فيما تضغط العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران على الداخل الإيراني بشكل كبير، لإجبار النظام على التصرف كدولة طبيعية، فإن من بين أبرز انعكاساتها الدفع إلى تخفيف الضغط على دول المناطق الساخنة. وذلك لما لها من أثر على أذرع وميليشيات إيران في الخارج، التي حاول نظام الملالي استخدامها فزّاعة في مواجهة العقوبات الأمريكية وتصاعدها. وبينما تراهن إيران على عامل الوقت، بمعنى أن اليأس سيضرب الإدارة الأمريكية، ما يضطرها إلى الرضوخ إلى الجانب الإيراني، بالتزامن مع الضغط في اتجاه تهديد الملاحة الدولية، فإنّ ذلك الرهان الإيراني يبدو أنه رهان خاسر، ذلك أن كل يوم تثبت الإدارة الأمريكية أن في جعبتها الكثير والكثير، إذ إن العقوبات الأخيرة تستهدف قلب البنية المصرفية الإيرانية، وتستهدف الصندوق السيادي في مقتل. وأكد مدير مرصد الأمن الفكري بالقاهرة، الباحث المختص بالشأن الإيراني، محمد علاء الدين، لـ«البيان»، أنه يمكن تقييم الخسائر الإيرانية من القرار على صعيدين داخلي وخارجي، إذ تزداد الأوضاع المعيشية سوءاً في الداخل، وتعصف الأزمات الاقتصادية بالشعب الإيراني، ما دفع بالنظام الإيراني إلى اتخاذ قرارات تنم عن تخبط شديد. كان آخرها الإعلان بشكل مفاجئ عن قطع الإعانات النقدية عن 400 ألف شخص كانت تُدفع تعويضاً عن تضاعف الأسعار المستمر في السلع الغذائية نتيجة العقوبات الاقتصادية. وأضاف علاء الدين: «ما يؤكد هذا التخبّط أيضاً الإعلان الإيراني المثير للسخرية عن إنتاج مدرعة خفيفة مسيرة تسمى «حيدر واحد»، فدائماً ما يلجأ النظام الإيراني إلى الحديث عن إنجازاته العسكرية الوهمية لإشغال الرأي العام الإيراني من جهة». تهاوي أذرع ووفق الباحث في الشأن الإيراني، فإن أذرع طهران العسكرية بدأت تتهاوى سواء في العراق أو لبنان وسوريا، ما يؤكده قطع الرواتب عما يسمى باللواء 110 شمال شرق ديالي، الذي يسيطر على قاطع مهم وحيوي يمتد حتى الحدود الإيرانية، وهو طريق الزوار الإيرانيين إلى العراق. فضلاً عن استنجاد زعيم حزب الله حسن نصر الله بما يسمى هيئة دعم المقاومة لمواجهة العقوبات، من خلال العمل على جمع التبرعات، بعد أن قلص موازنته. وشدّد علاء الدين على أن العقوبات الأخيرة مثلت ضربة قوية للاقتصاد الإيراني، باعتبار أن الخوف من العقوبات سيمنع المتعاملين من الإقدام في أي تعامل مع تلك المؤسسات المصرفية. تأثير عقوبات إلى ذلك، يشير الخبير والباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، علي عاطف، في تصريحات لـ«البيان»، إلى أن العقوبات الأمريكية أثرت تأثيراً كبيراً في سياسات النظام الإيراني التخريبية في المنطقة، وذلك عبر حرمان طهران من تمويل ميليشياتها بشكل كامل، وهو الأمر الذي كان له الأثر الفعّال في إعلان ميليشيا حزب الله، في وقت سابق، عن عدم قدرتها على سداد رواتب عناصرها. ولفت عاطف إلى أن من شأن فرض مزيد من العقوبات على النظام الإيراني مستقبلاً، تحسناً في أمن المنطقة واستقرارها. طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :