أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، أن الولايات المتحدة سترفع العقوبات التي فرضها على تركيا، مشيداً بنجاح وقف إطلاق النار على الحدود التركية السورية. وقال في كلمة متلفزة صباح الأربعاء: إن وقف إطلاق النار على الحدود السورية التركية صامد، وإن الحكومة التركية أبلغت إدارته بأنها ستوقف العمليات القتالية وهجومها في سوريا، وهو ما يجعل وقف إطلاق النار دائماً. وأضاف: «لذا، أمرت وزير الخزانة برفع جميع العقوبات التي فرضت (على أنقرة) في ال 14 من أكتوبر / تشرين الأول». وشدد ترامب على أنه «يجب على تركيا وسوريا العمل على ضمان عدم استعادة تنظيم (داعش) لأي أراضٍ». وأكد «أن بعض مقاتلي (داعش) هربوا، ولكن تم اعتقال معظمهم لاحقاً».وقال: إن «أمريكا ترحب بمساعدة دول أخرى في إنهاء الصراع على الحدود السورية التركية»، وأكد ترامب أن بلاده ستحتفظ بعدد محدود من القوات في المنطقة التي يوجد بها النفط في سوريا، وستقرر ما ستفعله بالنفط في المستقبل.وكان الرئيس الأمريكي وصف إقامة «المنطقة الآمنة» شمال سوريا بالنجاح الكبير. وقال ترامب، في تغريدة نشرها أمس الأربعاء على حسابه الرسمي في موقع «تويتر»: «نجاح كبير على الحدود بين تركيا وسوريا. تمت إقامة المنطقة الآمنة! وقف إطلاق النار صمد والأعمال القتالية انتهت. والأكراد في أمان، وعملوا بطريقة جيدة للغاية معنا. وعناصر (داعش) الأسرى تحت السيطرة».ومن دون أن يوضح ترامب ما الجهات التي تمكنت من تحقيق هذا النجاح، أضاف: «من البيت الأبيض. شكراً لكم!». من جهة أخرى، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس ترامب أقر مساعدات بقيمة 4.5 مليون دولار لمنظمة «الخوذ البيضاء»، الدفاع المدني في مناطق الفصائل المعارضة في سوريا. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ستيفاني غريشام في بيان: إن المساعدات التي أقرها ترامب ل«الخوذ البيضاء» تندرج في إطار «دعم الولايات المتحدة المستمر للعمل المهم والقيم الذي تؤديه المنظّمة في البلاد». وتلقت منظمة الخوذ البيضاء تقديراً دولياً لعملها تحت القصف العنيف على انتشال ضحايا من تحت الركام ونقلهم إلى المستشفيات.واستهدفت قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا مراراً نشطاء الخوذ البيضاء، معتبرة أنهم ليسوا مستقلين، بل يدعمون مقاتلي المعارضة.وكان مجلس الشيوخ الأمريكي انتقد وزارة خارجية الولايات المتحدة بسبب عدم رغبتها في فرض عقوبات على تركيا لشرائها أنظمة «إس-400» الصاروخية الروسية.وتم طرح مسألة فرض العقوبات على تركيا بهذا الخصوص خلال جلسة مجلس الشيوخ التي جرت أول أمس الثلاثاء. وأعلن نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي، ماثيو بالمر، أن الوزارة لم تتخذ حتى الآن قراراً فيما إذا كان قانون «CAATSA» الأمريكي (قانون حول مواجهة خصوم أمريكا عن طريق العقوبات)، والذي يقضي بفرض قيود على الدول الأخرى، يسري على شراء تركيا لأنظمة «إس-400» الروسية. وأعلن بالمر أنه يتم بحث هذه المسألة حالياً في إطار القانون قبل اتخاذ أي قرارات بشأن العقوبات.ولم يتمكن ممثل الخارجية الأمريكية من الإقرار بوضوح ما إذا كان من الممكن اعتبار هذا الشراء «صفقة كبيرة» مع روسيا، الأمر الذي يستهدفه القانون المذكور، ما حدا بالسيناتور مينيندس، الذي كان بين مؤلفي القانون إلى القول: «ما هي الإشارة التي نرسلها للعالم؟ إذا لم يعتبر شراء أنظمة «إس-400» صفقة عسكرية كبيرة مع روسيا، فلا يمكن اعتبار أي صفقة أخرى صفقة كبيرة أيضاً». (وكالات)
مشاركة :