ورد سؤال إلى الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق خلال إحدى الدروس الدينية يقول صاحبه: " ابني شاب واحيانا تفوته صلاة الجمعة فهل صحيح من ترك صلاة الجمعة مرتان خرج من الملة "؟ .رد جمعة قائلا: " ليس من السهل أن يخرج المسلم من الملة ، فلو ان هذا الشاب ترك الجمعة ثلاث مرات فهذه علامة على أنه يرتكب معاصي وآثام سيئة للغاية ، وقال الإمام مالك في هذا الأمر : ترد شهادته إذا ترك الجمعة ثلاث مرات بدون عذر . وأضاف جمعة: إذا كانت الجمعة تفوته بسبب النوم فلا بأس مره أو مرتين ، ولكن إذا كان ينام يوميا بعد الفجر ويستيقظ بعد الظهر فلا نتركه هكذا بل يجب على الأب والأم إيقاظه وقت الجمعة ، لأنه لا يجوز تركه ينام يوميا بعد الفجر ونقول رفع القلم عن ثلاث النائم حتى يستيقظ ، فهذا هراء وعبث .عقوبة من ترك صلاة الجمعة ومن جانبه أوضح الأزهر الشريف أن صلاة الجمعة فرض عين على كلِّ مسلم، وأنه لا يصح لمسلم ترك صلاة الجمعة إلا لعذرٍ كمرض أو سفر، مشيرًا إلى قوله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[الجمعة:9].وأضاف الأزهر في فتوى له ما رواه الإمام النسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رَوَاحُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ»، متابعًا قوله صلى الله عليه وسلم: "الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةً: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ ". [رواه: أبو داود].وأردف أن ترك المسلم لصلاة الجمعة، إثم كبير ما دام بغير عذرٍ يمنعه من أدائها، لافتًا إلى أنه قد ورد في تركها وعيد شديد كما في الحديث الشريف: "مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ" [رواه: النسائي].واختتم الأزهر فتواه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيضًا: "لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ" [رواه: مسلم].
مشاركة :