التى تواجه المهنة بعد الركود الاقتصادي وارتفاع سعر الدولار، فعليهم فقط إعادة إحياء المهنة وفتح أسواق جديدة داخليًا وخارجيًا.وطالب عدد من أصحاب الورش والعاملين بمهنة الصدف بإقامة مهرجان أو احتفال سنوى بفن الصدف يشارك فيه كل الورش ويتم توجيه الدعوة لوسائل الإعلام المختلفة وأصحاب محال الأنتيكات، حيث إن هذا سيوفر دعاية حقيقية للقرية ويعرف بجماليات فن التطعيم بالصدف والحرف اليدوية قبل أن تنقرض.وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد اجتمع مع اللواء سعيد عباس محافظ المنوفية لمتابعة جهود تطوير الصناعات اليدوية والحرف التراثية بمحافظة المنوفية. حيث عرض المحافظ في هذا الإطار نماذج من منتجات تلك الصناعات والحرف، إلى جانب استعراض البيانات الخاصة بالبنية التحتية والورش والقوى العاملة التي تمتهن الصناعات اليدوية والحرف التراثية بالمنوفية، فضلًا عن جهود المحافظة في هذا الإطار لدعم الصناعات والحرف بالتعاون مع الجهات المعنية من خلال الاستعانة بالخبرات المختلفة وإقامة عدد من المعارض الداخلية.ووجه الرئيس بمواصلة النهوض بالصناعات الحرفية بكافة محافظات الجمهورية، ورفع كفاءتها حتى تتناسب مع احتياجات السوق، لا سيما في ظل التوجه الحالي للدولة لرعاية الصناعات الصغيرة، مع إيلاء الأولوية للمحافظات التي تتمتع بميزة نسبية في هذا الصدد، على اعتبار القدرة التنافسية المتميزة لمنتجاتها التراثية والحرفية في الأسواق الداخلية والخارجية، وتوفر الخبرة والمهارة اللازمة.كما وجه الرئيس بمتابعة تنفيذ الخطط والمشروعات المخصصة للصناعات اليدوية والتراثية، بالإضافة إلى تعظيم الاهتمام بالتأهيل والتدريب الحرفي، والعمل على رفع مستوى البنية التحتية ذات الصلة، إلى جانب اتباع أحدث الطرق التسويقية للترويج لتلك المنتجات، وكذا تكثيف حملات التوعية لنشر ثقافة تشجيع المنتج التراثي الحرفي.
مشاركة :