اعتبرت شبكة فوكس نيوز، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب قواته من سوريا يمكن أن يوفر لجماعة داعش الإرهابية الوقت والمكان لإعادة تنظيمها وتوسيع شبكاتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وفي مناطق من العالم.وقالت الشبكة، إنه في حين أن أكثر عواقب الانسحاب الأمريكي وضوحا هو زيادة التوترات بين الولايات المتحدة وتركيا ، إلا أن هذه الآثار وغيرها من آثار القرار أقل وضوحا وقد تستغرق وقتًا أطول لتظهر.وأضافت أن القلق الأكثر وضوحا هو أنه مع تركيز الأكراد الآن على البقاء على قيد الحياة في مواجهة الغزو التركي، فإن الشريك الأكثر قدرة للولايات المتحدة على الأرض في سوريا المتمثل في الأكراد- القوات الديمقراطية السورية (قسد) ووحدات حماية الشعب - سوف تخصص موارد بشرية أقل لمكافحة داعش، حيث أوقف المقاتلون الأكراد عمليات مكافحة الإرهاب ضد داعش فعليًا.وأوضحت الشبكة أنه في الأيام الماضية، أعلن داعش عن شنه غارة على " مقر حزب العمال الكردستاني" غرب الرقة ، على معسكر اعتقال يحرسه مسلحون أكراد، كما تم الإبلاغ عن حوادث أخرى مماثلة مؤخرًا ، بما في ذلك التقارير التي تشير إلى أن أكثر من 700 شخص ممن يشتبه في صلتهم بتنظيم داعش قد فروا من معسكر في شمال شرق سوريا بعد قصف الجيش التركي للمنطقة.وأعلنت دول جنوب شرق آسيا، بما في ذلك إندونيسيا ، حالة تأهب الآن ، بعد أن فر مواطنوها الإرهابيون الذين كانو محتجزين في معسكرات الأكراد، وقد يعودون إلى بلدانهم الأصلية للتخطيط لهجمات في المستقبل.كما ترددت شائعات بأن العديد من مقاتلي داعش البارزين من فرنسا، قد يعودون إليها، مما زاد المخاوف في باريس من احتمال وجود خطط لشن هجمات إرهابية وشيكة.وأبرم الأكراد مؤخرًا اتفاقًا مع نظام الزعيم السوري بشار الأسد، وأمام ذلك، فقد كان منطق ترامب هو بسحب قواته من سوريا وفق مبرر"إنهاء الحروب التي لا نهاية لها"، ولكن هذا القرار لمن يساهم في وقف الحروب.وأكدت الشبكة أنه إذا انهار وقف إطلاق النار بين تركيا والأكراد، فقد يتدهور الوضع في سوريا ، ويمكن لداعش في النهاية إعادة بناء تنظيمه في ذلك البلد، لافتة إلى أن يبدو مستحيلا بالنسبة للولايات المتحدة إعادة نشر قواتها في شمال سوريا ، حيث تم الاستيلاء على القواعد الأمريكية من قبل القوات الروسية أو تم تفكيكها بواسطة القوات الأمريكية نفسها لجعلها غير قابلة لتواجد أي قوات.وأضافت أنه حتى إذا رغبت الولايات المتحدة في إعادة إدخال قوات في أي نقطة مستقبلية للتعامل مع تهديدات داعش المتزايدة ، فمن المحتمل أن تجد صعوبة في العثور على شريك تعمل معه على الأرض بعد أن أدار ترامب ظهره للأكراد.وأشارت إلى أن الانتكاسات التكتيكية الناتجة عن انسحاب القوات الأمريكية في سوريا قد تنعكس على المكاسب التي تحققت بصعوبة في المدى القريب، ولكن الآثار الإستراتيجية بعيدة المدى لمثل هذا القرار الذي تم تنفيذه على عجل يمكن أن يتردد في المنطقة لسنوات قادمة، بينما يشجع قائد أمريكا في وقت واحد الخصوم - داعش وسوريا وروسيا وإيران - وتسريع تراجع نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
مشاركة :