ابن ضحيان.. رجل إصلاح ذات البين

  • 10/24/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عرفته منذ زمن.. اسمٌ يتردد في كل محفل ومجلس ومناسبة عندما يذكر الكرم والطيب وإغاثة الملهوف وإصلاح ذات البين وإجابة الدعوة ومشاركة الجميع في أفراحهم وأحزانهم. تجدُه في كل مناسبة يحثّ على التكاتف والتعاون وحب الوطن والتمسك بالعقيدة وطاعة ولاة الأمر، ويدعو إلى الألفة والمحبة ونبذ الفُرقة والتشتت ويردد دائمًا أن الأمن نعمة والمحافظة عليها واجب، تعرفت عليه عن قرب في الخمسة الأعوام الأخيرة من حياته المليئة بالتجارب.. يتكلم دائمًا بضمير الجمع (نحن) ولا تجد (أنا) في حديثه بتاتًا يحترم الكبير ويحنو على الصغير. كان محبًا للعلم وأهله ويحث على طلبه، في مجلسه يتواجد دومًا ثُلة من أهل العلم والمعرفة؛ وتستمع إلى فنون الأدب والشعر حيث يمتلك -رحمه الله- الملكة الشعرية التي تخرج بلا تكلف تجده دائمًا في الصف الأمامي، فيما يخدم دينه ووطنه حيث يتقدم جموع الصلح دومًا بين الناس مستشعرًا فضل إصلاح ذات البين وعظمة أجره عند الله، والذي دلّ عليه الكتاب والسنة قال الله تعالى (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً). وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم على أفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (إصلاح ذات البين؛ فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول: إنها تحلق الشعر، ولكنها تحلق الدين). فقد كانت للشيخ -رحمه الله- مساهمات مجتمعية في إصلاح ذات البين تكلّلت معظمها بالنجاح بين المتنازعين. رحم الله الشيخ خالد بن ضحيان البقمي الذي ترك سيرةً عطرة حافلة بالكثير من الإنجازات المجتمعية، والتي سوف يخلدها محبوه في هذا الوطن المعطاء، فمن كانت هذه أفعاله وسيرته سوف يظل حاضرًا في ذاكرة الصغير قبل الكبير. بالأمس امتلأت جنبات منزله بالمعزين؛ كما كان يمتلئ منزله العامر من قبل؛ والمفتوح دومًا؛ كصدره الواسع، وفي كل المناسبات بمحبيه من جميع أطياف المجتمع. ولكن هذا اليوم غير الأمس. لم يكن هنالك ذلك الشيخ المرحب بالضيوف ولا ذلك الوجه المبتسم ذو القلب العطوف المحب لكل الناس الساعي للإصلاح وفعل الخير.. رحمك الله أبا نايف.

مشاركة :