يتوجه الكنديون إلى مراكز الاقتراع الاثنين ليقرروا إن كانوا سيمنحون الحزب الليبرالي الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء جاستين ترودو فرصة للبقاء في الحكم لولاية ثانية. وحاولت الأحزاب المختلفة في البلاد خلال حملة انتخابية استمرت خمسة أسابيع جذب الناخبين دون أن يتجنبوا الهجوم على مناوئيهم. والآن حان الوقت للناخبين ليدلوا بأصواتهم. وهناك خمسة أشياء يجب أن نعرفها عن تلك الانتخابات. 1- أنها استفتاء على ترودو بعد الفوز التاريخي لترودو، البالغ من العمر 47 عاما، قبل أربع سنوات، فإنه يسعى الآن إلى إعادة انتخابه. ووفى ترودو ببعض وعوده الرئيسية، من قبيل تقنين القنب للاستخدامات الطبية، إلى برنامج إعانة الأطفال، لكنه لم يفلح في متابعة بعض الالتزامات الأخرى. فقد تخلى عن وعده بتغيير النظام الانتخابي، كما أنه لم يتمكن من تحقيق التوازن في الميزانية هذا العام، كما تعهد. ويبدو أنه فقد بريقه لدى الكنديين، بعد شهل عسل سياسي طويل. وانتهك ترودو القواعد الأخلاقية الاتحادية حينما قضى إجازة خاصة في جزيرة يملكها أغا خان، الزعيم الروحي وفاعل الخير، في عام 2016. ثم جاءت رحلته المثيرة للجدل إلى الهند، التي واجه بسببها انتقادات لمحاولته التقرب من الشعب الهندي عن طريق ارتداء الزي التقليدي، ولكن بطريقة - بدت في نظر البعض - مبتذلة. كما واجه تساؤلات بسبب دعوته لعضو سابق في جماعة سيخية انفصالية محظورة، أدين في محاولة قتل وزير حكومة هندي، لحضور حفل أقيم لرئيس الوزراء الكندي في المفوضية الكندية العليا الكندية في نيودلهي.مصدر الصورةAFP/Getty ImagesImage caption تعرض ترودو لانتقادات بسبب هذه الصور خلال رحلته إلى الهند ثم وقعت أزمة سياسية ثالثة تتعلق بمحاولاته الضغط للتأثير في مسار العدالة في قضية فساد شركة إس إن سي-لافالين. وواجه أيضا الانتقاد بعد شراء حكومته أنابيب نفط بقيمة 3.4 ملايين دولار أمريكي للمساعدة في الحفاظ على صفقة أسلحة مع السعودية وتوسيع نطاقها وعدم إلغائها. ويقول ترودو إنه لا يزال أفضل خيار بالنسبة إلى الكنديين، الذين يريدون حكومة تقدمية. ولكن تاريخه الشخصي أصبح حجر عثرة لإعادة انتخابه، عقب ظهور ثلاث حالات كشف عنها خلال الحملة الانتخابية، رأى فيها الكنديون إشارات عنصرية، عندما دهن وجهه باللون الأسود، واللون البني. وكان أحدثها في عام 2001، واضطر إلى طلب العفو عنها من الكنديين. 2- وجوه جديدة يتمتع الزعيم المحافظ، أندرو شير، البالغ من العمر 40 عاما، بفرصة كبيرة لإزاحة ترودو، لكن مشكلته أنه غير معروف حتى بعد انتخابه زعيما لحزبه في 2017. كما أنه - بحسب ما يقوله محلل مقرب من حزبه - "لا يتمتع بشهرة ترودو".مصدر الصورةBBC News Image caption (من اليسار) زعماء الحزب الليبرالي، والمحافظين، والحزب الديمقراطي الجديد، وحزب الخضر وهذه أول حملة انتخابية اتحادية بالنسبة لزعيم الحزب الديمقراطي الجديد، جاغميت سينغ، البالغ من العمر 40 عاما، والذي تولى قيادة الحزب ذي الميول اليسارية قبل عامين، والذي واجه صعوبة في جمع التبرعات لحملته. وتختلف التوقعات بالنسبة إلى فرص نجاحه في الانتخابات بعدد من المقاعد يعادل ما حصل عليه حزبه من قبل. ويتوقع المراقبون لكتلة كيبيك المنادية بانفصالها وتحقيق سيادتها، والتي انتخبت زعيمة جديدة لها، هي إيف-فرانسوا بلانشيت، البالغة من العمر 54 عاما، إحراز نجاح ملحوظ. أما زعيمة حزب الخضر، إليزابيث