أفاد هايكو ماس، وزير الخارجية الألماني، اليوم الثلاثاء، بأن اقتراح انجريت كرامب كارينباور، وزيرة الدفاع الألمانية، بإنشاء منطقة آمنة عند الحدود السورية التركية تخضع لمراقبة دولية بمشاركة موسكو وأنقرة، تسببت في غضب الحلفاء في الناتو.وقال ماس: "منذ يوم أمس وبعد اقتراح رئيسة الحزب الديمقراطي المسيحي، تلقينا عددا من الأسئلة من حلفائنا، وهناك بالتأكيد بعض الغضب لدى شركائنا"، حسب ما نقلت وكالة "رويترز".وأشار وزير الخارجية الألماني، إلى أن "شركاء ألمانيا لم يناقشوا بعد إنشاء مثل هذه المنطقة الآمنة".وفي وقت سابق، قالت وزيرة الدفاع الألمانية ورئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، إنها "ستقترح على الناتو إنشاء منطقة أمنة في سوريا على الحدود مع تركيا".وأكدت انجريت كرامب على أن "الوضع في سوريا يؤثر على المصالح الأمنية لأوروبا، وانتقدت الطابع السلبي ،الذي اتسم به تصرف ألمانيا والأوروبيين في هذه القضية حتى الآن، بوصفه كالمتفرجين من وراء سياج".وأشارت إلى أن "إعطاء ألمانيا دفعة ومبادرة سياسية، أمر معقول لانطلاق مبادرة أوروبية داخل الناتو".ويذكر أن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، أعلن أن اقتراح وزيرة الدفاع الألمانية انجريت كرامب كارينباور يتطلب الدراسة. الهجوم التركي على سوريا وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده أطلقت عملية عسكرية باسم "نبع السلام" شمال شرقي سوريا، "لتطهير هذه الأراضي من الإرهابيين" في إشارة إلى "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تعتبرها أنقرة ذراعا لـ"حزب العمال الكردستاني" وتنشط ضمن "قوات سوريا الديمقراطية"، التي دعمتها الولايات المتحدة الأمريكية في إطار حملة محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي. وجرى إطلاق هذه العملية، التي تعتبر الثالثة لتركيا في سوريا، بعد أشهر من مفاوضات غير ناجحة بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية حول إقامة "منطقة آمنة" شمال شرقي سوريا، لحل التوتر بين الجانب التركي والأكراد سلميا، لكن هذه الجهود لم تسفر عن تحقيق هذا الهدف بسبب خلافات بين الطرفين حول عمل هذه الآلية. وبدأت تركيا تنفيذ عمليتها الجديدة بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية، عن سحب قواتها من شمال شرقي سوريا بقرار من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في خطوة انتقدها الأكراد بشدة على الرغم من وعده بتدمير اقتصاد تركيا حال "تجاوزها الحدود". الاتفاق الأمريكي التركي وقد وافقت تركيا، يوم الخميس الماضي، على وقف هجومها في سوريا لمدة خمسة أيام للسماح بانسحاب القوات الكردية من "منطقة آمنة" سعت تركيا طويلا للسيطرة عليها، وذلك في إطار اتفاق أشادت به إدارة الرئيس الأمريكي ووصفته تركيا بأنه انتصار كامل.
مشاركة :