في رسالة وجهها سموه إلى العالم بمناسبة يوم الأمم المتحدة، أشاد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، بمبادرات وجهود الأمم المتحدة في مجال التنمية المستدامة، والتي باتت تشكل إطارا بناء لتحرك دولي واسع يقوم على تنمية روابط الثقة والمصالح المتبادلة بين الدول والشعوب لتحقيق المبادئ السامية لمنظمة الأمم المتحدة في إرساء دعائم نظام عالمي مستقر.وأضاف سموه أن القضايا الإنسانية المشتركة في العيش بأمن وسلام وتحقيق معدلات نمو اقتصادي تكفل سبل العيش الكريم للشعوب والحفاظ على سلامة البيئة، بحاجة إلى إرادة جماعية تقوم على الوعي بأهمية العمل المشترك لوضع الحلول الملائمة لكل ما يهدد مستقبل البشرية.ونوه سموه إلى أن الامم المتحدة، والتي ستدخل عامها الخامس والسبعين، شكلت منذ إنشائها ولا تزال منصة للأمل والعمل من أجل مستقبل أكثر استقرارا وأمنا، بعد سنوات طوال عاشتها البشرية في نزاعات وحروب لم تجلب للعالم سوى الدمار، مشددا سموه على ضرورة النهوض بدور الأمم المتحدة بما يجعلها أكثر قدرة وتأثيرا في التعامل مع المتغيرات والتحديات المتزايدة التي يشهدها العالم في الوقت الراهن.وأكد سموه أن مملكة البحرين بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد، حفظه الله، تحرص على تعزيز الشراكة مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة انطلاقا من رؤية جلالته الحكيمة التي تؤمن بأن التعاون الدولي هو السبيل الوحيد من أجل عالم يسوده السلام الدائم والرخاء. وأشار صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في رسالة للعالم بمناسبة يوم الأمم المتحدة الذي يصادف يوم الخميس الموافق 24 أكتوبر 2019، إلى أهمية الدور الذي تنهض به الأمم المتحدة في ترسيخ رؤية عالمية واعية ومسئولة للتعاون بين الشعوب ارتكازا على القيم النبيلة والقواسم الانسانية والحضارية المشتركة من أجل نهضة الشعوب وحمايتها من الانزلاق إلى الفوضى والدمار.وشدد سموه على أهمية أن تكون هذه المناسبة فرصة لمراجعة وتقييم آليات عمل المنظمة الاممية بما يواكب التحديات المعاصرة، وبما يسهم في الوصول الى تفاهمات دولية تمنحها مساحة أكبر من الفاعلية والتأثير في مواجهة مختلف الازمات الدولية واستشراف آفاق المستقبل.ورأى سموه أن بناء الثقة بين الشعوب على أساس مرجعية الأمم المتحدة ومرتكزات القانون الدولي يشكل مطلبا حيويا في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ العالم، وأن تحقيق هذه الثقة لا يمكن أن يتم ما لم يكن الاحترام المتبادل ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، هو المعيار الذي تقوم عليه العلاقات بين الدول. وقال سموه:» إن العديد من الدول تواجه تهديدات حقيقية تنال من أمنها واستقرارها وحق شعوبها في التنمية جراء عوامل عديدة غذت من روح الانقسام والفرقة بين أبناء المجتمع الواحد، وعلى الأسرة الدولية أن تكون أكثر إرادة وتصميما من خلال مظلة الأمم المتحدة على الوصول إلى رؤى ووسائل تحقق للمجتمعات السلام والاستقرار».وأكد سموه أن مملكة البحرين تشارك الأمم المتحدة في رؤيتها الداعمة للتعاون والتضامن مع كافة المساعي المبذولة لنشر الأمن والسلام والاستقرار ودعم التنمية، بهدف تقوية ركائز التعايش بين جميع الشعوب، وإقامة علاقات تعاون بناءة بين مختلف الدول، وتعزيز جوانب الانفتاح المثمر بين كافة الثقافات الحضارات، وبما يجنب العالم الانزلاق إلى مزيد من الصراعات والتوترات التي تشكل أكبر مهدد للسلام والاستقرار والرخاء.وأعرب صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء عن اعتزاز مملكة البحرين بالعلاقة المتميزة مع منظمة الأمم المتحدة منذ العام 1971، وما يشهده من تطور مستمر يجسد مدى حرص المملكة على المشاركة بإيجابية في تحقيق الأهداف النبيلة للمنظمة الدولية بما يضمن نجاح جهودها في مجال الأمن الجماعي باعتباره ركيزة أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 التي أقرتها الأمم المتحدة من أجل رخاء الشعوب وازدهارها.ونوه سموه إلى أن التعاون المشترك بين مملكة البحرين والأمم المتحدة ووكالاتها التابعة الموجودة في مملكة البحرين أسفر عن توقيع اتفاقية مهمة هي اتفاقية إطار الشراكة الاستراتيجية للأعوام (2018- 2022)؛ وهو الأول من نوعه في المنطقة، يهدف إلى استقطاب الخبرات الخارجية، ونقل الخبرات والتجارب المحلية، إلى جانب الاستفادة من خبرات المنظمة في دعم المشاريع المستقبلية بمملكة البحرين. ورحب سموه باستجابة الأمم المتحدة واعتماد مبادرة سموه بإطلاق اليوم الدولي للضمير في الخامس من أبريل من كل عام، ليكون مناسبة سنوية لتحفيز العمل والشراكة الدولية من أجل بناء السلام وتعزيز الاستقرار واستشراف مستقبل أفضل للعالم وشعوبه.ودعا سموه المجتمع الدولي إلى أن يكون أكثر قوة وفاعلية في الدفاع عن المبادئ النبيلة للأمم المتحدة والعمل على إلزام جميع الدول باحترامها من خلال الايمان بأهمية العمل الجماعي كأساس للتنمية والأمن والاستقرار ومنع التدخل في الشئون الداخلية واحترام حسن الجوار، وغيرها من المبادئ التي تضمنها ميثاق المنظمة الدولية.وأعرب سموه عن تطلعه إلى أن تكون الإرادة الدولية ممثلة الأمم المتحدة لديها رؤى تستشرف المستقبل وأن تمتلك البدائل والحلول الناجعة في مواجهة القضايا الأكثر الحاحا وفي ومقدمتها قضايا الارهاب والعنف واللاجئين من أجل ينعم العالم بالأمان.وفي ختام رسالته، أشاد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بجهود الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش وجميع العاملين في المنظمة الدولية ووكالاتها المتخصصة في ترسيخ التعاون الدولي في مجالات التنمية وتعزيز وإرساء السلام والأمن في العالم.
مشاركة :