لم تكن ليلة عادية على الإطلاق، بل إنها استثنائية بامتياز، تلك التي أحياها - أول من أمس - كل من عازفة البيانو الروسية تاتيانا تشيرنيشكا، وعازف الكمان الألماني مانويل درامينسكي، في مركز اليرموك الثقافي، ضمن فعاليات الموسم 25 لدار الآثار الإسلامية، الذي يقام تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.شهدت الأمسية، حضور حشد جماهيري غفير، تقدمه مدير الأمسيات في المركز المهندس صباح الريس، ومدير العلاقات العامة أسامة البلهان، إلى جانب كوكبة كبيرة من محبي الموسيقى الكلاسيكية، ممن تسمروا على مقاعدهم طوال فترة الحفل، الذي امتد لساعة ونصف الساعة.في البداية، ألقى صباح الريس كلمة تعريفية بنجميّ الأمسية، موضحاً أن عازفة البيانو الروسية تاتيانا تشيرنيشكا حصلت على درجة الماجستير مع مرتبة الشرف في الموسيقى من جامعة موزارت بمدينة سالزبورغ في ألمانيا خلال العام 2011، كما شاركت بالعزف في حفلات عدة في روسيا وبمختلف دول أوروبا. أما بالنسبة إلى مانويل درامينسكي، فأشار الريس إلى أنه عازف كمان وملحن موسيقي ألماني، وقد عمل مع منتجين كثر في الموسيقى الكلاسيكية والحديثة.بعدها انطلقت الأمسية، فعانقت أنامل العازفة الروسية تاتيانا أصابع البيانو، لتشكل معاً قصة حب رائعة، غمرت أنغامها قاعة المسرح، بينما أطلّ عازف الكمان مانويل درامينسكي بالزي الوطني «الدشداشة والغترة والعقال»، ليخوض المبارزة بأسلوبه المتفرد وبألحانه العذبة، التي ملأت المدرجات فرحاً وانسجاماً. كما قدم العازفان «دويتو» موسيقياً، لمقطوعات امتزج فيها الحب والأمل وجمعت بين الموسيقى الكلاسيكية والحديثة، مثل السيمفونيتين الخامسة والتاسعة لبيتهوفن، ومقطوعة «بوليرو» للموسيقار الفرنسي موريس رافيل، وبعضها الآخر لموزارت، على غرار مقطوعات «الناي السحري» و«زواج فوليغارو» و«قداس الموت». كما لم تخلُ الأمسية من روائع الموسيقار الألماني ريتشارد شتراوس.
مشاركة :