في الوقت الذى أبلغ فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، فشله في تشكيل حكومة ائتلافية، بات السؤال الذى يطرح نفسه حاليا، هل إسرائيل أقرب إلى انتخابات برلمانية ثالثة ، وهل يمكن لزعيم حزب “أزرق أبيض” بزعامة رئيس الأركان السابق لجيش الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس أن يشكل حكومة في إسرائيل. واستبعد مراقبون و مختصون في الشأن الإسرائيلي،خلال أحاديثهم لموقع ” الغد”، قدرة جانتس على تشكيل حكومة في إسرائيل، وأن كافة التوقعات تشير إلى أن الانتخابات الثالثة هي الأقرب إذا لم تحدث تطورات تُعيد تشكيل المشهد السياسي في إسرائيل. سيناريوهات مفتوحة وفي هذا الصدد، يقول عصمت منصور الباحث في الشأن الإسرائيلي :” من الواضح أن حظوظ بيني غانتس في تشكيل حكومة ليس كبيرة، لأن كل السيناريوهات المفتوحة أمامه لا تبشر بأنه سيتمكن من تشكيل حكومة ،إلا إذا تم تفتيت تكتل اليمين الذى يلتف حول نتنياهو ب55 مقعد أو دعم الأحزاب العربية وهذا أمر مستبعد أما نظريا هو قائم”. متابعا حديثه، ولكن من الصعب على جانتس أن يظهر أمام المجتمع الإسرائيلي أنه شخص غير مسؤول و يفرط بأمنها و يضع مصالحها في خطر بيد العرب، وهذا ما كان يحرض عليه نتنياهو، و دون تلك السيناريوهات من الصعب و المستحيل أن يقدر جانتس على تشكيل الحكومة”. وحول مصير مستقبل نتنياهو، قال منصور:” نتنياهو الآن وبعد أن فشل في تشكيل حكومته هو في أضعف حالته السياسية، لكنه يمتلك أن يمنع الاحزاب اليمينية من أن تنظم لغانتس في تشكيل الحكومة وكذلك استمراره بالتحريض على العرب، لأن نتنياهو في خطابه المسجل حول فشله بتشكيل حكومة طرح بيان انتخابي ، من خلال إلقاء المسؤولية على غانتس و حديثه عن الظروف الأمنية الصعبة و اهمية حكومة وحدة وطنية وأنه سعى لذلك”. انتخابات ثالثة من جهته رأى برهوم جرايسي المختص بالشأن الإسرائيلي، أن احتمالات التوجه لانتخابات ثالثة كبير، على ضوء ضعف احتمالات نجاح غانتس في تشكيل حكومة برئاسته ، لأن أقصى ما يمكن أن يحققه غانتس من دعم هو 52 نائبا، رغم أن حزب “يسرائيل بيتينو” بزعامة ليبرمان (8 نواب)، سيصر على موقفه المطالب بحكومة وحدة مع الليكود، وقد لا يتراجع عن هذا المطلب، كي لا يتهم بأنه في مطلبه هذا يستهدف الليكود وحكومة اليمين الاستيطاني. واوضح جرايسي، أن احتمالات نجاح بيني غانتس في تشكيل الحكومة المقبلة، أضعف بكثير من تلك التي كانت بيد نتنياهو، الذي لن يقبل حكومة برئاسة غانتس أولا، بعد أن رفض غانتس رئاسة نتنياهو أولا، لحكومة تضم الكتلتين الأكبرين، يكون فيها تناوب على رئاسة الحكومة. هذا و ذكر تقرير أعده المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية “مدار”، أن إسرائيل باتت أقرب إلى انتخابات برلمانية ثالثة خلال عام واحد، كون احتمالات نجاح بيني غانتس في تشكيل الحكومة خلال 28 يوما ضئيلة جدا، بعدما أعاد نتنياهو يوم امس الاثنين كتاب التكليف للرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين بتشكيل حكومة جديدة قبل 48 ساعة من انتهاء المدّة القانونية. وأوضح التقرير، الذى صدر اليوم الثلاثاء، أن هذه هي المرة الأولى التي يعيد فيها نتنياهو كتاب التكليف، ولكنها المرّة الثانية التي يفشل فيها في تشكيل الحكومة، إذ كانت الأولى بعد انتخابات نيسان الماضي، إلا أن نتنياهو سارع حينها إلى مبادرة حل الكنيست بعد 50 يوما من تلك الانتخابات، دون أن يعيد كتاب التكليف. وهذه المرة الثالثة التي يتم فيها إعادة تكليف بتشكيل حكومة منذ العام 1949، وكانت الأولى لشمعون بيرس في العام 1984، والثانية لتسيبي ليفني في خريف العام 2008 هذا و ينوي زعيم حزب “أزرق أبيض” بعد تسلمه كتاب التفويض رسميا من الرئيس الإسرائيلي “رؤوفين ريفلين” التوجه أولا إلى الليكود بهدف تشكيل الائتلاف الحكومي القادم، ونقلت “قناة كان العبرية” اليوم الثلاثاء عن “غانتس” قوله، “سأدعو رئيس الوزراء إلى عقد اجتماع بأربع أعين بيننا”. وتصدر حزب “أزرق أبيض” بزعامة رئيس الأركان السابق لجيش الاحتلال الإسرائيلي بيني جانتس الانتخابات بحصوله على 33 مقعدًا ، وحصل حزب “الليكود” بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على 32 مقعدًا في انتخابات الكنيست (البرلمان) المؤلف من 120 مقعدا. ولم يتمكن أي من الحزبين من تشكيل ائتلاف يضمن له 61 مقعدا، وبالتالي تشكيل الحكومة القادمة، ويحظى نتنياهو بدعم 55 نائبا من أحزاب يمينية ودينية، بينما جمع جانتس تأييد 54 نائبا من أحزاب تنتمي إلى الوسط واليسار.
مشاركة :