كتب - نشأت أمين: دعا فضيلة د. محمد حسن المريخي إلى التمسك بتقوى الله عز وجل والاعتصام بحبله المتين وهدي نبيه الأمين. وقال إن الصلاة شرط للتمكين وعنوان للفلاح وطريق للنجاح، مشيراً إلى أنها الروح والقوة التي تحيي الأمة والفرد وتدفعه كي يكون عنصراً فعالاً في المجتمع. وأكد في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن النجاة والسلامة من فتن الدنيا ومن أهوال يوم القيامة لا تكون إلا لمن ركب سفينة الدين وربط نفسه بالشريعة. وحكى فضيلته في مستهل الخطبة قائلاً: قبل بعث رسول الله كانت الأمة في مؤخرة ركب الأمم في العبادة والتدين والقوة والظهور والأخذ بأسباب الدنيا والسبق فيها إلى أن أكرمها الله تعالى ببعثة نبيه ومصطفاه خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم. وأشار في ذات السياق، أن بعد سنوات قليلة من مجيء هذا النبي، فاقت هذه الأمة أمم الأرض جميعاً في كل المجالات، لافتاً إلى أنها بالحق سادت ثم بالخير جادت وأن حضارتها وسلطانها مازالوا في مد وجزر حتى وقتنا الحاضر وزماننا المتأخر الذي نشتكي حال الأمة إلى الله، حيث تسلط الأعداء واقتطعوا أجزاء من أمتنا وانتهبوا خيراتها وغزو المسلمين في دينهم وفكرهم وبدت الأمة متفرقة مشتتة في الرأي والفكر. وأضاف: منذ قرون والمنتسبون لأمة الإسلام يتنافسون ويبحثون عن الأسباب التي أضعفت الأمة وينشدون الإصلاح ومعالجة الداء وتعديل الاعوجاج، وإلى يومنا هذا ومنذ قرون والأمة تترنح يمنة ويسرة ولم يقف المعنيون بالمعالجة على الداء. وأكد أن بعضهم نسب ضعف الأمة إلى أسباب مادية وحضارية وفكرية وإلى مثل هذه الكلمات الجوفاء، لافتاً إلى أن الحال وصل ببعضهم إلى اتهام الإسلام وشرائعه بأنه سبب في تأخر الأمة. أشار إلى أن المتأمل في تاريخ الأمة منذ نشأتها، والمتبصر في منهاجها ودستورها يعلم داءها ودواءها وسقمها وشفاءها، ويعلم علم اليقين أسباب الضعف المهين كما يعلم أسباب النصر والتمكين، مشيراً إلى أن استمداد ذلك العلم ليس من فكر البشر ولكنه من وحي خالق هذا الكون سبحانه وتعالى حين قال ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) وحين قال أيضاً (أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم) . وأكد فضيلته أن الناظر يعلم أن رياح التغيير لا تهب من فراغ وأن الإصلاح يبدأ من النفس (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) كما يعلم الناظر أن الهداية تأتي بعد المجاهدة (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وأن الله لمع المحسنين). وقال الدكتور المريخي إن أمة المسلمين مربوط عزها ونصرها وسعادتها وتمكينها وهيبتها بمدى ارتباطها بهذه الشريعة وهذا الدين، فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام، مضيفاً أنه مهما شرقنا وغربنا فليس ثمة إلا الذلة والمهانة والضياع، منوهاً بأن هذه حقيقة يهرب عنها من لم يشرح الله صدره لهذا الدين، ويقر بها من تفضل الله عليه بنعمة الهداية إلى صراطه المستقيم، لذا لا بد من المحاسبة على هذا المنهاج ويجب أن يتفقد المسلمون حالهم مع دينهم وعلاقتهم مع ربهم عز وجل. ركن الدين وأكد أهمية فريضة الصلاة لأنها ركن الدين ومعراج المتقين وفريضة الله على المسلمين، مشيراً إلى أنه لا دين لمن لا صلاة له، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، من ترك الصلاة المكتوبة متعمداً من غير عذر برئت منه ذمة الله. أضاف: لأهمية الصلاة شرع الله تعالى كل الفرائض وأنزلها على رسوله وهو في الأرض إلا الصلاة فإنه سبحانه أصعد إليها رسوله في المعراج إلى السماء السابعة فأكرمه حتى رضي، ثم فرض عليه الصلوات الخمس، لذا كانت أكثر الفرائض ذكراً في القرآن، بل كانت وصية رسول الله عند فراق الدنيا وهو يغالب سكرات الموت، تخرج روحه الشريفة وهو مشفق على أمته، يجود بنفسه وينادي (الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم) رواه أحمد وهو حديث صحيح. باب الرزق أكد أن الصلاة باب للرزق كبير (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى) وهي المفزع عند الجزع، وإليها المهرب عند الهلع (يأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين) لذا كانت قرة عين رسول الله فإذا حز به أمر فزع إلى الصلاة، ونادى (أرحنا بها يا بلال) رواه أحمد وأبو داوود وهو صحيح، وأجاب حين سئل: أي الأعمال أفضل؟ قال: الصلاة على وقتها) رواه البخاري ومسلم. ودعا فضيلته المصلين إلى التمسك بتقوى الله عز وجل والمحافظة على الصلوات في أوقاتها وجماعاتها، واستشهد بأن رسول الله لم يرخص لشيبة ضرير لا يبصر أن يترك الجماعة وبينه وبين المسجد واد كثير السباع والهوام وليس عنده قائد يقوده إلى المسجد، فكيف بمن لاصقت بيوت الله بيوتهم ودوى الأذان في أسماعهم فأعرضوا وتأخروا. واستشهد بحديث (من سره أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حين ينادى بهن فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى وأنهن من سنن الهدى ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو أنكم تركتم سنة نبيكم لضللتم، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف) رواه مسلم. ونصح د. المريخي في نهاية الخطبة الآباء والأمهات والمربون بأن يربوا الأبناء على الدين والصلاة، وأن يعلموهم الصلاة والأخلاق ليحفظوا من بلايا هذه الأزمان الذي انخرط حبل الأخلاق وفرط زمام الحياء إن بناء التربية والتعليم اليوم خاصة على أساس متين وقاعدة صلبة من الدين الحنيف وعقائده وأخلاقه لهو من أوجب الواجبات وأكبر المهمات وأولى الأولويات.
مشاركة :