حليب الأم هو أجمل هدية تقدمها الأم لفلذة كبدها، كيف لا ما دام يزود الطفل بكل العناصر التي تأخذ بيده ليبدأ مشوار الحياة. والأهم من ذلك يوفر له الحماية من الأمراض. المعروف أن الجهاز المناعي عند الطفل الرضيع ينمو ببطء ويلزمه بعض الوقت كي يكتمل، من هنا ضرورة إرضاع الطفل من حليب الثدي الذي يوفر له أجساماً مناعية تقف في وجه الميكروبات التي تحاول إثارة التهابات يمكن أن تضع حياة الرضيع على المحك، خصوصاً تلك التي تسبب الالتهابات المعوية - المعدية والبولية والطرق التنفسية العلوية والتهابات الأذن. وكانت دراسة تناولت أهمية حليب الثدي، كشف فيها الدكتور وولتر روغان والدكتور إيمين شين من المعهد الوطني الأميركي لعلوم وبحوث الصحة البيئية في ولاية كارولاينا الشمالية، أن معدل الوفاة بالالتهابات الميكروبية هو أقل عند الأطفال الذين رضعوا من حليب الأم مقارنة بآخرين شربوا من القنينة، أي الحليب الصناعي. أيضاً أظهرت الدراسة أنه كلما كانت فترة الإرضاع طويلة قلت نسبة الوفاة. ويحمي حليب الأم الطفل من الوقوع في أمراض عدة، مثل مرض البدانة، والأمراض القلبية الوعائية. وفي دراسة أجريت على أطفال تراوحت أعمارهم بين 6 و14 سنة، وجد المشرفون عليها أن نسبة الإصابة بالبدانة كانت أقل عند الذين تربوا على أثداء أمهاتهم مقارنة بأولئك الذين تناولوا الحليب الاصطناعي. أما في شأن الأمراض القلبية الوعائية، فأشارت بحوث إلى أن الأطفال الذين لم ينالوا حقهم من حليب الأم كانوا يعانون من تبدلات شريانية تمثل بوادر لوقوع الأمراض القلبية الوعائية. وفي دراسة نشرت نتائجها سنة 2014 في مجلة «بروسيدينغز أوف ذي رويال سوسيايتي» البريطانية أظهر باحثـــون أن الرضـــاعة من 3 إلى 12 شهراً لها أثر إيجابي في الحــماية من أمراض الــقلب والأوعية الدموية.
مشاركة :