باريس - وكالات: أعلن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أمس، وقفًا لإطلاق النار في اليمن بدءًا من 12 مايو، الثلاثاء المقبل، معربًا عن أمله في أن يعود الحوثيون إلى صوابهم ويوافقوا على الهدنة. وأوضح الجبير في مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي، جون كيري، في باريس، أن وقف إطلاق النار مدته خمسة أيام، وأكّد الجبير أن القتال سيتجدد، لكن ذلك سيعتمد على امتثال المتمردين الحوثيين وحلفائهم، الذين دعاهم إلى وقف القتال، مشيرًا إلى إمكانية تمديد الهدنة في حال نجاحها. وأضاف "هذه فرصة للحوثيين لإظهار أنهم حريصون على شعبهم ونأمل أن يقبلوا هذا العرض من أجل مصلحة اليمن". ومن جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي، إن وقف إطلاق النار في اليمن "ليس هو السلام"، وينبغي للأطراف إيجاد حل سياسي لإنهاء الصراع. وأضاف كيري إن الحل السياسي بين اليمنيين وحده هو ما سينهي الأزمة، وينبغي استئناف المحادثات دون شروط، لافتًا إلى بعض المؤشرات على أن الحوثيين سيقبلون الهدنة، وشدد على أن الاتفاق النووي الإيراني لا يقلل من المخاطر التي تواجه المنطقة، مشيرًا إلى أن "مصالحنا تلتقي مع دول الخليج بشتى الطرق". وكشف عن تفاهمات جديدة مع دول الخليج بسبب تنامي التهديدات في المنطقة، وأن قمة كامب ديفيد ستناقش الملفات الأمنية والإرهاب والنووي الإيراني. على الجانب الآخر، قال منسق الأمم المتحدة في اليمن، باولو لمبو، أمس، إن الهدنة الطويلة الأمد وحدها من شأنها أن تحدث فرقًا حقيقيًا في الصراع، حيث "حجم التحدي الإنساني الذي نواجهه هائل". وأضاف "الهدنة لخمسة أيام لن تكون كافية لتغطية الحاجات الإنسانية الشديدة في البلاد. نأمل أن يتحول هذا قريبًا إلى هدنة دائمة". وقال باولو لمبو المنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن إن مثل هذه الخطوة تساعد الأمم المتحدة على إدخال المساعدات. وقال "إذا تحول اقتراحهم إلى قرار سيكون لهذا آثار إيجابية جدًا على قدرة الأمم المتحدة على توسيع نطاق استجابتنا من الناحية الإنسانية". وقال لمبو إن الصراع قتل حتى الآن أكثر من 1300 شخص وإن حياة الكثير من الأبرياء مهددة بسبب عجز الأمم المتحدة عن إيصال المساعدات من المواد الغذائية إلى الإمدادات الطبية الضرورية للحد من النقص الذي يصيب المستشفيات بالشلل. وأوضح "أنه (الوضع) يتطور من سيئ إلى أسوأ ساعة بعد ساعة على الرغم من المناشدة المتكررة من الأمين العام من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار... نريد على الأقل توقفًا إنسانيًا لمساعدة أولئك الذين يعانون المخاطر التي تهدد الحياة في هذه المرحلة.. لم يحدث هذا بل إن الحرب توسعت على الأرض في مناطق معينة لتصبح أكثر عنفًا ونحن قلقون للغاية". أضاف لمبو إن هدنة دائمة ومستمرة فحسب هل التي تعطيهم الوقت اللازم لإحداث تأثير. وأوضح "حجم هذه الحالة الطارئة كبير للغاية ومستوى الدمار واسع جدًا وعدم الاستقرار في البلاد - شبكة الطرق لحقت بها أضرار جسيمة وذلك سوف يجعل من غير السهل نقل السلع.. ." وتقول شركات الشحن إن حصار الموانئ اليمنية الذي تفرضه قوات التحالف التي تقودها السعودية لمنع السفن الأجنبية من أن ترسو في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون عطل أيضًا السفن التجارية التي تستغرق أسابيع لإيصال الإمدادات الغذائية الحيوية.
مشاركة :