صب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، جام غضبه على أعضاء من الكونغرس الأميركي طالبوا بسرعة إصدار تأشيرة دخول لقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم كوباني، كي يتسنى له زيارة الولايات المتحدة وبحث الموقف في بلاده. "تأشيرة" فجرت نار غضبه! وهدد أردوغان أعضاء جمهوريين وديمقراطيين بمجلس الشيوخ الأميركي، وهم ليندسي غراهام، ومارشا بلاكبيرن، وكريس فان هولين، وجين شاهين، وريتشارد بلومنتال لأنهم كتبوا لوزير الخارجية مايك بومبيو، الأربعاء، يطالبونه بإصدار تأشيرة للقائد العسكري كوباني، وقال أردوغان إنهم سيدفعون الثمن في الوقت المناسب. كذلك أضاف أردوغان أن هؤلاء يستضيفون مسلحين أكرادا، فيما لا يمكن أن تكون هناك معركة ضد الإرهاب ويجلس زعماء العالم مع قادة الإرهابيين، بحسب تعبيره. وهدد أنه في حال لم تنسحب وحدات حماية الشعب الكردية كما هو متفق عليه مع روسيا، فستنفذ تركيا خططها لشن هجوم. كذلك توعد الرئيس التركي، المسلحين الأكراد إن ظهروا في المنطقة الآمنة بسوريا بعد فترة الانسحاب فستستخدم تركيا حقها في سحقهم. "نشرة حمراء من الإنتربول" لم تقف الأمور عند هذا الحد، حيث انتقدت تركيا، الخميس، الولايات المتحدة لمعاملتها قائد قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد "كشخصية سياسية شرعية"، فأنقرة التي تنظر أن يعامل مظلوم باعتباره "إرهابيا" على صلة وثيقة بحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن حملة تمرد منذ عقود في تركيا، شعرت بالقلق بعد الدعوة الأميركية. وقال مدير الاتصالات بالرئاسة التركية فخر الدين ألتون: "نشعر بقلق بالغ إزاء معاملته، هذا الشخص زعيم بارز في حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره الولايات المتحدة وآخرون منظمة إرهابية وهو هارب من العدالة". كما أضاف في حديث له مع وكالة رويترز: "صدرت بحقه نشرة حمراء من الإنتربول، وهو مطلوب في العديد من الهجمات الإرهابية التي استهدفت قوات الأمن التركية، أحد جيوش حلف شمال الأطلسي، وكذلك مدنيين"، بحسب تعبيره. قسد: ابتزاز مرفوض ولن ننسحب يذكر أن قوات سوريا الديمقراطية رفضت، الخميس، العرض الروسي بالانسحاب من مناطق في شمال سوريا، مقابل وقف العدوان التركي، بحسب ما نقل المرصد السوري عن مصادر قيادية في قسد. وأوضح المرصد أن قيادة "قسد" رفضت العرض الروسي بانسحاب قواتها من الحدود أو فتح المجال لهجوم تركي، واعتبرت ذلك "ابتزازا مرفوضا بشكل قاطع، ولا يتناسب مع حجم ودور روسيا كدولة عظمى وفاعلة في الملف السوري". كما أكدت القوات الكردية أن عناصرها معنيون بالدفاع عن الحدود والشعب السوري مهما كان الثمن، وأن المشكلة تكمن في الإطار السياسي الذي يجب أن تلعب روسيا فيه دورا فاعلا لإيجاد حل سياسي. وكان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، أعلن في وقت سابق الخميس، أن القوات الكردية بدأت الانسحاب من مناطق في سوريا قرب الحدود التركية، وفق ما ذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء. في حين نقلت وكالة الإعلام الروسية، عن مصدر بوزارة الدفاع قوله، إن موسكو سترسل قوات إضافية قوامها 276 من الشرطة العسكرية و33 وحدة من العتاد العسكري إلى سوريا خلال أسبوع. يذكر أن انتشار الشرطة العسكرية الروسية كان قد بدأ، الأربعاء، على الحدود الشمالية الشرقية لسوريا، بموجب اتفاق مع تركيا لإخراج المقاتلين الأكراد من المنطقة، بحسب ما أعلنت موسكو. ويشكل وصول الشرطة إلى كوباني بداية تمهد أيضا لدخول قوات أمنية تابعة للنظام السوري وأخرى روسية لإبعاد وحدات حماية الشعب 30 كيلومتراً على الأقل في عمق سوريا بموجب الاتفاق الروسي التركي. وتمثل كوباني رمزية خاصة للمقاتلين الأكراد الذين حاربوا مسلحي تنظيم "داعش"، عندما كانوا يحاولون الاستيلاء على المدينة في 2014-2015 في واحدة من أشرس معارك الحرب السورية. تركيا تخرق الهدنة وكان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، قد أعلن الخميس، أن تركيا والفصائل الموالية لها مستمرة في شن هجمات على الجبهة الشرقية لمنطقة رأس العين رغم إعلان الأتراك انتهاء العمليات العسكرية. وطالب عبدي الجهات الضامنة (روسيا وأميركا) لوقف إطلاق النار، القيام بمسؤولياتها في لجم الأتراك وإيقاف عملياتهم. كما ناشدت قوات سوريا الديمقراطية في بيان، أميركا بالتدخل لوقف العدوان، مؤكدة أن تركيا ووكلاءها ما زالوا ينتهكون وقف إطلاق النار، شمال سوريا.
مشاركة :