بوتين يكشف طموحاته الإفريقية في قمة غير مسبوقة في سوتشي

  • 10/24/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

سوتشي - (أ ف ب): افتتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأربعاء «قمة روسيا-إفريقيا» الأولى من نوعها، متعهدًا أمام عدد من المسؤولين الأفارقة مضاعفة التبادل التجاري مع دول القارة في السنوات الخمس المقبلة. وبعد لقاء استمر نحو ساعة مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أطلق الرئيس الروسي أعمال القمة في مدينة سوتشي، مشددًا على إمكانات التنمية في القارة الإفريقية. وأمام عشرات رؤساء الدول والحكومات، أكد أنّ روسيا بإمكانها «أن تضاعف على أقل تقدير» تبادلاتها الاقتصادية مع القارة في السنوات الخمس المقبلة، مشيدًا بـ«الشركاء العديدين المحتملين الذين يتمتعون بآفاق تنمية جيدة جدًا وإمكان نمو كبير». وتؤكد موسكو بتنظيم «قمة روسيا-إفريقيا» الأربعاء والخميس، طموحاتها في قارة تراجعت فيها عقب انهيار الاتحاد السوفيتي بينما تقدّم الصينيون والأوروبيون بفارق كبير. وبحضور 43 مسؤولا إفريقيا وثلاثة آلاف مشارك، ارتدت المدينة التي استضافت عام 2014 الألعاب الأولمبية، حلة إفريقية لبضعة أيام. وفي أروقة المبنى الذي يستضيف القمة، احتلت شركات الأسلحة مساحة واسعة، فيما يقوم رجال أعمال روس وأفارقة بالتلاعب بأحدث الأسلحة الأوتوماتيكية التي تعرضها «روسوبورونكسبورت»، الوكالة الروسية المكلفة تصدير الأسلحة. وبخلاف الأسلحة، قلة من الشركات الروسية الأخرى كانت حاضرة. كان العدد نحو 20 من دون وجود أي مجموعة طاقة تقريبًا، على الرغم من أنه قطاع حيوي للحضور الروسي في الخارج. وبين الدول الإفريقية، اقتصرت المنصات على كينيا، جمهورية الكونغو الديمقراطية وجيبوتي التي كانت حاضرة عبر منصة لمرفئها. وتطمح القمة رغم ذلك إلى الرد على «منتديات التعاون الصيني-الإفريقي» التي أتاحت لبكين التحوّل إلى الشريك الأول للقارة الإفريقية. ويفترض أن يشهد يوما القمة نقاشات تتراوح بين «التكنولوجيات النووية في خدمة تنمية إفريقيا» و«المعادن الإفريقية من أجل شعوب إفريقيا». وعد بوتين خلال الجلسة الافتتاحية أيضًا بأنّ تواصل روسيا دعم الدول الإفريقية عبر محو ديونها، مؤكدا أنّ «المبلغ الإجمالي» يتخطى 20 مليار دولار. ويشكّل حذف الديون نقطة رئيسية على صعيد سياسة روسيا في إفريقيا، التي غالبًا ما ترهن برامجها مع الدول المعنية بعقود تسليح. والتقى رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا نظيره الروسي، ورحب بـ«العلاقة الرائعة التي تجمعنا منذ وقت طويل». ورأى في قمة سوتشي «فرصة لتعزيز علاقاتنا». كما التقى فلاديمير بوتين رئيس وزراء إثيوبيا ابيي احمد، وهنأه بالفوز بجائزة نوبل للسلام. ومن المتوقع أن يلتقي أحمد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على هامش القمة، في وقت تتصاعد حدة التوتر بين البلدين على خلفية سد النهضة الذي تقيمه أديس أبابا. كذلك التقى بوتين رئيس إفريقيا الوسطى فوستين- ارشانج تواديرا الذي طلب من موسكو «أدوات فتاكة وعربات مصفحة لنقل الجنود»، كما طالب بتدخل روسيا لرفع حظر بيع الأسلحة عن بلاده. وفي بداية 2018، وصل إلى إفريقيا الوسطى أسلحة وعشرات «المستشارين العسكريين» الروس، ما سمح لموسكو بتحقيق عودتها إلى الساحة الإفريقية. وستنعقد هذه القمة كل 3 سنوات، وتكتسب أهميتها من واقع أنّ موسكو تحتاج إلى شركاء وأسواق بعد خمس سنوات من العقوبات الغربية.

مشاركة :