تمكن تنظيم داعش، أمس، من التقدم باتجاه مطار دير الزور العسكري، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام السوري، استمرت يومين، قتل خلالها 34 عنصراً على الأقل في صفوف الطرفين. في حين قال حزب الله اللبناني، أمس، إن القوات النظامية، مدعومة بمقاتلين تابعين للحزب، حققت تقدماً في منطقة القلمون على الحدود السورية اللبنانية، وسيطرت على نحو 100 كيلومتر مربع في المنطقة. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن الاشتباكات العنيفة المستمرة منذ يومين بين قوات النظام السوري وتنظيم داعش في مدينة دير الزور (شرق)، أسفرت عن مقتل 34 عنصراً على الأقل في صفوف الطرفين. وقال ارتفع إلى 19 على الأقل عدد عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها الذين قتلوا خلال اشتباكات في جنوب شرق مطار دير الزور العسكري وفي محيط حاجز جميان، الواقع عند أطراف حي الصناعة في جنوب شرق المدينة. وأضاف أن ما لا يقل عن 15 عنصراً من التنظيم، بينهم قياديون، قتلوا في الاشتباكات ذاتها. ومن بين قتلى النظام وفق المرصد ضابط برتبة لواء ركن، وهو قائد لواء الدفاع الجوي في مطار دير الزور العسكري، إضافة إلى أربعة عناصر فصلت رؤوسهم عن أجسادهم من قبل عناصر التنظيم. وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـفرانس برس، أن انتحارياً من داعش فجّر نفسه بعربة مفخخة عند حاجز جميان الخاضع لسيطرة قوات النظام، بعدها تمكن التنظيم من السيطرة على الحاجز. ومكنت هذه السيطرة مقاتلي التنظيم من التقدم باتجاه مطار دير الزور العسكري، وفق عبدالرحمن الذي أشار إلى اشتباكات عنيفة بين الطرفين، استمرت الليلة قبل الماضية، تزامناً مع قصف متبادل طال مواقعهما في ضواحي المدينة. وأكد الناشط المعارض في المدينة، محمد الخليف، لـفرانس برس، أمس، سيطرة التنظيم بالفعل على حاجز جميان. وبات التنظيم، وفق الخليف، يسيطر على معظم محافظة دير الزور، ويقترب من السيطرة على نصف المدينة. وفي حال تمكن التنظيم من السيطرة على كامل مدينة دير الزور، فستكون بذلك مركز المحافظة الثاني الذي يخضع لسيطرته بعد الرقة (شمال) التي أعلنها التنظيم عاصمة دولة الخلافة في يونيو الماضي. كما ستكون مركز المحافظة الثالث الذي يخرج عن سيطرة قوات النظام بعد الرقة وإدلب (شمال غرب) التي تمكن جيش الفتح المؤلف من تحالف يضم جبهة النصرة وفصائل إسلامية من السيطرة عليها بالكامل في مارس الماضي. وفي حلب، قال المرصد إن أربعة مدنيين هم سيدة وطفلتها إضافة إلى طفلين آخرين قتلوا جراء سقوط قذائف عدة أطلقتها كتائب مقاتلة على حي الاشرفية، الخاضع لسيطرة قوات النظام في مدينة حلب. كما قتل رجل وطفل جراء إصابتهما برصاص قناص في منطقة خاضعة لسيطرة قوات النظام في المدينة. وتتقاسم قوات النظام والكتائب المعارضة السيطرة على مدينة حلب التي تشهد معارك مستمرة منذ صيف 2012. وتشن القوات النظامية باستمرار غارات جوية على الاحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة، وتستهدفها خصوصاً بالبراميل المتفجرة التي حصدت مئات القتلى، فيما يستهدف مقاتلو المعارضة الأحياء الغربية بالقذائف. وفي ريف حلب الشرقي، تجددت الاشتباكات في محيط مطار كويرس العسكري بين قوات النظام وتنظيم داعش الذي يحاصر المطار. وقال المرصد إن سبعة من قوات النظام، بينهم ضباط، قتلوا خلال الاشتباكات، لافتاً إلى قصف جوي شنته قوات النظام مستهدفة محيط المطار. ويحاصر التنظيم المطار منذ مارس 2014. وفي بيروت، قال مسؤول في حزب الله، أمس، إن الجيش السوري، مدعوماً بمقاتلين تابعين للحزب، حقق تقدماً في المناطق الجبلية على الحدود السورية اللبنانية. ويبدو أن الهجوم على جبال القلمون يجيء استعداداً لهجوم أوسع في المنطقة الحدودية أعلن عنه الحزب في ما سبق. وأضاف المسؤول أن الجيش السوري ومقاتلي الحزب فرضوا سيطرتهم على نحو 100 كيلومتر مربع في جبال القلمون، في وقت متأخر، أول من أمس، بعد أن حققوا تقدماً في منطقتي عسال الورد ومرتفعات القرنة الاستراتيجيتين. وقال حزب الله في بيان إن ثلاثة من مقاتليه قتلوا في المعارك التي بدأت أول من أمس، نافياً تقارير إعلامية لبنانية أوردت عدداً أكبر لقتلى الحزب. وذكر حساب على موقع تويتر خاص بتحالف مجموعات إسلامية مسلحة معارضة، بينها جبهة النصرة، أن عشرات من مقاتلي حزب الله قتلوا في معارك القلمون، في حين قال المسؤول في الحزب، إن عشرات من مقاتلي جبهة النصرة قتلوا، كما تم تدمير أو مصادرة أعداد كبيرة من المركبات والأسلحة. وذكرت وسائل إعلام سورية رسمية إن العشرات من مقاتلي المعارضة قتلوا. إلى ذلك، سقط صاروخ فجر أمس، في وادي البقاع شرق لبنان، مصدره السلسلة الشرقية لجبال لبنان، دون وقوع أضرار. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أن صاروخاً سقط بين بلدتي الطيبة وبريتال في أراض زراعية، مصدره السلسلة الشرقية، ولم يسجل وقوع أضرار.
مشاركة :