مدرب البايرن يعترف بأن حظوظ فريقه تقلصت لبلوغ نهائي دوري الأبطال

  • 5/8/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

«ليس هناك أي دفاع بإمكانه إيقاف ميسي».. كم كان مدرب بايرن ميونيخ جوزيب غوارديولا صائبا في تحليله في المؤتمر الصحافي الذي سبق المواجهة المثيرة بين فريقه وبرشلونة في ذهاب الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا على ملعب كامب نو. ذلك لأن ما توقعه تحقق تماما خلال المباراة بعد أن سجل ميسي هدفين رائعين، الأول بتسديدة من خارج المنطقة، والثاني بعد أن راوغ المدافع جيريمي بواتنغ وطرحه أرضا ليسدد الكرة بيمناه ساقطة فوق الحارس مانويل نوير لحظة خروجه لمواجهته. ولم يكتف الأرجنتيني الفذ بذلك بل مرر الكرة الحاسمة التي سجل خلالها البرازيلي نيمار الهدف الثالث الذي لا بد أنه قضى على أمل الفريق البافاري في قلب النتيجة إيابا على ملعب إليانز أرينا وجعل فريقه الكتالوني يقترب أكثر فأكثر من النهائي المقرر في برلين في 6 يونيو (حزيران) المقبل. كان ميسي وحتى الدقيقة 76 حاول مرارا وتكرارا اختراق الدفاع الألماني ونجح بذلك من خلال مراوغات دوخت مدافعي الفريق البافاري، لكنه لم يتمكن من إيجاد زميل ينهي الهجمة، فقرر أن يمسك بنفسه بزمام الأمور وعندما استغل خطأ من برنات انتزع منه الكرة وسار بها خطوات عدة قبل أن يطلقها بيسراه خادعة دخلت شباك نوير في الدقيقة 77، ثم استغل تمريرة أمامية متقنة من الكرواتي إيفان راكيتيتش ليراوغ بواتنغ بسرعة البرق ويخدع نوير مرة جديدة. ونجح الفريق البافاري في الصمود 77 دقيقة، لكنه لم يتمكن من الوقوف في النهاية في وجه الترسانة الهجومية للفريق الكاتالوني المؤلفة من الثلاثي ميسي، ونيمار، وسواريز الذين سجلوا 111 هدفا من أصل 159 سجلها فريقهم في مختلف المسابقات. ولا شك بأن الفريق البافاري تأثر بشكل كبير بغياب جناحيه؛ الفرنسي فرانك ريبيري، والهولندي أريين روبن، حتى إنه لم يسدد على المرمى أي كرة، وهذا أمر نادر الحدوث لفريق عريق مثل بايرن ميونيخ. وبالإضافة إلى الهجوم المرعب فإن الفريق الكاتالوني أظهر قوة دفاعية هائلة بدليل عدم دخول مرماه أي هدف في مبارياته الست الأخيرة، كما احتفظ بنظافة شباكه في 31 مباراة من أصل 54 خاضها هذا الموسم. ولخص قلب الدفاع جيرار بيكيه هذا الأمر بقوله «لعبنا بطريقة دفاعية رائعة وخير دليل على ذلك أن فريقا بحجم بايرن ميونيخ لم يسدد أي كرة باتجاه المرمى». ولا شك بأن غوارديولا أدرك الآن شعور الفرق الأخرى عندما كانت تواجه النجم الأرجنتيني، وهو مدرب له، من 2008 إلى 2012. لقد كان غوارديولا يمني النفس بالعودة من مسقط رأسه بنتيجة إيجابية قبل مباراة العودة، لكن ميسي أطاح بآماله تماما، وقد لخصت صحيفة «ماركا» هذا الأمر تحت عنوان عريض «ميسي يلتهم غوارديولا!». وأشاد غوارديولا بأداء ميسي مؤكدا أنه كان كلمة السر في الفوز العريض الذي حققه النادي الكتالوني على فريقه بطل ألمانيا. وقال غوارديولا: «ميسي عاد مجددا ليظهر موهبته.. لقد خلق الكثير من فرص التسجيل». واعتبر غوارديولا بأن الهدف الثالث الذي سجله برشلونة قد قلص كثيرا من آمال الفريق البافاري في بلوغ المباراة النهائية. وأعرب غوارديولا الذي أحرز مع برشلونة 14 لقبا بين عامي 2008 و2012، عن خيبة أمله من انهيار البايرن في الدقائق الـ13 الأخيرة التي شهدت تسجيل الفريق الكاتالوني لأهدافه الثلاثة. وقال غوارديولا: «بعد الهدف الأول انهارت معنويات فريقي، الهدف الأخير مخيب للآمال لأننا لو أنهينا النتيجة صفر - 2 لكنا احتفظنا بالأمل، أما الآن فإن الأمور ستكون في غاية الصعوبة». وتابع: «النتيجة تؤذينا، برشلونة فريق عظيم والطريقة الوحيدة لوقفهم هو الاستحواذ على الكرة ولا أعتقد بأن هناك طريقة أخرى لذلك». وأوضح: «أردنا السيطرة على مجريات اللعب لكن في مواجهة لاعبين من هذه النوعية فإن أي فريق معرض للهجمات المرتدة. لم نكن موجودين من الناحية الهجومية». وأعرب غوارديولا عن أسفه لما آلت إليه نتيجة المباراة، مؤكدا أنه يفكر الآن في مباراة