مصدر الصورةGetty ImagesImage caption أردوغان وبوتين أبرما الاتفاق في غياب الجانبين الكردي والسوري توصل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، إلى اتفاق أمس بشأن إنشاء "منطقة آمنة" في شمال سوريا، بعد مفاوضات مطولة في منتجع سوتشي الروسي. وتلتزم القوات الروسية والسورية بالإشراف على انسحاب القوات الكردية من المنطقة الممتدة من نهر الفرات، إلى الشرق من منبج، وحتى الحدود العراقية في الشرق. وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن قواتها عبرت النهر في الظهيرة، "وتقدمت باتجاه الحدود السورية-التركية". ورُصدت لاحقا قوافل من الشرطة العسكرية الروسية تصل إلى مدينتي كوباني-عين العرب ومنبج، اللتان تبعدان عن بعضهما مسافة 60 كيلومترا. وتقع المدينتان خارج المنطقة التي تمت فيها العملية العسكرية التركية. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن القوات التركية لن تنتشر في هذه المنطقة. ولا يشمل الاتفاق المنطقة الواقعة تحت السيطرة العسكرية التركية حاليا، بين بلدتي تل أبيض و سري كانية-رأس العين. ويُسمح للأتراك بالاحتفاظ على سيطرتهم في هذه المنطقة. ويقول الجيش التركي إن الولايات المتحدة أكدت انسحاب كل المقاتلين الأكراد من المنطقة. كما تُستثنى منطقة القامشلي من الاتفاق، لكن لم يفسر الطرفان سبب هذا الاستثناء. تنتهي المهلة الممنوحة للمقاتلين الأكراد للانسحاب في 29 أكتوبر/تشرين الأول. وتبدأ بعدها القوات التركية والروسية دورياتها المشتركة إلى الشرق والغرب من المنطقة التي شملتها العملية التركية. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الحكومة السورية ستنشئ 15 موقعا عند حدودها مع تركيا.ردود الأفعال لم يعلق القادة السياسيون والعسكريون الأكراد على الاتفاق أو قبولهم له. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إنه حال عدم انسحاب الأكراد، سينسحب السوريون والروس ويتركونهم "في مواجهة وطأة الجيش التركي". وعبر الرئيس السوري، بشار الأسد، في وقت سابق عن مخاوفه من التدخل الأجنبي في سوريا. لكن الكرملين أعلن أن الأسد شكر الرئيس بوتين "وعبر عن دعمه الكامل" للاتفاق. كما قالت الخارجية الإيرانية إن الاتفاق خطوة إيجابية، وإنها تدعم أي تحرك لاستعادة الاستقرار في المنطقة. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي (ناتو)، جينس ستولتينبيرغ، يوم الأربعاء إنه ما زال مبكرا جدا الحكم على الاتفاق، وطالب "بحل سياسي تفاوضي حقيقي في سوريا". وأفصحت السفيرة الأمريكية لدى ناتو، كاي بايلي هاتشيسون، عن تأييد بلادها للخطة الألمانية بإنشاء منطقة أمنية تخضع لمراقبة دولية، لكنها استبعدت أن تتدخل بلادها بشكل مباشر. نص الاتفاق اتفق الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين على النقاط التالية: 1- يلتزم الطرفان بالحفاظ على وحدة سوريا سياسيا وجغرافيا، وحماية الأمن القومي التركي. 2- أكد الطرفان على عزمهما على مواجهة جميع أشكال وتطبيقات الإرهاب، ومجابهة الخطط الانفصالية في سوريا. 3- وفي هذا الإطار، سيتم الإبقاء على الأوضاع التي أسفرت عنها العملية العسكرية التركية في تل أبيض ورأس العين، بعمق 32 كيلومترا (في شمال سوريا). 4- يشدد الطرفان على أهمية اتفاق أضنة. وتلتزم روسيا بتسهيل تطبيق الاتفاقية في ظل الظروف الحالية. 5- بدءا من الثانية عشرة ظهرا في يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول 2019، سينتشر أفراد الشرطة العسكرية الروسية، وحرس الحدود السوري على الجانب السوري من الحدود مع تركيا، باستثناء المنطقة التي شملتها العملية العسكرية، وذلك لتسهيل دفع عناصر وحدات حماية الشعب الكردية وأسلحتهم إلى عمق ثلاثين كيلومترا داخل سوريا. ويتوقع أن يتم ذلك خلال 150 ساعة. وبعدها تبدأ دوريات روسية-تركية في شرق وغرب منطقة العملية العسكرية على عمق عشرة كيلومترات، باستثناء مدينة القامشلي. 6- يجب نقل كل عناصر وحدات حماية الشعب وأسلحتهم من منبج وتل رفعت. 7- يتخذ الطرفان الإجراءات اللازمة لمنع إفلات العناصر الإرهابية. 8- تبدأ الجهود المشتركة لتسهيل عودة اللاجئين بطريقة آمنة وطوعية. 9- إرساء آلية مراقبة وتحقق مشتركة لمتابعة وتنسيق تطبيق هذا الاتفاق. 10- يستمر الطرفان في العمل على إيجاد حل دائم للصراع السوري بما يتوافق مع آليات مفاوضات أستانا، ودعم أنشطة اللجنة الدستورية.
مشاركة :