واصلت القوات الحكومية السورية انتشارها في مناطق سيطرة الأكراد شمالي سوريا، أمس الثلاثاء، فيما أعلن مسؤول أمريكي أن الأكراد أبلغوا واشنطن قبل انتهاء مهلة وقف إطلاق النار بانسحاب كل مقاتليهم من «المنطقة الآمنة» شمال شرقي سوريا، في حين تجري منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تقييما لاتهام الاكراد لأنقرة باستخدام أسلحة غير تقليدية في سوريا.وذكرت وكالة الأنباء السورية الحكومية أن وحدات من الجيش دخلت قرية الكوزلية غربي تل تمر بالريف الشمالي الغربي لمحافظة الحسكة. ولفتت الوكالة إلى أن الانتشار يأتي «في إطار المهام الوطنية للتصدي لقوات العدوان التركي ومرتزقتها من المجموعات الإرهابية». وكانت الحكومة السورية توصلت إلى اتفاق مع الإدارة الذاتية الكردية، برعاية روسية، من أجل التصدي للعملية التركية التي تستهدف مناطق سيطرة الأكراد في شمالي البلاد.من جهة أخرى، ذكرت الإدارة الأمريكية أن قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، مظلوم عبدي، أبلغ واشنطن بانسحاب كل المقاتلين الأكراد من المنطقة المحددة شمال شرقي سوريا بموجب الاتفاق الأمريكي التركي. وقال مسؤول من إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في تصريح صحفي لبعض وسائل الإعلام، مساء الثلاثاء، إن عبدي أكد للولايات المتحدة أن «قوات سوريا الديمقراطية»، التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري، نفذت كل التزاماتها في إطار الاتفاق بين واشنطن وأنقرة حول وقف إطلاق النار شمال شرقي الأراضي السورية. وشدد المسؤول على أن الولايات المتحدة ستعتبر كل الإجراءات التي ستتخذها تركيا على الأرض ضد المقاتلين الأكراد في المنطقة، بعد انتهاء المهلة الممتدة ل 120 ساعة لانسحابهم من الأراضي المحددة، خرقا للاتفاق بين الطرفين، ما سيسفر عن فرض عقوبات لا مفر منها على الجانب التركي. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل أحد جنودها متأثراً بجروح كان أصيب بها في شمالي سوريا. ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عن بيان لوزارة الدفاع أن الجندي لقي حتفه الاثنين متأثراً بجروح كان أصيب بها في هجوم قناصة وقذائف هاون من قبل مسلحين أكراد قبل أيام. من جانبها، أعلنت «قسد»، أمس، في بيان لها، أن القوات التركية شنت عدداً من الهجمات بالطائرات المسيرة على مواقع مقاتليها، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار. ولفت البيان إلى أن القوات التركية والفصائل الموالية لها حاولت التقدم في رأس العين على محور قرى أبوراسين، موركيش، مشرافا، والمناجير، حيث «تصدت قواتنا لهذه الهجمات، وقتلت وأصابت عددا من المرتزقة، فيما تم تدمير آلية مصفحة».ويقيّم خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية مدى صدقية اتهام السلطات الكردية لتركيا باستخدام أسلحة غير تقليدية في شمالي سوريا، كما اعلنت الهيئة أمس. وقالت المنظمة في بريد الكتروني تلقته فرانس برس «يشارك خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في عملية تقييم (مدى) صدقية مزاعم تتعلق بالوضع في شمالي سوريا». وأوضحت المنظمة ومقرها في لاهاي أن أي تحقيق لم يفتح حتى الآن، واضافت «نستمر في مراقبة الوضع» بدون مزيد من التفاصيل.وكانت الادارة الذاتية الكردية اتهمت تركيا باستخدام أسلحة غير تقليدية كالنابالم والفوسفور الأبيض، في هجومها الذي شنته في 9 من الجاري على المقاتلين الأكراد في شمالي سوريا، الامر الذي نفته أنقرة. وذكرت المنظمة أن «خبراءها يواصلون جمع المعلومات... عن أي استخدام مفترض لمواد كيماوية كأسلحة». (وكالات)
مشاركة :