بدأ محمد جلال حياته العملية خلال عام 2013، في محاولة كغيره من الطلاب في نفس سنه لاستغلال الإجازة الصيفية لجمع النقود ومساعدة أسرهم، حيث قرر أن يتعلم فن الطهي داخل أحد المطاعم المعروفة في مصر، ليخطو في سن 16 عاما أولى خطواته نحو هذا الفن بألوانه المختلفة بين الشرقي والغربي. كان الشاب خلال هذه الفترة ملتحقا بمرحلة التعليم الثانوي، إلا أنه قرر منذ دخوله عالم الطهاة أن يحترف هذا المجال بغض النظر عن مجال دراسته، ليفكر في تطوير نفسه بشتى الطرق واستغلال كل مواهبه في الطهي، فكان النحت أحد أدواته التي استغلها داخل المطبخ، حيث بدأ في صناعة قطع فنية على الفواكه والخضروات فضل موهبته التي لفتت الأنظار. يستخدم «جلال» أدوات المطبخ لنقش لوحاته الفنية على الخضروات والفاكهة، حيث يسن سكاكينه التي تختلف في أحجامها طبقًا لما سيقوم بنحته، ويدقق النظر في الشكل أو الصورة التي يريد نحتها، ثم يقضي حوالي ساعتين لإنهاء قطعته الفنية. يتذكر «جلال» خلال حديثه لـ «المصري لايت» المراحل الأولى لتعلمه فن النحت على الخضروات والفواكه: «كنت بستأذن الشيف الرئيسي للمطعم اللي بشتغل فيه إني أخد قشر البطيخ عشان أجرب عليه، وقعدت حوالي سنة بحاول أدرب نفسي، وأوقات كنت بسهر ساعتين إضافيتين بعد الشغل علشان أخلص اللي بعمله». اجتهاد «جلال» وصبره ساعداه على تحقيق مشروعه في أقل وقت ممكن، بعد أن نجح في إقناع رؤسائه بإمكاناته، وصار محترفا في تصميم منحوتات على الفاكهة والخضروات، مضيفا: «لقيت الشخبطة اللي كنت بعملها على قشر الفواكه والخضروات بدأت يبقى ليها شكل أخيرًا». بدأ الشيف الصغير بعد ذلك في نشر أعماله عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لتجد مئات التعليقات وردود الأفعال الإيجابية والتي منحته دافعا جديدا لتطوير مهاراته أكثر وتقديم كل ما هو جديد طوال الوقت، إلا أن هناك دور آخر لعبته فتاة صينية تدعى «جيفاري» في تطوير موهبة «جلال»، قائلا: «بعتتلي رسالة من خلال فيسبوك عشان تشجعني وبدأت تعرفني إزاي أتطور أكتر، وعلمتني مهارات جديدة سهلت عليا عملية النحت على الفواكة والخضروات بشكل كبير». البطيخ، الأناناس، الجزر والخيار، أبرز الخضروات والفاكهة التي يستغلها «جلال» طيلة 6 سنوات من العمل في مجال الطهي لنحت أشكالا مختلفة من الرسومات الفنية أو الشخصيات المشهورة، وكلها أهلته لأن يكون بين الطهاة المحترفين في أحد المطاعم بالسعودية، حيث تطورت موهبته أكثر بعد أن تخصص في قسم السلطات، ليفاجئ الجميع خلال احتفالات المملكة السعودية بعيدها الوطني الـ 89 والذي يحل في الثالث عشر من سبتمبر من كل عام، بنحت صورة الملك سلمان على البطيخ. وعنها يقول «جلال»: «أنا بحب الملك من قبل حتى ما أسافر لأن طول عمره واقف مع مصر، وعلشان كده كنت حابب أكرمه على طريقتي»، مختتما حديثه مع «المصري لايت» برغبته في المشاركة بالمعارض العالمية التي تقام لنحاتي الخضروات والفاكهة، بالإضافة لنقل هذا الفن ونشره في المنطقة العربية
مشاركة :