ماي، ذات الـ65 عاما، فتخوض رابع انتخابات عامة لها. 3- تغير المناخ قضية مهمة هيمنت القضايا الاقتصادية وقضايا البيئة على عقول الكنديين في هذه الانتخابات. وهناك مؤشرات إلى تحسن الاقتصاد، كما أن معدل البطالة انخفض بدرجة كبيرة، لكن الأسر لا تشعر بذلك. إذ إن معدل الدين بالنسبة إلى الفرد العادي، في عام 2018، كان مرتفعا، وهو أعلى معدل بالنسبة إلى الدخل في مجموعة الدول السبع الغنية. وأصبح امتلاك منزل، خاصة في المدن التي ارتفعت فيها أسعار البيوت، مثل تورنتو وفانكوفور، أمرا صعب المنال. ويروج الحزب الليبرالي لإنجازاته، مثل برنامج معونات الأطفال، الذي ساعد في إنقاذ 278000 طفل من دائرة الفقر في 2017، بحسب الإحصاءات الاتحادية. أما المحافظون فيركزون في رسالتهم على قلق الكنديين بشأن مستقبلهم المالي. ودارت معركة حادة على ما يعرف بضرائب الكربون، التي فرضت في أربعة من أقاليم كندا الـ10، التي لم تقدم خططا لمواجهة تغير المناخ. وهذه قضية مهمة بالنسبة إلى الليبراليين، الذين يريدون الالتزام ببنود اتفاق باريس الذي وقعته الحكومة. وقد تزيد تلك البنود أسعار بعض الأشياء كالوقود، غير أن الحزب يقول إن التكاليف ستعود إلى الكنديين على هيئة استقطاعات من ضرائبهم السنوية. ووصف زعيم المحافظين تلك الضرائب بأنها "ضرائب غير عادلة على كل شيء"، وتعهد بإلغائها في أول فرصة إذا انتخب. وتحدث الحزب الديمقراطي الجديد عن الصعوبات التي تواجهها الأسر، في دفع قروض الطلاب، وأسعار المنازل المرتفعة، ورعاية الأطفال. 4- من المتقدم في الانتخابات ومن المتأخر؟ أخذ الليبراليون يستعيدون التأييد بعدما واجهوه من انخفاض في نسب دعمهم أوائل هذا العام، في أعقاب فضيحة شركة إس إن سي-لافالين. وأشارت استطلاعات الرأي في بداية الحملة إلى تقدم الليبراليين والمحافظين بالتساوي، بحصول كل منهما على 30 في المئة. ومازال هذا هو الوضع مع نهاية الحملة.رئيس وزراء كندا جاستن ترودو في دقيقتينرئيس الوزراء الكندي يعتذر عن "وجهه الأسود" ويقبع الحزب الديمقراطي الجديد في المركز الثالث بنسبة تصل إلى حوالي 20 في المئة. أما كتلة كيبيك فحصلت في الاستطلاعات على نسبة عالية في مقاطعة كيبيك، بحيث جاءت في المرتبة الثانية بعد الليبراليين. 5- هل يمكن أن تظهر الانتخابات نتائج غير متوقعة كان صوت حزب الخضر عاليا خلال فترة الصيف. وتصدر استطلاعات الرأي، إلى درجة تعادله مع الحزب الديمقراطي الجديد، وهو يأمل في مضاعفة عدد مقاعده من اثنين إلى خمسة. وهناك شعور، بين أعضاء الحزب بالـ"التفاؤل المتحفظ". ويرى مراقبون أن الناخبين التقدميين يريدون بديلا لترودو وحزبه، وأنهم مأخوذون بما يفعله الحزب الديمقراطي الجديد.مصدر الصورةReutersImage caption المرشحتان المستقلتان جين فيلبوت وجودي ويلسون-ريبولد ومن بين المرشحين الذين يأملون في تحدي الأوضاع، امرأتان، هما جودي ويلسون-ريبولد، وجين فيلبوت. وكانت المرشحتان وزيرتين في مجلس وزراء الحكومة الليبرالية، قبل استقالتهما بعد فضيحة شركة إس إن سي-لافالين، وطرد ترودو لهما. وهما الآن مرشحتان مستقلتان في الدوائر التي فازتا فيها كمرشحتين عن الحزب الليبرالي، وبدون أي دعم من أي حملة انتخابية. وقالت ويلسون-ريبولد لبي بي سي في سبتمبر/أيلول إنها "تتعامل بواقعية باعتبارها مرشحة مستقلة". وأضافت: "نحتاج إلى التخلي عن سماتنا الحزبية، وإلى أن نفتح النقاش بشأن القضايا".
مشاركة :