بعد أيام من مظاهرات لبنان، واحتشاد الآلاف في الشوارع والساحات للمطالبة برحيل الحكومة اللبنانية، خرج رئيس الحكومة سعد الحريري بورقة إصلاحات في محاولة لتهدئة أكبر احتجاجات تشهدها البلاد منذ سنوات. ولكن هل نجح؟مصدر الصورةGetty Images انقسم مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان حول الورقة الإصلاحية التي أعلنها الحريري.مشككون في جدوى الورقة الإصلاحية وجاءت الشريحة الكبرى من ردود فعل المستخدمين مشككة ورافضة للورقة الإصلاحية، التي تحدث عنهاالرئيس سعد الحريري بعد جلسة مجلس الوزراء المخصصة لمناقشة الورقة. وظهر إسم الحريري في أكثر من 25 ألف تغريدة في الـ24 ساعة الماضية. وتساءل كثير منالمغردين: "كيف يمكن لهذه الدولة أن تأتي بهذا الكم من الإصلاحات في فترة لا تتجاوز 3 أيام في حين أن جميع مكونات هذه السلطة متواجدة في الحكم منذ أكثر من 30 عاما؟". فقالت النائب في البرلمان اللبناني بولا يعقوبيان، تعليقا على الورقة الإصلاحية: "الفاسدون لا يصلحون، وضعوا بعضا من القوانين الإصلاحية التي قدمتها إلا أن هذه الورقة المسماة "متقدمة" لا زالت متأخرة جدًا لا زالوا بالمحرقة والخصخصة، لا وجود لحماية مرج بشري ولا لطبيعة لبنان التي نهشتها كساراتهم وعندما سيتحكمون مجدد سيعودون إلى مشاريع النهب، طبقة فبركة وكذب". وقال محمد شقير: "الفكرة أنه إذا قادرين يطلعوا بقرارات ويعملوا إصلاحات خلال 3 أيام (72 ساعة) ليش خلونا ننطر 30 سنة؟". وتناول المستخدمون عددا من البنود التي أتت في ورقة الحريري الإصلاحية، كإقرار قانون استعادة الأموال المنهوبة ووضع آلية واضحة لمواجهة الفساد، والقرار المتعلق بموازنة العام 2020 والذي يتحدث عن عجز لا يتجاوز 0.6 بالمئة. فقالت لبنانية: "أكبر غلطة عملها سعد الحريري أنه استفزنا بس قال إنه رح يعمل لجنة لوضع قانون استعادة الأموال المنهوبة أعضاءها من الطبقة السياسية نفسها الفاسدة بلا تحديد آلية أو وقت محدد يعني كأنه يقول (إنسووووو) نحن أسفين مش رح ننسى وبدنا نحاسبكم". وقال مهاب: "25% ضريبة عالمصارف لسنة واحدة (إبرة بنج)، بدء إلغاء المحاصصة الطائفية بتوزيع الوظائف (لا خطة وبالتالي لن تتحقق)، تشكيل لجان لمكافحة الفساد (على أساس ما عنا قضاء)، حديث جانبي مع كم محامي لإقرار قانون استعادة الأموال المنهوبة (مجلس النواب لن يوافق)".مؤيدون للورقة الإصلاحية وفي المقابل أطلق عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان هاشتاغ #بدايه_الاصلاح الذي كان من ضمن قائمة أكثر الوسوم انتشارا في البلاد حاصدا أكثر من 36 ألف تغريدة. وعبر من خلالها المغردون عن تفاؤلهم بالورقة الإصلاحية التي أعلنها الحريري. فقالت زينب: "مجموعة إصلاحات جديدة ترفع العبئ عن الوطن أفضل من الفراغ الحكومي والسياسي والذهاب إلى الهوة وتغريق البلد بديون أكبر". وقالت دعاء: " #بداية_الإصلاح هو بفضل المظاهرات المحقة، الشعب أثبت إنه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة وبيقدر يفرض عالسلطة مطالبه، لازم نعطي فرصة للحكومة بإنقاذ البلد والعبور بلبنان نحو الأفضل".#الجيش_اللبناني وتضامن عدد كبير من اللبنانيين مع الجيش اللبناني من خلال هاشتاغ #الجيش_اللبناني الذي حصد أكثر من 13 ألف تغريدة تعبيرا منهم عن شكرهم للجهود المبذولة لحماية المتظاهرين وحماية السلم الأهلي. وتحدث كثيرون عن تظاهرة الدرجات النارية التي جالت في شوارع بيروت وحمل المشاركون فيها أعلام أفواج المقاومة اللبنانية أمل التي يترأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأعلام حزب الله. وقد تصدى الجيش اللبناني للتظاهرة تجنبا للتصادم مع المتظاهرين. وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو للتظاهرة، وأخرى توثق تصدي الجيش اللبناني للمشاركين فيها.حزب الله / حركة أمل ورد حزب الله على ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال بيان قال فيه: "يهم العلاقات الإعلامية في حزب الله أن توضح أن حزب الله ليس له علاقة بتاتا بتظاهرة الدراجات النارية التي نزلت مساء اليوم إلى وسط بيروت". ونفى المكتب الإعلامي المركزي لحركة أمل أي علاقة للحركة بمواكب الدرجات النارية التي جابت شوارع العاصمة بيروت". فقال الإعلامي حبيب فياض المقرب من حزب الله: "بيان العلاقات الإعلامية كان فقط من أجل تأكيد المؤكد، وإلا فإن القاصي والداني يعلم بأن راية حزب الله وجدت لترفرف في الأعالي وليس في الزواريب لإخافة الناس". وقال عبد الرؤوف: "الأمر لا يستحق النفي ولكن من باب تأكيد المؤكد: العلاقات الإعلامية في حزب الله: لا علاقة لحزب الله بتاتاً بتظاهرة الدراجات النارية التي توجهت إلى وسط بيروت". وكان مئات الآلاف من اللبنانيين قد خرجوا إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم من إجراءات التقشف التي تنتهجها الحكومة، متهمين النخبة السياسية بالفساد. وأثارت الضرائب الجديدة المقترحة، بما في ذلك ضريبة الاتصال عبر الإنترنت التي ألغيت بسرعة بعد الإعلان عنها يوم الخميس الماضي، موجة من الغضب بين المواطنين، إضافة إلى المشاكل التي تعاني البلاد منها كتدهور البنية التحتية وانقطاع الكهرباء وتراكم القمامة في الشوارع.
مشاركة :