العودة. وقال: «لقد كنا نسير بشكل جيد معظم فترات المباراة.. العودة ستكون صعبة ولكننا سنحاول.. ما زال هناك 90 دقيقة». ونفى غوارديولا أن تكون عودته لملعب الكامب نو قد أثرت عليه سلبا. وقال: «أنا أقوم بعملي بشكل جيد قدر المستطاع.. في هذا الإطار الاعتبارات الشخصية تصبح قليلة الأهمية.. كنت أشعر بأنني على ما يرام طوال الوقت وكنت أفكر في المباراة». ويذكر أن بايرن ميونيخ لم يسدد أي كرة باتجاه المرمى في إحدى المباريات الأوروبية وذلك للمرة الأولى منذ عام 2006. وعانى الفريق البافاري من غياب لاعبين مؤثرين في صفوفه أبرزهم الجناحان الهولندي أريين روبن والفرنسي فرانك ريبيري لكن غوارديولا رفض تقديم الأعذار بقوله: «عانينا مشكلات في الشهرين أو الثلاثة أشهر الأخيرة، لكني فخور بفريقي ولا أستطيع أن أنتقدهم بأي شيء». والخسارة هي الثالثة على التوالي لبايرن ميونيخ بعد سقوطه أمام بوروسيا دورتموند بركلات الترجيح صفر - 2 في نصف نهائي كأس ألمانيا، وهزيمته أمام باير ليفركوزن صفر - 2 في الدوري المحلي لكن بعد أن توج باللقب. في المقابل، احتل ميسي جانبا كبيرا من إشادات لويس أنريكي مدرب برشلونة، حيث قال: «مع ليو تعودنا أن يقوم بكل شيء.. نحن نراه يوميا. إنه لاعب من عالم آخر». وواصل: «بالإضافة إلى ما شاهدناه من سحر ميسي في الهجوم، فإننا قمنا بعمل دفاعي كبير عندما لم تكن الكرة في حوزتنا». وأضاف: «لعبنا في مواجهة فريق قوي وكان توازن فريقي رائعا وفعالا جدا. لقد خلقنا فرصا أكثر من المنافس وهذا يؤكد العرض الجيد الذي قدمه اللاعبون». من جهته أعرب ميسي عن سعادته بالفوز العريض الذي حققه فريقه، واصفا نتيجة المباراة بـ«الجيدة»، وطالب زملائه بعدم الافراط في الثقة لأنه ما زالت هناك مباراة العودة في ألمانيا وستكون معقدة للغاية. وقال ميسي: «لقد صادفنا حظا جيدا في تسجيل الهدف الأول ثم جاءت بعد ذلك بقية الأهداف بشكل متتابع.. حققنا نتيجة جيدة ستدعمنا في مباراة العودة وهذا ما كنا نبحث عنه». وكانت أبرز المشاهد المثيرة للانتباه في مباراة، أمس، طريقة الاحتفال العنيفة للنجم الأرجنتيني بعد الهدف الأول، وعن هذا الأمر قال ميسي: «كانت فرحة لما مثله هذا الهدف لنا.. لقد كان هدفا مهما بالنسبة للتأهل». وقال جيرار بيكيه مدافع برشلونة: «عندما يكون ميسي في أفضل حالاته، فإنه يستحيل إيقافه وأظهر أمام البايرن موهبته مجددا». وأضاف زميله في الدفاع خافيير ماسكيرانو: «أنه لاعب يستحيل وصف قدراته. عليك أن تشاهده بنفسك». في المقابل أكد لاعبو بايرن ميونيخ أن الأخطاء الدفاعية هي التي كلفتهم الخسارة بثلاثية نظيفة. وأشار بواتينغ مدافع الفريق البافاري أن الأخطاء الفردية عاقبت فريقه بشكل قوي. وقال: «لعبنا طوال 70 دقيقة بشكل جيد للغاية ولكن بعد ذلك حدثت أخطاء غبية.. الأخطاء تحدث ولكن ما يزعجني أننا افتقدنا التنظيم الجيد وأهدينا نتيجة المباراة لبرشلونة.. الهزيمة 3 - صفر لا يجب أن تحدث من الأساس.. هدفنا الآن هو تحقيق الفوز في ميونيخ». ومن جانبه، قال مانويل نوير حارس مرمى بايرن ميونيخ، الذي تذكر عودة فريقه القوية أمام بورتو في دور الثمانية لبث بعض التفاؤل في نفوس زملائه والجماهير قبل مباراة العودة. وقال: «لعبنا بشكل جيد جدا عندما كانت النتيجة صفر - صفر.. لقد أهدينا لهم الهدف الأول وهذا تسبب في أن نفقد ثباتنا.. دون شك يجب إبراز التألق الفردي لميسي». وأضاف الحارس الدولي الألماني الذي استقبلت شباكه لأول مرة أهدافا بقدم ميسي سواء مع بايرن ميونيخ أو المنتخب الألماني: «علينا تذكر ما حدث في المباراة أمام بورتو. قد تبعث بعض الأمل». وقال توماس مولر نجم هجوم بايرن ميونيخ: «لا يوجد وقت للأسى.. علينا أن نكون سويا كفريق واحد ولا نلقي باللوم على بعضنا البعض.. في مباراة العودة سنقدم كل ما لدينا.. ستكون مباراة صعبة». وأعرب فيليب لام قائد بايرن ميونيخ عن أسفه كون برشلونة تمكن من تسجيل أهدافه الثلاثة من هجمات مرتدة، وقال: «لقد سمحنا لهم بأن يسجلوا ثلاث مرات من هجمات مرتدة.. إنه أمر مرير».

مشاركة :