مصيدة الحلول الصغيرة: بريطانيا على طريق تدمير ذاتها

  • 10/22/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كتب ميخائيل روستوفسكي، في "موسكوفسكي كومسوموليتس"، عن محاولات بريطانيا الهروب من نفسها، بتأجيل اتخاذ القرارات المصيرية التي تهدد المملكة العظمى بالتفكك كدولة. وجاء في المقال: وفقا لتوقعات المشككين، وجد البرلمان البريطاني مرة أخرى طريقة ملائمة لعدم اتخاذ أي قرار بشأن كيفية إخراج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. هذه الخطوة المصيرية، يجب أن تتم في الـ 31 من أكتوبر. ومع أن رئيس الوزراء بوريس جونسون، في سباقه مع الزمن، تمكن من الاتفاق مع قيادة الاتحاد الأوروبي على آلية جديدة لفسخ روابط التحالف، إلا أن النواب البريطانيين لم يكلفوا أنفسهم عناء النظر في هذه الوثيقة. لدى كل من دعاة "بريكسيت فوري" ودعاة تكتيكات المماطلة، حقيقته الخاصة. ومن غير الممكن عمليا القول الآن أي من هاتين الحقيقتين أكثر حقيقيةً. لنبدأ بحجة مؤيدي بوريس جونسون. فمنذ أكثر من ثلاث سنوات، قرر سكان المملكة المتحدة، في استفتاء، إخراج البلاد من الاتحاد الأوروبي. وإرادة الشعب يجب أن تتحقق. أما الحجة الجوابية لدى معارضي بوريس جونسون، فهي أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيحدد مصير البلاد لعقود مديدة قادمة. هذا القرار، يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوضع الاقتصادي في الدولة بشكل جذري، وقد يؤدي إلى أن تكف الدولة البريطانية في شكلها الحالي عن الوجود، بعد انفصال اسكتلندا وأيرلندا الشمالية عنها.  المشكلة هي أن تصادم هاتين المجموعتين من الحجج المعقولة يؤدي (أو بالأحرى، أدى) إلى شلل النظام السياسي البريطاني. ستغرق بريطانيا العظمى في مشاكلها الداخلية أكثر وستكف عن أن تكون واحدة من القوى العظمى القادرة على ممارسة نفوذ يتجاوز حدودها. وبالنظر إلى العلاقة شديدة السوء بين موسكو ولندن، فإن ذلك بالطبع يخدم روسيا. سيتضح الكثير في المستقبل القريب، عند اتخاذ قرار نهائي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. أما الواضح الآن فهو أن بريطانيا وجدت نفسها في مصيدة الحلول البسيطة، التي في الواقع ليست بسيطة على الإطلاق. على الورق، يبدو كل شيء بسيطا وواضحا. لكن في الممارسة العملية، فهذه الأدلة الوهمية تجر وراءها مليون تفصيل مبهم. وهكذا، فالبلاد، تنزلق، من دون أن تشعر، إلى فخ سياسي. المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفةتابعوا RT على

مشاركة :