المحكمة تستمتع لمرافعة ممثل النيابة في «اقتحام قسم شرطة العرب»

  • 10/24/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تستكمل محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة بمجمع المحاكم بطره، برئاسة المستشار سامى محمود عبدالرحيم محاكمة محمد بديع و70 آخرين من قيادات جماعة الإخوان، بينهم 61 متهما محبوسين، في القضية المعروفة إعلاميا بـ "اقتحام قسم شرطة العرب".وقال ممثل النيابة في مرافعته، إن قضية اليوم هي حلقة من حلقات العنف الدموي والذي أصبح حقيقة واقعة في بلادنا، البلد التى كانت واحة الأمن والأمان فحولتها هذه الأحداث إلى نهر من الدماء، وللأسف تحولت لنهر من الدماء باسم الدين، ولكننا نعلم أن الإسلام من هذه الافعال برئ فالإسلام دين الحق والعدل، سيظل قائما إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.وتابع "الإسلام لا يعرف التخريب ولا القتل ولا الغدر، الإسلام بريء من ذلك كله وصدق الله العظيم إذ يقول «إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ»"، تبدأ وقائع تلك القضية في السادس عشر من أغسطس عام 2013 حين روع الوطن بزلزال ليس للطبيعة يد فيه ولكنها يد الإنسان، وويلا للعالم أجمع من شر الإنسان، فلقد شهد ديوان قسم العرب في ذلك اليوم مآساة حيث تجمع ما يقرب من 3 آلاف شخص بمحيط القسم وألسنتهم تهدد رجال الشرطة، مانعين أي أحد من الدخول أو الخروج وحاملين أسلحة وعدد من الزجاجات الحارقة وما إن وصلوا إلى مبني قسم العرب حتى قاموا بإطلاق وابل من الأعيرة النارية تجاه القسم محاولين الاستيلاء على الأسلحة والأحراز وتهريب المحبوسين.وأضاف ممثل النيابة العامة، قامت قوات التأمين بإنذارهم إلا أنهم لم ينتظروا فتعاملت معهم بقنابل المسلة للدموع، حيث تمكن أهالي النطقة من ضبط المتهمين من الأول حتى الخامس وبحوزتهم مولوتوف داخل سيارة، كما تمكنوا من ضبط سيارة أخرى بداخلها قطعة تستخدم في سلاح ناري، وقد كانت المحصلة النهائية لتلك الأحداث هي مقتل 5 من مواطني بورسعيد وإصابة رائد شرطة محمد عادل، وإصابة العديد من الأشخاص وحدوث تلفيات بديوان القسم والمحال العامة والسيارات المملوكة للمواطنين.وتابع أن هذه الواقعة برمتها هي فاجعة بما ضمته من آثار وآلام، فماذا عن حديث القانون بها، إن التكييف القانوني للواقعة لن نخوض في تفصيلاته كثيرا ولكن نقدم وجهة نظر النيابة العامة، حيث انتهى وصفنا أنها جناية تجمهر نتج عنها جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والذي اقترن بها جرائم أخرى وهي القتل العمد وحمل الأسلحة النارية والبيضاء والتخريب العمدي.كما أثبتت النيابة ضلوع المتهمين من العاشر حتى الثامن والثمانين بعد المائة بالاشتراك بطرق الاتفاق والتحريض والمساعدة، وكذلك بالاشتراك بالمتهمين من التاسع والثلاثين بعد المائة حتى الأخير في تأليف تنظيم إرهابي يهدف إلى إسقاط الحكم بالقوة، هذا وقد ثبت يقينا توافر تلك الجرائم بركنيها المادى والمعنوي فقد ثبت أن المتهمين من الأول حتى التاسع أطلقوا أعيرة نارية تجاه المجني عليهم، كما قاموا بالتوجه متجمهرين إلى ديوان القسم وإعدادهم الأسلحة يقطع يقينا سبقهم وإصرارهم على الجريمة.والثابت أن المتهمين ارتكبوا جرائم قتل مع سبق الإصرار والتعمد، مع التعدى على الممتلكات العامة متمثلة في قسم الشرطة، وممتلكات خاصة تضمنت السيارات المملوكة للمواطنين، أما عن شيوع الاتهام فربما يظن البعض أن الكثرة في التجمهر يشيع معها الجرم، فتضمن النص القانوني أنه إذا وقعت جريمة وراء التجمهر فإن جميع المشاركين في التجمهر مشاركين في الجريمة.واستكمل ممثل النيابة العامة، أسوق لهيئة المحكمة نقاط عن أساليب الاتهام وعن ارتكاب المتهمين للواقعة، فجاء في أقوال الشهود من الأول حتى العاشر على اختلاف جهاتهم أكدوا جميعا على أن المتهمين قد ارتكبوا الوقائع، وما جاء في شهادة الشهود من الثاني عشر وحتى الثامن عشر والذين قرروا أنهم حال تواجدهم في مكان الواقعة حدثت إصابتهم بأعيرة نارية، وأكدوا أن تلك الإصابات وقعت حال قيامهم باقتحام القسم، ومن معاينة النيابة العامة وآثار إطلاق الأعيرة النارية وتهشم الواجهات الزجاجية للقسم، وتلفيات السيارات المملوكة للمواطنين، وكذلك الحصول على العديد من الأعيرة النارية، وتقارير الأدلة الجنائية التى أثبتت احتواء الزجاجات المضبوطة مع المتهمين على مواد حارقة.لقد روينا على المسامع تفاصيل القضية التى هي قضية المجتمع بأسره، والتى تولت النيابة العامة تحقيقها من اللحظة الأولى، وجمعت الأدلة لكشف من ارتكب الجريمة وكان إظهار الحق هو غايتنا وهدفنا، وخاصة أن العديد من الأرواح أزهقت فيها وسقط أبرياء مصابين وسقطت هيبة الدولة أمامها.واختتم ممثل النيابة العامة كلماته قائلا: بخير الكلام أختتم بسم الله الرحمن الرحيم "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"، وبحديث النبي "رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ: إِنَّمَا أَنَا بشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ؛ فأَقْضِي لَهُ بِنحْوِ مَا أَسْمَعُ" أسأل الله أن نكون وفقنا في إظهار الحق، ألهمكم الله الصواب وسدد خطاكم، وأعانكم على إقامة الحق ونصرة المظلوم.كانت النيابة قد نسبت للمتهمين بأنهم في الفترة من 16 أغسطس 2013 بدائرة قسم شرطة العرب بمحافظة بورسعيد اشترك من الأول حتى التاسع في تجمهر مؤلف من أكثر من 5 أشخاص من شأنه أن يجعل السلم العام في خطر، وكان الغرض منه ارتكاب جرائم الاعتداء على الأشخاص والممتلكات العامة والخاصة والتأثير على رجال السلطة العامة في أداء عملهم بالقوة والعنف حال حمل بعضهم أسلحة نارية وبيضاء وقنابل مولوتوف، مما تستخدم في الاعتداء على الأشخاص وتجمع المتهمون وأخرون مجهولون من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والموالين لهم عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة وتوجهوا للمنشآت الشرطية قسم شرطة العرب حاملين الأسلحة النارية والأدوات المعدة للاعتداء على الأشخاص إلى أن وصلوا حتى باغتوا المجني عليهم بالاعتداء بتلك الأسلحة والأدوات مما ترتب عليه تعريض حياة المجني عليهم وسلامتهم وأموالهم للخطر وتكدير الأمن والسلم العام وقد اقترنت جريمتهم بجناية القتل العمد في حق رجال الشرطة.

مشاركة :