كونا - أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو اليوم الاثنين أن بلاده ستستأنف عملية (نبع السلام) التي تشنها شرق الفرات بشمال شرقي سوريا في حال عدم انسحاب المسلحين من المنطقة الآمنة التي تسعى انقرة إلى انشائها هناك.وقال جاويش اوغلو خلال افتتاح منتدى (تي آر تي وورلد) في إسطنبول انه "بقي 35 ساعة من المدة المحددة لانسحاب المسلحين بموجب الاتفاق التركي - الأمريكي.. وفي حال لم يتم انسحاب المسلحين من المنطقة الآمنة فإن عملية (نبع السلام) ستستأنف".وأضاف أن بلاده اضطرت للقيام بعملية (نبع السلام) بمفردها بسبب عدم تلقيها دعما من حلفائها مؤكدا أن فكرة إنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري كانت مطروحة من جانب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل عدة أعوام.ولفت الى رغبة تركيا في القيام بهذه الخطوة بالتعاون مع واشنطن مبينا ان "التعاون مع واشنطن لتأسيس المنطقة الآمنة لم ينجح بسبب عدم امتثال الإدارة الأمنية في الولايات المتحدة لتعليمات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووحدات حماية الشعب الكردية لم تتراجع أبدا ولم تسحب واشنطن أسلحة التنظيم".وأكد وزير الخارجية التركي أن بلاده زودت جميع الأطراف المعنية بمعلومات عن عملية (نبع السلام) قبل انطلاقها.وحول ما يتردد بشأن استخدام القوات التركية أسلحة كيماوية خلال العملية قال "لم نستخدم السلاح الكيماوي في تاريخنا فهذه دعاية سوداء ولا نمتلك مثل هذا النوع من الأسلحة".وجددا تأكيده بأن تركيا تؤمن بأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع القائم في سوريا فيما أشار إلى "أكثر من 360 ألف سوري عادوا من تركيا إلى منطقتي عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون بعدما طهرناهما من المسلحين".وذكر المسؤول التركي أيضا أن بلاده ستواصل مكافحة ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مبينا أن العشرات من المواطنين الأتراك فقدوا أرواحهم جراء هجمات هذا التنظيم.وأضاف "هناك أعداد كبيرة من عناصر (داعش) في سجوننا والدول التي أتوا منها لا تقبل استردادهم وهناك نساء تزوجن من عناصر داعش هن بحاجة إلى تأهيل نفسي".وحول الزيارة المرتقبة للرئيس التركي إلى روسيا غدا الثلاثاء قال جاويش أوغلو "اننا سنلتقي في مدينة سوتشي مع الرئيس الروسي بوتين وهذا اللقاء سيكون مهما للغاية".ومن المقرر أن يعقد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان لقاء قمة حاسما في منتجع (سوتشي) الروسي غدا الثلاثاء لاسيما فيما يتعلق بتطورات الوضع في شمال شرق سوريا على خلفية العملية العسكرية التي تشنها انقرة هناك منذ التاسع من أكتوبر الجاري.وأطلقت تركيا في التاسع من اكتوبر الجاري بمشاركة الجيش السوري الحر عملية (نبع السلام) في منطقة شرق نهر الفرات بشمال سوريا بدعوى التخلص من المسلحين الاكراد وعناصر تنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية (داعش) وانشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم وهو تحرك قوبل بإدانات دولية وعربية واسعة.وتوصلت أنقرة وواشنطن الخميس الماضي إلى اتفاق لتعليق العملية العسكرية لمدة خمسة أيام يقضي بأن تكون المنطقة الآمنة في الشمال السوري تحت سيطرة الجيش التركي ورفع العقوبات الامريكية عن انقرة وانسحاب المسلحين من المنطقة الآمنة.
مشاركة :