تعامدت الشمس، صباح اليوم الثلاثاء، على قدس أقداس معبد ابو سمبل الفرعوني جنوبي مصر، بحضور المئات من السياح الأجانب والمصريين، وعلى وقع استعراضات ثماني فرق للفنون الشعبية المصرية. وتسللت أشعة الشمس لتضيء وجه تمثال الملك رمسيس الثاني الذي شيد معبده الكبير وبجواره معبد صغير، في منطقة تطل على نهر النيل الخالد، واكتشفا على يد الإيطالى جوفاني باتيستا بلزوني، قبيل أكثر من مئتى عام، وجرى إنقاذ المعبدين من الغرق في حملة أطلقتها منظمة اليونسكو في عام 1961 واستهدفت إنقاذ 22 أثرا من آثار المنطقة. وتعد ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني، في معبده بأبو سمبل، واحدة من أهم الظواهر الفلكية فى العالم، وتلفت أنظار العالم مرتين في العام، حيث يشهد المعبد تعامد الشمس في يومي 22 من فبراير و22 من أكتوبر في كل عام. وكان محافظ أسوان، اللواء أحمد إبراهيم، ومساعد وزير الداخلية المصري لقطاع جنوب الصعيد، اللواء طارق علام، ومئات من زوار ابو سمبل، قد شهدوا ليلة أمس العروض التي قدمتها أسوان وتوشكى وبورسعيد وغزل المحلة وملوى وقنا وشلاتين والوادي الجديد، على مسرح المدينة، وافتتحا معرضا لمنتجات الحرف التراثية . يذكر أن مدينة أبو سمبل تشتهر بمعبديها المنحوتين في الصخر بالجبل الرملي الغربي في المدينة التاريخية، واللذين شيدهما - كما اسلفنا - الملك رمسيس الثانى. وأما المعبد الكبير الذى خصص لعبادة إله الشمس " رع . حور . أختى " فقد تزينت واجهته أربعة تماثيل ضخمة للملك وهو فى وضع الجلوس. وقد صور على جدران بهو الأعمدة في المعبد الكبير، تفاصيل معركة قادش التي انتصر فيها الملك رمسيس الثاني، على الحيثيين، والتي انتهت بتوقيع معاهدة سلام هي الأولى في التاريخ، بجانب مناظر دينية وحياتية وحربية رائعة. أما المعبد الصغير فقد أقامه الملك رمسيس الثانى تكريماً لزوجته نفرتاري " جميلة الجميلات" وقد تزينت واجهة ذلك المعبد بستة تماثيل ضخمة، وقد جرى تكريس المعبد لعبادة الربة حتحور . وعند إقامة السد العالي في جنوبي مصر، تعرض المعبدان الكبير والصغير لخطر الغرق، فجرى نقلهما لحمايتهما إلى منطقة مرتفعة في مشروع هو الأضخم من نوعه في العالم. وبحسب الدكتور أحمد عوض، المتخصص في الهندسة المعمارية القديمة، وتمكن من رصد قرابة سبعة عشر ظاهرة فلكية بالمعابد والمقاصير المصرية القديمة، فقد بنى رمسيس الثاني معبدي أبو سمبل، من خلال رؤية هندسية تحمل دلالات دينية عميقة، ورمزية قومية، تؤرخ لبطولات الملك رمسيس الثاني، ومنجزاته في شتى مناحي الحياة. وكان المستكشف الإيطالي، جوفاني باتيستا بيلزوني، قد قام في العام 1817، بإزاحة الأتربة عن معبد أبو سمبل الكبير وكان أول من دخل المعبد، وذلك خلال ثلاث رحلات استكشافية قام بها على ضفاف نهر النيل بمصر في الفترة ما بين عامي 1815 و1819 ميلادية.
مشاركة :