متظاهرو لبنان يطالبون بحكومة إنقاذ وانتخابات مبكرة

  • 10/23/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

طالب المتظاهرون الذين توافدوا إلى ساحات الاعتصام في مختلف أنحاء لبنان لليوم السادس على التوالي باستقالة الحكومة فوراً وتشكيل حكومة إنقاذ وطني من خارج المنظومة الحاكمة والدعوة لإجراء انتخابات نيابية مبكرة وفق نظام انتخابي جديد في مهلة أقصاها 6 أشهر، داعين إلى فرض العصيان المدني، اليوم، وإقفال الطرقات، فيما قال المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش إن المجموعة تحث الجهات السياسية في لبنان للاستماع إلى مطالب المواطنين الشرعية، جاءت هذه التطورات فيما أعلنت الداخلية اللبنانية تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية الفرعية في بعض البلدات والقرى حتى إشعار آخر. وطالبت «هيئة تنسيق الثورة» في لبنان، أمس، باستقالة الحكومة فوراً وتشكيل حكومة إنقاذ وطني من خارج المنظومة الحاكمة. كما دعت إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة وفق نظام انتخابي جديد في مهلة أقصاها 6 أشهر. وأشار بيان للهيئة إلى أن مهام الحكومة الجديدة ستكون محددة باسترداد الأموال المنهوبة من قبل كل من تولى السلطة من 1990، ومنعهم من مغادرة البلاد ومحاسبتهم. البيان، الذي تلاه العميد المتقاعد جورج نادر، لفت إلى أن اللبنانيين انتفضوا ثأرا بعدما أغرقتهم ممارسات السلطة في الظلام والطعام والمياه الملوثين والأقساط المرتفعة والبطالة والفقر، كما انتفضوا رفضاً لإمعان السلطة في إذلالهم وتقاسم الحصص بدلاً من معالجة المطالب المحقة وثأرا لكرامتهم المهدورة. وأكد البيان أن الشارع أسقط الشرعية والسلطة الحاكمة، معلنين إجراء اتصال بالمجموعات وإبقاء الأبواب مفتوحة للجميع لإنشاء تجمع من قوى الاعتراض. كما طلبوا من اللبنانيين الاستمرار في التظاهر والاحتجاجات في العاصمة بيروت والمناطق حتى تحقيق المطالب. وتضم الهيئة أكثر من 15 مجموعة من الحراك وبعض القوى السياسية. وعقدت الهيئة مؤتمرها الصحفي في ساحة الشهداء للرد على ورقة الحكومة الاقتصادية وتحديد خطوات المواجهة، مشددين على مواصلة المظاهرات لحين تحقيق المطالب. ودعا المجتمعون القوات المسلحة اللبنانية وعلى رأسها الجيش الوطني إلى حماية المتظاهرين في كل المناطق والأشخاص الذين تعرضوا للتهديد في أماكن سكنهم. إلى ذلك، اجتمع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في السراي الحكومي بمجموعة الدعم الدولية للبنان التي تضم سفراء الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، إيطاليا، والاتحاد الأوروبي، القائم بالأعمال الصيني، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان وممثل جامعة الدول العربية السفير عبدالرحمن الصلح، بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي للحريري. وقال كوبيتش بعد الاجتماع: «إن مجموعة الدعم الدولية تحث المسؤولين والجهات السياسية الفاعلة في لبنان للاستماع إلى المطالب الشرعية التي يطرحها الناس، والعمل معهم على الحلول ومن ثم على تطبيق هذه الحلول، والامتناع عن الكلام والأفعال التي يمكن أن تلهب التوترات وتحرض على المواجهة والعنف». وأضاف: «أطلع الحريري السفراء على جديّة الإجراءات التي طال انتظارها