يمهد سلاح الجو الليبي لعملية دخول وحدات الجيش البرية إلى وسط طرابلس، وذلك باستهداف دفاعات الميليشيات المسلحة في ضواحي العاصمة واستنزاف قدراتهم العسكرية. ونفذ الطيران الليبي غارة جوية استهدفت المسلحين في منطقة السواني جنوب طرابلس، وشن ضربة موجعة على الشق العسكري لمطار معيتيقة الدولي، ما أسفر عن تدمير مخازن للذخيرة والأسلحة. إلى ذلك، أكد مصدر عسكري ليبي لـ«الاتحاد» تجدد المواجهات العنيفة بين الجيش الليبي والمسلحين في محور طريق المطار، مشيراً إلى استهداف سلاح الجو للمسلحين خلال المعارك، بالإضافة لاستهداف مخازن أسلحة للميليشيات في معسكر النقلية جنوب العاصمة. بدوره، قال اللواء المبروك الغزوي، قائد غرفة عمليات المنطقة الغربية، إن سلاح الجو الليبي نجح في تدمير مركز عمليات الميليشيات المسلحة المعروف بـ«نقطة الصفر» في محور اليرموك بعد استهدافها بسلسلة غارات جوية. وأشار الغزوي إلى أن الغارات تركزت على مركز العمليات في الخط الخلفي لمحور اليرموك بطريق السدرة المحاذية لمنطقة صلاح الدين جنوب طرابلس. فيما قال المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، إن الشق العسكري لمطار معيتيقة الدولي نال ضربة موجهة للدعم التركي، مشيراً إلى أن سلاح الجو كثف من غاراته على عين زارة والخلة وشوارع الخلاطات، ما دفع المسلحين للانسحاب اتجاه مصراتة وبوابة الدافنية التي تحول من دون هروبهم. وهدد مسلحون تابعون لحكومة الوفاق باستهداف مدينة ترهونة الداعمة للجيش الليبي غرب البلاد، مؤكدين أنهم وضعوا خطة عسكرية لحصار مدينة ترهونة قبيل اقتحامها ومنع الإمداد والدعم اللوجيستي. سياسياً، دعا رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح الأمم المتحدة إلى عدم الاعتراف بالمجلس الرئاسي الليبي برئاسة فائز السراج، لما يمثله من مخالفة للدستور والاتفاق السياسي والنظام القانوني. وبعث رئيس البرلمان الليبي برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، أوضح خلالها الأسس القانونية والدستورية التي تؤكد للمجتمع الدولي عدم شرعية المجلس الرئاسي، وأهاب بالمنظمة الدولية ضرورة اتخاذ خطوات جادة لحماية ثروات الليبيين وأموال الشعب ووقف جرائم النهب والسرقة. وطالب صالح في رسالته الأمين العام للأمم المتحدة بحماية الأموال المجمدة المودعة بمؤسسات مالية خارج ليبيا من قضايا التعويضات الوهمية التي يسعى رافعوها للحجز والتصرف فيها، مستغلين فساد حكومة الوفاق وإهمالها وتسيبها. وشدد رئيس البرلمان الليبي على ضرورة حماية الصناديق السيادية في الخارج التي تسعى حكومة الوفاق لرفع التجميد عنها بحجة تنفيذ مشاريع تنموية بينما الثابت تسعى لنهبها والاستيلاء عليها وتسخيرها لدعم الجماعات الإرهابية التي تحكم السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس. وحث عقيلة صالح في رسالته مجلس الأمن على إعادة النظر في استمرار رئاسة السراج لحكومة الوفاق الوطني غير الشرعية بعد انتهاء المدة الدستورية لها، معتبراً إصرار الأمم المتحدة على التعامل مع حكومة الوفاق ورئيسها بالمخالفة للإعلان الدستوري والاتفاق السياسي والنظام القانوني الليبي سابقة خطيرة ومؤذية لم يعهدها الشعب الليبي من المنظمة الدولية. واستمراراً لردود الأفعال الرافضة للتدخلات التركية في الشأن الليبي، قال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي النائب طلال الميهوب، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واهم عندما ينظر إلى ليبيا من الزاوية العثمانية، لافتاً إلى أن الليبيين ليسوا خونة تابعين مطيعين لما يقول. وطالب المسؤول الليبي، في تصريحات صحفية، جامعة الدول العربية باتخاذ موقف حاسم من مثل هذه التصريحات. بدوره، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، إن الجهات الفاعلة في ليبيا، بدأت تدرك أن الخيار العسكري لن يؤدي إلى حل الأزمة اللبيية، مطالباً بضرورة تنظيم مؤتمر دولي مع جميع الجهات الفاعلة، وحث الليبيين على وضع جدول زمني انتخابي. وشدد وزير الخارجية الفرنسي، في تصريح لصحيفة «لوفيجارو»، على أن توحيد المؤسسات الاقتصادية والالتزام بحظر السلاح بين الأطراف الليبية، سيسهم في إنهاء الأزمة وسيساعد المجتمع الدولي في تقديم يد العون لإنهاء الخلافات في ليبيا، مؤكداً ضرورة تحقيق ذلك بمشاركة الاتحاد الأفريقي.