رئيس الابتكار في جامعة الخليج العربي يستعرض دور مختبرات الابتكار في القطاع العام

  • 10/23/2019
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

قال رئيس قسم إدارة الابتكار والتقنية بجامعة الخليج العربي، الأستاذ الدكتور عودة الجيوسي، أن القطاع العام والحكومي في مختلف أنحاء العالم يعاني من رتابة في الأداء ونمط تقليدي في الإدارة العامة، وهذا النسق يحول دون إحداث ابتكار جذري في القطاع العام، خاصةً في ظلّ الدولة الريعية، والبطالة الهيكلية وتزايد كلفة الخدمات العامة، الذي يرافقه ارتفاع في سقف التوقعات لدى المواطنين، في ظلّ ثورة المعلومات والاتصالات. جاء ذلك، لدى محاضرة قدمها أ.د. الجيوسي، لمعهد الإدارة العامة في البحرين، حول (التفكير التصميمي في القطاع العام)؛ بهدف تعريف نخبة من العاملين في القطاع العام على منهج الابتكار الحكومي ومختبرات الابتكار. وشخص أ.د. الجيوسي، المشاكل التي يواجهها القطاع العام في العالم، مبيناً أنه بالرغم من أن حصة القطاع العام من الدخل القومي في معظم الدول تتراوح ما بين 20 - 30%؛ إلا أن ذلك لا ينعكس في نوعية وعدد الابتكارات المؤسسية والتقنية، وفي ابتكارات نموذج الأعمال، والابتكار الاجتماعي، والابتكار المفتوح. إلى ذلك، تضمنت المحاضرة مراجعة مفاهيم الابتكار في القطاع العام، ونماذجه في العمل، في عدة دول، مثل بريطانيا وكندا وأستراليا، التي تتضمن النشاطات الابتكارية في المؤسسة، والقدرات الابتكارية، والبيئة الابتكارية، بالإضافة إلى ذلك؛ تمّ استعراض منهجية التفكير التصميمي، التي تتضمن مراعاة حاجات المستفيدين من الخدمة، والعمل في فريق لتحديث المشكلة واختبارها وتعميمها في القطاع العام ضمن فهم رحلة المستخدم وسلوكه وإشراكه في الحلول المقترحة، وللتأكيد على التعلم المؤسسي وإعادة بناء منظومة المعرفة المؤسسية في القطاع العام من خلال التبادل المعرفي وتوثيق دراسة الحالة والتعلم من التجارب العالمية. وأشار أ.د. الجيوسي، في معرض حديثه، إلى أن الدراسات المتعلقة بمختبرات الابتكار في عدة دول مثل جورجيا و أرمينيا ومقدونيا؛ توضح بأن إشكالية معظم الدول؛ تكمن في الحوكمة، حيث أن الحكومات ما زالت تحاول حلّ مشاكل القرن الحادي والعشرين؛ عبر حلول من القرن التاسع عشر، لذا نرى العديد من الدول تعاني من خلل في نظام الحوكمة وإدارة المال العام والفاعلية المؤسسية والابتكار. وأوضح أن مختبرات الابتكار الحكومي تعمل على جعل المجتمعات أكثر ذكاءً وتواصلاً وشفافية و لامركزية ومرونة، في التصدي لمختلف التحديات، وللاستجابة لهذه التحديات المجتمعية والبيئية؛ تمّ تطوير نماذج لمختبرات الابتكار الحكومي، وتطوير السياسات العامة، بحيث توفر مناخاً مناسباً لتوليد الأفكار الجديدة، عبر الحوار مع الجهات الحكومية المختلفة، والجامعات، والمجتمع المدني، والجمهور. وأكد أن مختبرات الابتكار الحكومي تتيح منهجية استخدام التفكير التصميمي، التي تشمل الفهم العميق لحاجات المجتمع، وتطوير نماذج عملية لحل المعضلات المجتمعية، بحيث تحسن من مستوى الحياة والدخل والخدمات العامة، من تعليم وصحة وخدمات مجتمعية. واختتم أ.د. عودة الجيوسي محاضرته، مشدداً على أن مختبرات الابتكار الحكومي تمثّل فرصاً لتطوير مؤسسات القطاع العام، من خلال تعزيز الابتكار المعتمد على المستخدمين والابتكار المفتوح عبر استثمار تقنيات المعلومات والاتصال؛ كي تكون الحكومات ذكية وشفافة؛ لكن يبقى السؤال الجوهري هو: (ما مدى قبول ثقافة التغيير المؤسسي وقبول الحلول التشاركية)؛ لأن الاستدامة المؤسسية والمجتمعية؛ مرهونة بإتقان فنّ الاستماع وفنّ التنفيذ السريع في عصر التحول الرقمي.

مشاركة :