حذر رئيس وزراء إثيوبيا الحائز على جائزة نوبل للسلام، اليوم الثلاثاء، من أنه إذا كانت هناك حاجة الى خوض حرب حول سد النهضة المتنازع عليه مع مصر فإن بلاده مستعدة لحشد مليون شخص، إلا أنه استطرد قائلا إن المفاوضات هي السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية. أدلى رئيس الوزراء آبي أحمد، بتصريحاته خلال جلسة استجواب بالبرلمان، هي الأبرز منذ فوزه بجائزة نوبل في 11 أكتوبر/ تشرين أول. كما دافع آبي عن فوزه بالجائزة بعدما ذكر البعض أنه لا يستحقها، قائلا: “بعض الأشخاص يجدون صعوبة في تقبل فوزي بجائزة نوبل للسلام. هي منحت بالفعل لآبي، ولن تؤخذ منه. هذه قضية منتهية. الآن يجب أن يكون تركيزنا على كيفية تحفيز شباب آخرين على الفوز بالجائزة. الناس سيستمرون في التفكير في تلك القضية، وهي مضيعة للوقت.” منح آبي ( 43 عاما) الجائزة بسبب إصلاحاته السياسية الواسعة ولإبرامه اتفاق سلام مع اريتريا بعد توليه منصبه العام الماضي. وقد واجه تساؤلات من النواب حول عدد من القضايا الحساسة، أهمها سد النهضة. انهارت محادثات السد البالغة تكلفته 5 ملايين دولار هذا الشهر، وهو الأكبر في افريقيا، وقد استكمل بناء نحو 70 % منه، ويتوقع ان يمنح اثيوبيا الكهرباء التي تحتاجها بشدة. إلا أن مصر تخشى تقليص حصتها من مياه النيل بعد بناء السد، وألا يكون أمامها خيارات وسط مساعيها لحماية مصدرها الرئيسي من المياه العذبة. وصورت وسائل الإعلام الموالية للحكومة في مصر القضية باعتبارها تهديدا للأمن القومي، ما قد يتطلب تحركا عسكريا. وقال رئيس الوزراء الإثيوبي “يقول البعض أمورا عن استخدام القوة من جانب مصر. يجب أن نؤكد على أنه لا توجد قوة يمكنها منع إثيوبيا من بناء السد. إذا كانت ثمة حاجة لخوض حرب فيمكننا حشد الملايين. إذا تسنى لبعض إطلاق صاروخ فيمكن لآخرين استخدام قنابل. “لكن هذا ليس في صالح أي منا”، وشدد آبي على أن بلاده عازمة على استكمال مشروع السد، الذي بدأه زعماء سابقون “لأنه مشروع ممتاز”. ويتوقع أن يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الأربعاء، على هامش قمة روسية – أفريقية في مدينة سوتشي الروسية. وعلى صعيد التحديات الكبيرة الأخرى في الوطن، تتزايد التوترات العرقية الدامية في اثيوبيا إذ يتصرف الناس الذين رزحوا يوما تحت القمع من منطلق عداوات قديمة. وقتل نحو 1200 شخص كما نزح أكثر من مليون شخص في أكبر تحدي حتى الآن لحكم آبي، ويحذر بعض المراقبين من أن الاضطراب يمكن أن يتزايد قبيل انتخابات العام المقبل في مايو/ أيار. وأخبر آبي النواب أنه يأمل في إجراء الانتخابات وفقا للموعد المحدد، كما أشار إلى أن عملية بلا أخطاء ليست هي الهدف. وكان قد قال في السابق إن الانتخابات ستكون نزيهة وحرة. وقال رئيس الوزراء “تمت الموافقة على ميزانية قياسية وشكل كيان انتخابي لضمان الاستقلال قدر الإمكان. هناك بعض الأصوات التي تدعو لتأجيلها لكن هذا غير مقنع”، مضيفا أن العملية الديمقراطية لا يمكن تأجيلها خوفا من العنف الانتخابي. وتابع آبي “الحكومة مستعدة لتسليم السلطة إلى أي شخص يخرج فائزا”. وردا على أسئلة عن العنف العرقي المستعر في الدولة الواقعة شرق افريقيا، قال إن “هناك أفراد وجماعات تحاول البقاء متواجدة عبر السنين بتأجيج العنف بين الناس. ويجب أن ينتبه الشباب ويواجهون.” وأعرب عن أمله في أن يهدأ الوضع قريبا.
مشاركة :