آلاف العناصر الإرهابية في 12 سجنًا بشمال سوريا أصبحوا شبه طلقاء بعد العدوان التركي على سوريا عقب ترك القوات الكردية حراسة السجون للتفرغ لصد العدوان التركي الأسبوع الماضي. هذه العناصر الإرهابية - التي ينتمي أغلبها لتنظيم «داعش»- يخشى العالم أن تتحول إلى قنابل موقوتة في أوروبا والشرق الأوسط، خاصة أغلبهم من جنسيات غربية. وحسب خبراء تحدثوا لـ«الاتحاد» فإن الوضع السوري الحالي لا تتوقف أضراره عند شمال سوريا فقط وإنما ستتحمل تركيا العواقب المقبلة والمتوقع حدوثها من تنفيذ عمليات إرهابية من هذه العناصر في مختلف أنحاء العالم بعد هروبهم. من جانبه، أكد مايكل روبرت، كبير باحثين بمعهد دراسات انتربرايز للسياسات الأمنية الأميركي، إن تركيا ببساطة لا تعتبر «داعش» جماعة إرهابية، مشيراً إلى أن وزير الداخلية التركي سليمان سويلو أكد في اليوم الأول لغزو تركيا لسوريا بأن أنقرة يمكن أن تعقد صفقة مع «داعش». وقال روبرت لـ«الاتحاد» إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يأمل في استخدام الأسرى الهاربين كأداة ضغط ضد أعدائه الدبلوماسيين المختلفين في ملفات دولية مهمة. وأشار كبير باحثين بمعهد دراسات «انتربرايز» إلى الدواعش الهاربين من السجون السورية بسبب القصف التركي على سوريا وفتح السجون للدواعش، سوف يزعزع الأمن ويستأنف الإرهاب في المنطقة خاصة سوريا وأيضا الدول الأوروبية وأميركا وباقي الدول، خاصة في ظل وجود عشرات العناصر المنضمة لتنظيم «داعش» من جنسيات أجنبية مختلفة يمكن أن تعود من خلال تركيا لدولها بأفكار متطرفة. وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أن العملية العسكرية التركية شمال شرق سوريا تسببت في بقاء 12 سجناً لمقاتلين أجانب من دون حراسة، ما قد يفضي إلى هروب الإرهابيين لبلدانهم الأصلية، مشددا على ضرورة حل مسألة حراسة السجون التي تضم أعضاء تنظيم «داعش» في سوريا على الفور. واتفق عمرو فاروق الباحث المصري في حركات الأصولية السياسية مع مايكل روبرت، حول أن أردوغان ساهم عبر عدوانه على سوريا في تحرير أكثر من 12 ألف داعشي في 7 سجون تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية والأكراد وتحريك 18 ألف داعشي في مرحلة كمون تنظيمي، والآلاف من عوائل الدواعش في مخيم الهول. وشدد فاروق لـ«الاتحاد» على أن أردوغان يعمل على إعادة توطين داعش داخل سوريا وبعض المناطق العربية وأيضا دول أوروبية عن طريق الدفع بأكثر من 4 آلاف داعشي من جنسيات أجنبية، لافتا إلى أن انتقال هذه العناصر لبؤر جديدة يعني توسيع دائرة انتشار نفوذ «داعش». المشروع الأخطر وفقا للباحث في الأصولية السياسية هو أن هناك ما يتراوح من 10 آلاف إلى 15 ألف طفل من أبناء «داعش» في مخيمات سورية على رأسها مخيم الهول، يمثلون قنابل موقوتة في المراحل المقبلة، لافتا إلى أنهم من ضمن مشروع أشبال الخلافة الذي يعد أخطر مشروع موجود حاليا والذي يتم من خلاله عودة التنظيم. لكن ما مصير هؤلاء الدواعش؟ حسب ما ذكر عمرو فاروق فإن هذه العناصر سيتم تحريكها داخل الدول العربية خاصة سيناء وليبيا لإرباك الأجهزة الأمنية وأيضا إلى أوروبا وفقا لأجندة تخدم مصالح تركيا. أيضاً أكد المحلل السياسي التركي تورغوت أوغلو أن هروب السجناء الإرهابيين في شمال سوريا بعد قرار القوات التركية القيام بعملية عسكرية هو الأسوأ الذي سيقابل العالم، خاصة أن هذه المليشيات من المتوقع أن تهرب إلى أماكن أخرى لتقوم بتنفيذ عمليات عسكرية من جديد بعد فترة طويلة من «الكمون»، مشيراً إلى أنه من المفترض محاسبة النظام التركي بقيادة أردوغان على هذا الأمر الذي أعاد محاربة الإرهاب إلى المربع صفر. وأضاف أوغلو أنه من المتوقع وقوع عمليات إرهابية في الفترة المقبلة بعد فرار المئات من عناصر «داعش»، وهي أمور ستجعل تركيا بمثابة المجرم أمام العالم والذي تسبب في إعادة إطلاق العناصر الإرهابية مرة أخرى وإسالة الدماء التي لم يكن العالم ينتظر أن تسيل من جديد.
مشاركة :