أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، اليوم الخميس، استعداده للوساطة بين مصر وإثيوبيا لتسوية ملف سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق، وتتخوف القاهرة من تأثيره على حصتها من مياه النهر. ووفق "سكاي نيوز عربية"، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: ملف سد النهضة كان حاضرًا على هامش القمة الروسية - الإفريقية، التي افتتحت الأربعاء في سوتشي. وأضاف: الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أجرى نقاشًا مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وفتحت القمة الروسية – الإفريقية مجالات مهمة لعقد لقاءات ثنائية ومناقشة القضايا الملحة والأزمات التي تواجهها القارة. ولم يذكر "بيسكوف" ما إذا كانت مصر أو إثيوبيا قبلتا أم لا التوسط الروسي. وكان "السيسي" قد أكد، الأحد الماضي، أنه اتفق مع رئيس الوزراء الإثيوبي على الاجتماع في روسيا، على هامش القمة الروسية - الإفريقية للتباحث حول سد النهضة. وقبلت مصر دعوة وجهتها الإدارة الأميركية لعقد اجتماع ثلاثي لوزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا في واشنطن حول سد النهضة. وفي بيان صدر ليل الأربعاء، قالت وزارة الخارجية: مصر تلقت دعوة من الإدارة الأميركية، في ظل حرصها على كسر الجمود الذي يكتنف مفاوضات سد النهضة، لاجتماع لوزراء خارجية الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا في واشنطن، وهي الدعوة التي قبلتها مصر على الفور اتساقًا مع سياستها الثابتة لتفعيل بنود اتفاق إعلان المبادئ وثقةً في المساعي الحميدة التي تبذلها الولايات المتحدة". وخلال الأسابيع الأخيرة، تصاعد الخلاف بين القاهرة وأديس أبابا حول سد النهضة. وتسعى القاهرة منذ سنوات إلى حل أزمة السد، الذي بدأت أعماله في أبريل 2011، بكلفة 5 مليارات دولار، من خلال مباحثات مع الخرطوم وأديس أبابا، لكن حتى الآن لم يتم التوصل إلى اتفاق حول قواعد ملء وتشغيل خزّان السد. وتقول إثيوبيا إنها تهدف من بناء سد النهضة الكبير إلى تأمين ستة آلاف ميغاواط من الطاقة الكهرمائية، ولا تهدف إلى تخزين المياه أو إلحاق ضرر بدول المصب. وفي مارس 2015، وقع قادة مصر والسودان وإثيوبيا، اتفاق مبادئ يلزمهم التوصل إلى توافق من خلال التعاون في ما يتعلق بالسد. وأعلنت وزارة الري المصرية، الأسبوع الماضي الوصول لـ"طريق مسدود" إثر فشل آخر جولات المفاوضات بين الدول الثلاث في الخرطوم بسبب "تشدد الجانب الإثيوبي، ورفضه كافة الأطروحات التي تراعي مصالح مصر المائية، وتتجنب إحداث ضرر جسيم" لها.
مشاركة :