يشكل دخول الصين على خط المحادثات بين أطراف النزاع الأفغاني الدائر لسنوات بين حركة طالبان المتطرفة والسلطات الشرعية هناك تحولا مهما في هذه المباحثات، لاسيما لدعم المفاوضات بين واشنطن والحركة المتطرفة التي تم تعليقها الشهر الماضي. وقال مسؤولون أفغان الأربعاء إن الصين تنظم محادثات بين الفصائل الأفغانية في إطار جهود إنهاء الحرب المستمرة منذ سنوات بعد فشل مفاوضات بين طالبان والولايات المتحدة بشأن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان. وتحاول الصين، التي تشترك في حدود قصيرة مع أفغانستان، تشجيع جهود السلام، وزار وفد من طالبان بكين الشهر الماضي لإجراء محادثات مع مسؤولين حكوميين. وكتب سهيل شاهين المتحدث باسم طالبان على تويتر، في وقت متأخر الثلاثاء، “دعت الصين وفدا للمشاركة في الحوار الأفغاني-الأفغاني”. ويهدف هذا الحوار إلى تحقيق المصالحة بين الأطراف المتناحرة في أفغانستان ويجرى على نحو متواز مع المحادثات بين طالبان والولايات المتحدة. وتستهدف هذه المفاوضات إبرام اتفاق تنسحب بمقتضاه القوات الأميركية والقوات الأجنبية الأخرى مقابل ضمانات أمنية من طالبان. وأدى انهيار المفاوضات بين واشنطن وطالبان قبل شهر من الآن إلى دخول أكثر من طرف فاعل دوليا على خط الأزمة الأفغانية، حيث حاولت موسكو في سبتمبر أن تدفع نحو حلحلة الأوضاع في كابول لكن دون جدوى. يهدف الحوار بين طالبان والحكومة إلى تحقيق المصالحة بين الأطراف المتناحرة في أفغانستان وقال آنذاك متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية إن “ممثل الرئيس الروسي الخاص لأفغانستان زمير كابولوف استضاف وفدا من طالبان في موسكو”، دون الكشف عن التاريخ الذي تمت فيه المحادثات. وقال المتحدث إن “الجانب الروسي شدد على ضرورة إعادة إطلاق المفاوضات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان”. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن الشهر الماضي تعليق المحادثات بعدما نفذ المتشددون هجوما بقنبلة في كابول أسفر عن مقتل 12 شخصا بينهم جندي أميركي. وكانت الولايات المتحدة تأمل أن يمهد هذا الاتفاق لفتح الطريق أمام وقف إطلاق النار ومحادثات تقاسم السلطة بين الحكومة الأفغانية والمتشددين. وترفض طالبان إجراء محادثات مع الحكومة، لكن مسؤولين حكوميين شاركوا في الحوار الأفغاني بصفتهم الشخصية. ولا تعترف طالبان بشرعية السلطة الأفغانية وتصفها باستمرار بأنها “دمية” بيدي الولايات المتحدة. وقال شاهين إن المحادثات ستجرى على هذا الأساس. وأضاف “جميع المشاركين سيحضرون الاجتماع بصفتهم الشخصية وسيطرحون وجهات نظرهم لحل الأزمة الأفغانية”. ولم يذكر المتحدث باسم طالبان موعد إجراء المحادثات. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ إن الصين تدعم محادثات السلام الأفغانية وترغب في تقديم ما يمكنها من عون لها. ورفضت هوا التعليق مباشرة على أي اجتماع صيني قائلة إنه إذا كان لدى الحكومة أي شيء لتعلنه فستعلنه “في الوقت المناسب”. وقالت متحدثة حكومية أفغانية إنه من المتوقع أن تُعقد المحادثات في الصين بنهاية الشهر، لكن لم يتحدد من سيشارك فيها من جانب الحكومة. وقالت ناجية أنوري المتحدثة باسم وزارة الدولة لشؤون السلام “نرحب بكل الجهود التي تسهم في عملية السلام”. وقال متحدث باسم الرئيس الأفغاني الأسبق حامد كرزاي، الذي حضر جولة محادثات السلام الأفغانية الأولى في روسيا في فبراير، إن كرزاي سيحضر إذا وجهت له دعوة. وقال السياسي والقائد العسكري المخضرم السابق إسماعيل خان إنه سيكون ضمن وفد يتألف من 30 شخصا بينهم ممثلون للحكومة، لكنه لم يتوقع التوصل لأي نتائج في هذه المرحلة. وأضاف خان في تصريحات لوكالة رويترز “آمل أن يفتح هذا الحوار الطريق أمام اجتماعات أخرى يمكننا التوصل إلى حل سياسي من خلالها”. وتعيش أفغانستان منذ 2001 تاريخ تدخل الولايات المتحدة عسكريا في كابول على وقع اضطراب أمني تغذيه هجمات طالبان المتشددة التي ترفض إجراء الانتخابات وكانت سببا في تعليق المحادثات من جانب واشنطن بعد هجوم شنته في سبتمبر أوقع جنديا أميركيا
مشاركة :