تطور القطاع السياحي في إمارة أبوظبي بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، واحتلت الإمارة مراتب متقدمة على خريطة الوجهات السياحية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وفي هذا الصدد، فازت إمارة أبوظبي، للمرة الثانية على التوالي، بالمركز الأول عن فئة أفضل الوجهات السياحية في الشرق الأوسط، ضمن جوائز اختيار قرّاء مجلة Travel Weekly آسيا 2019. ويتولى قطاع السياحة في دائرة الثقافة والسياحة مهمة دعم وتعزيز هوية أبوظبي السياحية وتطويرها، لتصبح وجهة سياحية عالمية مستدامة، بما ينسجم ورؤية الهيئة في الترويج للإمارة، مع الحفاظ على ثقافتها وتراثها. وفي الواقع، فإن هذا التطور الكبير الذي شهده قطاع السياحة في إمارة أبوظبي، يندرج ضمن التطور العام الذي شهده قطاع السياحة في دولة الإمارات العربية المتحدة، في ظل الاهتمام الكبير الذي أولته القيادة الرشيدة للدولة، لتطوير هذا القطاع من أجل تنويع مصادر الدخل، حيث أبدت الدولة اهتماماً كبيراً بتطوير البنية التحتية اللازمة لدعم السياحة، مثل الارتقاء بمستوى الخدمات في القطاع الفندقي ودعم قطاع النقل، فضلاً عن إقامة الفعاليات والمهرجانات. وكان من نتائج هذه الجهود أن واصل القطاع السياحي نموه المطرد، معزِّزاً مكانته كإحدى أبرز ركائز سياسة تنويع مصادر الدخل، حيث تُقدر مساهمة هذا القطاع الحيوي في الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 161 مليار درهم. وقد نجحت الإمارات في ترسيخ جاذبيتها وموقعها المتميز في قلب خريطة السياحة العالمية بـ20.5 مليون زائر خلال عام 2018. ووفقاً لمؤشرات تقارير التنافسية العالمية لعام 2018، فقد احتلت الإمارات المركز الأول عالمياً في مؤشر أولوية قطاع السياحة والسفر لدى حكومة الدولة. وثمة عوامل مهمة عدة دعمت مكانة أبوظبي كوجهة سياحية أولى في منطقة الشرق الأوسط، ومنها وجود أنماط متعددة من السياحة تلبي الاهتمامات المختلفة للسياح، ومنها سياحة المهرجانات، مثل مهرجان أبوظبي للموسيقا الكلاسيكية، وسياحة التسوق، حيث تعج الإمارة بالمجمعات التجارية ومراكز التسوق الكبرى، وسياحة الآثار، حيث يوجد في أبوظبي العديد من المناطق الأثرية التي تعكس طبيعة حياة مَن أقاموا على أرض هذه الدولة، والحضارات التي توافدت عليها منذ عصور قديمة خلت، ومن أهم هذه المناطق أم النار، وقصر الحصن، وقلعة المقطع، وقلعة الجاهلي.. كما يوجد في الإمارة عدد من المتاحف، وعلى رأسها متحف اللوفر -أبوظبي الذي بات معلماً رئيسياً ليس في أبوظبي فحسب، بل في دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام، فضلاً عن السياحة العلاجية التي تطورت بشكل كبير بالتزامن مع التطوير المتواصل للقطاع الصحي. وتعمل إمارة أبوظبي بشكل دؤوب على تسهيل إجراءات السفر، والتوسع في افتتاح المرافق والوجهات السياحية، فضلاً عن تعزيز سياحة الأعمال والمؤتمرات. وثمة عوامل عديدة أخرى تدعم هذا التطور الكبير الذي شهده قطاع السياحة في إمارة أبوظبي؛ فلا تقتصر جاذبية الإمارة على المنتجات السياحية الفريدة والمتميزة التي تقدمها للسياح، سواء لسياحة الترفيه والتسوق أو سياحة الأعمال والمؤتمرات، بل تمتد أيضاً إلى ما تتمتع به من أمن وأمان وازدهار اقتصادي، في ظل الجهود الكبيرة التي تبذلها الأجهزة المعنية، وفي ظل ما تشهده الدولة بشكل عام من تنمية شاملة. ومما لا شك فيه أن هذا التقدم الكبير الذي تحققه إمارة أبوظبي في القطاع السياحي، يؤكد نجاح الخطط والاستراتيجيات التي اعتمدتها الإمارة لتطوير هذا القطاع، ومن المهم في هذا السياق الإشارة إلى أن تلك الاستراتيجيات والخطط قائمة على تبني التوجهات المستقبلية التي تركز على السياحة المسؤولة والاستدامة والابتكار والتحول الرقمي في هذا القطاع لزيادة الإيرادات والنمو، ويأتي هذا كله في ظل توجهات الدولة لتوظيف مخرجات الذكاء الاصطناعي في تطوير عملية التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة.
مشاركة :