والتي اتخذت أمس الأول من قبل الحكومة، سواء كانت كجزء من مشروع موازنة العام 2020 لكي يتم إقرارها ضمن المهل الدستورية، أو من خارج الموازنة». وفي السياق، تجمع عشرات المتظاهرين أمام مصرف لبنان، وافترشوا الأرض، هاتفين «يسقط يسقط حكم المصرف»، و«ضرايب مش رح ندفع خلي المصارف تدفع». وأعلن المحتجون أمام المصرف أن صرختهم هي في وجه المصارف، داعين إلى المشاركة الكثيفة في الاعتصام تحت شعار «من هناك بدأ الفساد ومن هناك يبدأ الاصلاح الفعلي، وليس بخصخصة القطاعات المنتجة للدولة من كهرباء وخلوي». كما اقتحم عدد من الفنانين مبنى تلفزيون لبنان في بيروت احتجاجاً على عدم تغطيته للتظاهرات الشعبية وطالبوا بأن يكون «صوت الوطن». واستمر قطع الطرقات في عدد من المناطق اللبنانية فيما قام الجيش اللبناني بفتح بعضها. وقال مصدر أمني، أمس، إن القوى الأمنية تحاول إقناع المحتجين بإعادة فتح الطرق في مختلف أنحاء البلاد بالوسائل السلمية، لكنها لن تستخدم القوة إذا ما رفضوا ذلك. وأضاف، أن القرار الجديد المتعلق بالطرق يقضي بمنع إغلاق أي طرق حيوية تعيق نقل المواد الأولية مثل المحروقات والقمح والمستلزمات الطبية، مؤكداً أن الجيش اللبناني لن يصطدم مع المحتجين الذين يعبرون عن غضبهم بطرق عدة، لكنه شدد على أن الجيش سيتصدى لأي محاولة تعد على الأملاك الخاصة. وأقفلت المدارس والجامعات والمصارف أبوابها، كما أقفلت المحال التجارية والشركات في العديد من المناطق، فيما فتحت في مناطق أخرى. وأعلن رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب استئناف الدروس والأعمال الإدارية في كليات ومعاهد وفروع الجامعة كافة، بدءاً من اليوم الأربعاء. وأصدر المكتب الإعلامي لوزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب بياناً دعا فيه كل المدارس والثانويات والمعاهد الرسمية والخاصة والجامعات إلى استئناف التدريس صباح اليوم. ودعا المحتجون في رياض الصلح في بيروت بعد قراري رئيس الجامعة اللبنانية ووزير التربية إلى فرض العصيان المدني، اليوم، وإقفال الطرقات. واستمرت الاحتجاجات في كافة المناطق اللبنانية لليوم السادس على التوالي احتجاجاً على فرض الضرائب وسوء الأوضاع الاقتصادية والمطالبة بإسقاط السلطة السياسية، وقطعت الطرق في العديد من المناطق في جبل لبنان وشماله وجنوبه. وأقفلت الطرق، أمس، في عدد من المناطق في جبل لبنان «ضبية، جل الديب، نهر الموت، جسر الدورة، ميرنا الشالوحي، الحايك، ساحة ساسين، عاليه، بحمدون، صوفر، الجيه». كما أقفلت الطرقات في عدد من المناطق جنوب لبنان «كفرمان، صيدا» وفي طرابلس شمال لبنان قطع أوتوستراد طرابلس بيروت الدولي وأوتوستراد طرابلس عكار. وفي السياق، أعلنت وزارة الداخلية والبلديات اللبنانية، أمس، تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية الفرعية في بعض البلدات والقرى حتى إشعار آخر. وأرجعت وزيرة الداخلية والبلديات اللبنانية ريا الحسن، في بيان صادر عنها، قرار تأجيل الانتخابات البلدية إلى الظروف التي تمر بها البلاد. وكان من المزمع إجراء انتخابات بلدية واختيارية فرعية في بلدات وقرى لبنانية يوم الأحد 27 أكتوبر الجاري. واستثنى قرار الداخلية اللبنانية البلدات والقرى التي فاز أعضاء المجالس البلدية والاختيارية فيها بالتزكية.

مشاركة :