أخذت قوات التحالف زمام المبادرة مجدداً في اليمن بعد أن رفض الحوثي والرئيس المخلوع مبدأ الحوار، والحل السلمي بين كافة الأطياف، وذهبا إلى مهمة انتحارية بضرب مواقع مدنية في جازان ونجران، وهو ما يعد تجاوزاً خطيراً، واعتداء غير مقبول، وبالتالي كان الرد قاسياً، وتحديداً في صعدة مأوى الحوثيين. رسالة المملكة في اليمن كانت ولا زالت واضحة منذ البداية وهي دعم الشرعية، والحفاظ على يمن آمن ومستقر، والتأكيد على أن مرحلة "إعادة الأمل" ليست تراجعاً عن هدف أو مبدأ، أو تخوفاً من مستنقع أو استنزاف، ولكنها رسالة سياسية تبحث عن حل مع المتآمرين بأقل خسائر، ورغم الجهود التي بُذلت سياسياً وعسكرياً وإنسانياً في تحقيق ذلك، إلاّ أن الحوثي وأعوانه لا يزالون يبحثون عن مكاسب رخيصة، وتنفيذ أجندات خارجية على حساب أمن المنطقة واستقرارها، إلى جانب شرعنة الانقلاب وفرض الأمر الواقع بقوة السلاح والتهديد. ضرب الحوثي مواقع في نجران وجازان لن يمر من دون تأديب، ولن يكون أيضاً محاولة استدراج كما يعتقد؛ لأن ما تحقق خلال الساعات الماضية كافٍ لإثبات دقة ضرب الأهداف، ولكن الأهم من كل ذلك هو موقف أهلنا في المناطق الحدودية حين كانت مشاعرهم الوطنية الصادقة وثباتهم وعزيمتهم كافية لرد المعتدي، وهو الذي لا يفهمه الحوثي ومن معه.
مشاركة :