سياسة وجمال مع ملكة جمال سورية

  • 5/8/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

لولا «فايسبوك» لما سمعنا بهذه الملكة التي لا يدري أحد من توّجها، من انتخبها ومتى وكيف... فأسئلة كهذه لا تُوّجه عادةً في البلد حيث كانت تقيم. أهل «فايسبوك» تداولوا فيديو لمحطة مصرية جديدة تدعى «تن تي في»، تظهر فيه امرأة تضع وشاحاً من هذا الذي تضعه ملكات الجمال المنتخبات، مكتوباً عليه: سورية. المحطة التي انطلق بثّها منذ أسابيع، وهي على ما قيل كان اسمها «التحري» وتغيّر إلى «تن تي في» بعد تغيّر المالكين، استضافت في برنامج اسمه «عسل أبيض»، ملكة جمال سورية. إلى هنا والأمر شبه عادي. شبه، لأن الناس مشغولة بالحرب وبالموت، ولا قلب لها لاختيار الجمال. لكن الانتخاب تمّ على رغم هذا، وأصبحت تلك الشابة تمثّل «الجمال» السوري في ما يبدو. لن نتطرق هنا الى جمال «الملكة»، فالدنيا أذواق، ونترك للمهتمّين قراءة تعليقات السوريين على «ممثلتهم» في صفحات التواصل الاجتماعي، وهي من نوع «كانت الكهرباء مقطوعة عند الانتخاب، والفساد والواسطة لحقا بالجمال...». آراء سلبية أعادتها صاحبة العلاقة، بكل ثقة وارتياح، إلى موقفها السياسي. الملجأ المريح للتخلّص من كل التهم. ما يهم هنا ما تفوّهت به، بلهجة حائرة بين السورية والمصرية، في الحديث التلفزيوني، وما أعلنته من آراء في الجمال والسياسة. «فالثقافة»، لمن لا يدري، باتت مطلوبة في هذا النوع من الانتخابات، والفائزة تريد إثبات أنها تتحلّى بالشكل والمضمون معاً. المذيعة أفسحت لها المجال بأسئلتها كي تدلي بدلوها في الفرق بين الجمالين السوري والمصري، والأكل الصحي و... وصفات الجمال الطبيعي. لم تفت المحاورة بالطبع، الهوة بين ما تسمع وبين ما ترى في ما يخص الموضوع الأخير. وهي بإلحاحها وتكرار أسئلتها عن الجمال الطبيعي، وتكديس مساحيق التجميل، والنفخ والصبغ، والعدسات الملونة والرموش المكثفة، لم تكن بريئة القصد، بخاصة أنها (المحاورة) كانت في مظهرها وأدائها الطبيعي، مناقضة تماماً لجميلة الجميلات تلك... لكن تلك المتوّجة على عرش الجمال، كانت واثقة من براءة الأسئلة الى درجة مثيرة للإشفاق. ثم بعدما أخذ هذا الحوار ما أخذه من وقت المشاهد، طلبت الضيفة المزيد لتبدي أن ثقافتها تتجاوز بكثير الأحوال الجمالية، وفي مباشرة وصراحة عبّرت عن «حبها للسيسي» الذي «يمثلها» كونها تعيش في بلده، وعن أن القائد رئيسها «دكتور العيون بشار الأسد لا يمكنه أن يؤذي نملة». وهذا ليس لأنه غير مهتم إطلاقاً بإيذاء نملة، بل لأن «دكتور العيون لا يمكنه» فعل ذلك. وأُغلقت ستارة الحوار بالجملة الخالدة «الدين لله والوطن للجميع»، في ردّ على من قد يخطر له ويتساءل عن انتمائها الديني بعدما عُرف انتماؤها السياسي.

مشاركة :