حوار: علي البيتي يعتبر طارق السيد مدرب البطائح مثالاً للمثابرة والاجتهاد والثقة بالنفس والطموح، فقد بدأ مدرباً لحراس المرمى بفريق دبا الفجيرة عام 2004، وبعد إقالة المدرب الأول كلف مؤقتاً بقيادة الفريق كمدير فني فحقق نجاحاً كبيراً وإنجازاً غير مسبوق وقاد الفريق للصعود لدوري الخليج العربي عام 2012، ثم عاد من جديد وصعد بالفريق نفسه إلى دوري الخليج العربي عام 2015، واضعاً اسمه ضمن قائمة المدربين المتخصصين في صعود الأندية مثل الرمادي وعبدالوهاب عبدالقادر ووليد عبيد.أكد طارق السيد أن نجاحاته وإنجازاته مع «النواخذة» لم تكن صدفة فهو قاد فريق البطائح الذي يشارك لأول مرة في تاريخه في بطولات الهواة إلى الصعود لدور ال 16من بطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة كحدث تاريخي، مخالفاً كل التوقعات متفوقاًَ على كل الفرق المرشحة على غرار الإمارات والحمرية ودبا الفجيرة.السيد تحدث عن تجربته الملهمة وعن ناديه الجديد وعن بطولة الكأس ودوري الهواة وأهداف فريقه والكثير من القضايا في حوار هنا نصه: كيف ظهر فريق جديد مثل البطائح بهذا المستوى وكيف نجحتم في الصعود وبالعلامة الكاملة إلى دور ال16من بطولة كأس رئيس الدولة في أول مشاركة للفريق؟ - صحيح أن البطائح فريق جديد ولم يشارك في أي بطولة رسمية، لكن عملية البناء تمت بشكل صحيح وعلى أسس منطقية فنحن حرصنا على التعاقد مع لاعبين لديهم تجارب وخبرات سابقة مع الأندية بالدولة سواء في دوري الخليج العربي أو دوري الهواة ونجحنا في تجميع مجموعة متميزة من العناصر إلى جانب بعض اللاعبين الشباب ويمكن القول ان توليفة الفريق خليط من اللاعبين أصحاب الخبرة والشباب وتم إعداد الفريق بأفضل صورة من خلال المعسكر والتجارب الودية ومن ثم المشاركة في التصفيات التمهيدية لبطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة ووفقنا في تقديم مستويات جيدة وتصدرنا مجموعتنا. الفريق ظهر منسجماً بصورة كبيرة كيف حدث هذا الانسجام خلال فترة وجيزة؟ - من خلال العمل في التدريبات والمباريات الودية وبفضل الروح والأجواء الأسرية ولأن الجميع لديه هدف ورغبة في نجاح تجربة البطائح، لذلك كل عنصر في الفريق وفي المنظومة عنده الاستعداد للتعاون من اجل الوصول للهدف وأعتقد أننا استفدنا من فترة الإعداد ومن مباريات الكأس أيضاً، ولابد أن نشكر الإدارة هنا على دورها وجهودها وعلى تهيأتها المناخ ودعمها الفريق وعلى تشجيع اللاعبين ورفع معنوياتهم، إنها إدارة طموحة لديها هدف ومشروع تشرفت بأن أكون جزءاً منه وأعتقد ان الجوانب المعنوية والنفسية ساعدتنا أيضاً في الوصول للانسجام المطلوب، ونحن بالتأكيد لم نصل إلى ما نريد ومازال علينا العمل والاستمرار في تنفيذ برامجنا. طموحات منطقية ما طموحاتكم في بطولة الكأس بعد الوصول إلى مرحلة دور ال 16؟ - لا شك في أن بلوغ هذا الدور في حد ذاته يعتبر إنجازاً كبيراً يحسب لفريقنا قياسا بحداثته وبالتأكيد الفوز بالبطولة ليس هدفاً من أهدافنا لكن بطولة الكأس تختلف عن الدوري فالأخيرة طويلة والخسارة يمكن تعويضها لكن في الكأس لا يمكن أن تعوض ونحن سعداء باللعب أمام اتحاد كلباء وسنخوض المباراة بطموح الفوز بالطبع، ونحن عندما نقول إن الفوز بالبطولة ليس هدفنا فنحن نتحدث بالمنطق والواقع لكن إذا وجدنا أنفسنا نمضي في البطولة ونذهب بعيداً فهل سنرفض التتويج بالبطولة؟ لا أحد يرفض البطولات لكن واقعياً ومنطقياً نحن لسنا مرشحين واللقب ليس هدفاً لنا. بالنسبة لبطولة الدوري كيف تنظرون إليها وما هدفكم فيها؟ - مثلما قلت بخصوص بطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة فبطولة الدوري والصعود لدوري الخليج العربي ليس هدفاً لفريقنا، تعلمون ان الفريق حديث ولذلك من الطبيعي إلا يضع الصعود هدفاًَ فنحن مطالبون ببناء فريق جيد يستطيع المنافسة في العام المقبل أو الذي يليه. كيف لا يكون الصعود هدفاً وقد نجح الفريق في إثبات وجوده وتفوقتم على المرشحين للصعود والبطائح حاليا أفضل فريق في الهواة بالنتائج والأداء؟ - صحيح أننا أثبتنا وجودنا وقدمنا أنفسنا كفريق جيد ورقم ولكن هناك فرقاً اكثر خبرة منا وهي مرشحة للصعود، نحن لسنا مرشحين للصعود، البطائح ليس مطالباً بالصعود بل بظهور جيد، وكما ذكرت الهدف هو بناء فريق قوي يستطيع الصعود في الأعوام المقبلة، لا يمكن مطالبة فريق يشارك لأول مرة بالصعود إلى دوري الخليج العربي ونحن لا نريد ان نضع ضغوطاً على لاعبينا، لكن في الوقت ذاته لدينا فريق جيد وثقة في لاعبينا وسندخل كل مباراة بحثاً عن الفوز، وإذا سارت الأمور نحو الصعود فلماذا لا نرفع سقف طموحاتنا لكن حتى نكون واقعيين الفريق ليس مطالباً بالصعود في هذا العام. وضع جديد لفتم إليكم الأنظار وبالتالي سيكون التعامل مع فريقكم مختلفاً في الدوري ما يصعب إمكانية تحقيق نتائج جيدة ألا تتفق معي في هذه الرؤية؟ - نعم صحيح، بعد النتائج التي تحققت في بطولة الكأس فالفرق ستلعب بقوة أمامنا وستعمل لنا حساباً وعلينا ان نجتهد أكثر، وبطولة الدوري ستكون صعبة، كل المباريات ستكون صعبة جداً، الدوري سيكون صعباً جداً على كل الفرق، وعلى الفرق وعلى لاعبي البطائح قبلهم أن يعلموا جيدا أن الدوري غير، من يعتقد ان مباريات الدوري ستسير على نفس وتيرة مباريات الكأس فهو مخطئ، أقول هذا الحديث من واقع خبرة وتجربة وأنا تحدثت مع لاعبي فريقي وقلت لهم هذا الكلام وحذرتهم من الاعتقاد بأن مباريات الدوري ستكون سهلة. ما الفرق المرشحة للفوز بالدوري والصعود لدوري الخليج العربي؟ - قبل بطولة الكأس كان فريقا الإمارات ودبا الفجيرة هما المرشحان للصعود إلى جانب فرق مثل العروبة والحمرية لكن بعد المستويات التي قدمتها الفرق غير المرشحة وبعد النتائج التي تحققت أعتقد ان هناك واقعاً جديداً فرض، فالحصن قدم نفسه بصورة أكثر من جيدة ومصفوت والذيد وفي تقديري ان أكثر من خمسة أو ستة فرق قادرة على تحقيق الصعود والفوز بالدوري، ولا يمكن حصر المنافسة في ثلاثة أو أربعة فرق، أكثر من نصف فرق البطولة تقريباً تملك الفرصة والإمكانات والمنافسة ستكون ساخنة جداً ومفتوحة على كل الاحتمالات. ما رأيك في تجربة اللاعبين المقيمين تحديداً وهل ترى أنها ناجحة على صعيد أندية الهواة؟ - الفكرة جيدة لكن الممارسة الحالية من شأنها أن تحرفها عن مسارها، فما يحدث الآن تحايلاً واضحاً وزيادة لعدد اللاعبين الأجانب، ما معنى أن تأتي بلاعب من بلاده ويحصل على الإقامة ثم يتم تقييده كلاعب مقيم لمجرد أنه مستوفي شرط السن، بهذه الصورة فهذا اللاعب أجنبي وليس مقيماً ويجب إلا يتم التعامل معه كلاعب مقيم. شكراً لإدارة البطائح تقدم طارق السيد بالشكر إلى إدارة البطائح على دعمها له وعلى ثقتها في شخصه وقال إنها وفرت له وللاعبين كل معينات النجاح ، مشيراً إلى أن العمل في نادي البطائح مريح وهو مستمتع بعمله ويأمل في أن يحقق مع الفريق أفضل النتائج.كما أشاد السيد بلاعبي الفريق، وذكر أن البطائح يملك مجموعة رائعة من اللاعبين وأنه سعيد بالعمل معهم وشكرهم على جهدهم وعلى المستوى الذي قدموه في بطولة الكأس في انتظار الأفضل بالدوري، واعتبر أن تجربة البطائح ناجحة والوصول إلى دور ال 16من بطولة الكأس يؤكد ذلك. مدرب طموح قال طارق السيد رداً على سؤال: الكل يعرف أنني بدأت مدرباً لحراس المرمى في نادي دبا الفجيرة، ثم توليت مهمة المدير الفني مؤقتاً وصعدت بالفريق لأول مرة، ثم صعدت به مرة أخرى، ولي تجربة كانت جيدة جداً مع الجزيرة الحمراء وحالياً تجربتي مع البطائح جيدة حتى الآن وما حققته مع الفريق يعتبر إنجازاً.وتابع: افتخر بما حققته وما زلت أطمح إلى المزيد من الإنجازات، أنا مدرب طموح لا أتوقف عن العمل والدراسة والاطلاع والمتابعة لأطور نفسي، ومضى: التدريب موهبة ودراسة وتأهيل، وأنا حاصل على بكالوريوس تربية رياضية وتلقيت «كورسات» وحضرت «سمنارات» وورش عمل وغيرها، وأحمل أعلى الشهادات في مجال التدريب. تحدٍ جديد وصف طارق السيد تجربته مع البطائح بأنها تحد جديد وقال: أنا كمدرب أحب خوض التجارب والتحديات، في دبا الفجيرة خضت تحدياً ونجحت فيه، والآن هناك تحد جديد مع فريق البطائح، وافقت على تولي المهمة رغم أن الفريق حديث ولم يسبق له المشاركة في منافسات الهواة، لدي ثقة في نفسي وفي عملي، وفي الطاقم الذي يعمل معي، وقبل كل ذلك في إدارة النادي التي لم تقصر في شيء.ومضى: الجميع على قلب رجل واحد، وهناك استعداد للعمل من أجل الوصول إلى الأهداف التي وضعتها إدارة النادي.
مشاركة :