بروكسل – الوكالات: حذّر وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر امس من أن تركيا «تسير في الاتجاه الخاطئ» من خلال توغلها العسكري في سوريا واتفاقها مع روسيا على تسيير دوريات مشتركة في «منطقة آمنة» هناك. وقال إسبر خلال مؤتمر صحفي في بروكسل قبيل اجتماع لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسي إن «تركيا تضعنا جميعًا في وضع رهيب» عبر عمليتها العسكرية في سوريا هذا الشهر لمواجهة القوات الكردية التي تحالفت مع الولايات المتحدة في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وأضاف «أعتقد أن لا مبرر للتوغل» التركي في سوريا. وأكد أنه يقع على عاتق الحلف الأطلسي حاليًا «العمل معًا لتعزيز شراكتنا معهم وإعادتهم إلى الاتجاه (الصحيح) ليعودوا حليف الماضي القوي والذي يمكن الاعتماد عليه». وأثار اتفاق مع روسيا أعقب العملية لإبعاد القوات الكردية التي تعتبرها أنقرة فصائل «إرهابية» على صلة بحزب العمال الكردستاني عن أراضيها القلق كذلك. لكن رغم عزلتها داخل الحلف الأطلسي، يرتدي موقع تركيا الاستراتيجي بين أوروبا والشرق الأوسط أهمية كبيرة، وهو ما دفع باقي أعضاء الحلف الى الاكتفاء بتوجيه انتقادات الى أنقرة. ودافع إسبر بدوره عن قرار الولايات المتحدة سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، ما ترك المجال مفتوحًا لتركيا لتنفيذ عمليتها. وقال إن «القرار الأمريكي بسحب أقل من 50 جنديًا من منطقة الهجوم اتُّخذ بعدما بات جليًا بالنسبة لنا أن الرئيس إردوجان قرر (تنفيذ العملية) عبر الحدود». وأضاف «لم أكن لأضع أقل من 50 جنديًا أمريكيًا وسط جيش تركي يضم أكثر من 15 ألف عنصر مسبوقين بمليشيا تركية وأعرّض حياة هؤلاء الجنود للخطر». وأكد كذلك أنه ما كان ليبدأ «معركة مع حليف في الحلف الأطلسي». وأقر الوزير الأمريكي «بوجود بعض الانتقادات» للانسحاب الأمريكي، لكنه اشار إلى أن «لا أحد عرض بعد بديلاً أفضل لما قامت به الولايات المتحدة. نحاول الحفاظ على آفاق استراتيجية للغاية». في غضون ذلك قال الرئيس التركي امس ان تركيا ستستخدم حقها في سحق مقاتلين أكراد لم ينسحبوا من «المنطقة الامنة» في شمال سوريا بموجب اتفاق هدنة مع الولايات المتحدة. وفي وقت سابق امس اتهمت قوات سوريا الديمقراطية تركيا بشن هجوم استهدف ثلاث قرى في شمال شرق سوريا رغم الهدنة، لكن روسيا قالت ان الاتفاق المبرم هذا الاسبوع ينفذ بسلاسة. وقال أردوجان ان تركيا ستنفذ خططها من الهجوم اذا لم تنسحب وحدات حماية الشعب الكردية من منطقة الحدود وفقا لاتفاق مع روسيا. وانتقد زعماء العالم الذين يجتمعون مع قادة وحدات حماية الشعب الكردية قائلا ان مثل هذه الخطوات تعطل الحرب ضد الارهاب. وانسحبت القوات الكردية من مواقع عدة في شمال شرق سوريا حدودية مع تركيا، تطبيقاً للاتفاق التركي الروسي. ويقضي الاتفاق الذي توصلت إليه روسيا وتركيا بانسحاب القوات الكردية من منطقة حدودية مع تركيا بعمق 30 كيلومتراً وطول 440 كيلومتراً. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن امس «انسحبت قوات سوريا الديموقراطية من ست نقاط بين الدرباسية وعامودا في ريف الحسكة عند الشريط الحدودي مع تركيا». ولا تزال القوات الكردية تحتفظ بمواقع جنوب الدرباسية، وفق المرصد. وسيّرت روسيا امس دورية في منطقة عامودا ضمّت مدرعتين رفعتا العلم الروسي بعد وصولهما إلى مطار مدينة القامشلي. ورافق الدورية مقاتلون من قوات الأمن الكردية (أساييش).
مشاركة :