تعاقد الاتحاد القطري لكرة القدم مع المدرب الاوروغوياني دانيال كارينيو للاشراف على منتخبه والتخلي عن المدرب السابق الجزائري جمال بلماضي قبل أكثر من شهر على انطلاق التصفيات المدمجة المؤهلة الى نهائيات كأس آسيا 2019 في الامارات ومونديال 2018 في روسيا. وجاءت هذه الخطوة لتخلط الاوراق من جديد خاصة ان "العنابي" الفائز بلقب بطل خليجي 22 يحذوه الامل بالتأهل الى مونديال روسيا 2018 كخطوة مطلوبة قبل استضافة البلاد لكأس العالم بعد 4 سنوات. ورغم ان المشاركة في بطولة كأس آسيا الاخيرة التي اقيمت في استراليا في كانون الثاني/ يناير كانت مخيبة جدا واسفرت عن الخروج من الدور الاول بعد ثلاثة هزائم متتالية امام الامارات وايران والبحرين، لكن الشارع القطري حينها لم يفقد الامل بل عقد آمالا على امكانية تسجيل المنتخب بهويته الجديدة وعناصره المتجددة حضورا في التصفيات المدمجة. ويأتي التوقيع مع كارينيو بعد أن تكللت المفاوضات التي تمت بين الطرفين بالنجاح حيث حرص الاتحاد القطري على الإنهاء السريع لملف مدرب المنتخب لقرب موعد انطلاق التصفيات الأولية للمسابقتين القارية والعالمية، فتم الاتفاق مع النادي العربي وديا على انتقال كارينيو للاشراف على المنتخب. ولعل ابرز التحديات التي تواجه كارينيو (52 عاما) هي اعداد المنتخب للتصفيات المقبلة المشتركة بعدما وضعته القرعة في مجموعة سهلة الى حد ما تضمه الى منتخبات الصين وبوتان وهونغ كونغ والمالديف على أن تكون المواجهة مع الاخيرة في 11 حزيران/يونيو هي فاتحة المباريات الرسمية للمدرب الجديد. واعتبر كثيرون ان خطوة تعيين كارينيو جاءت في توقيت مناسب، فيما وصف المدرب القطري عبد الله مبارك القرار ب"المستعجل" خاصة ان كارينيو لم يمض فترة طويلة في الدوري القطري مع العربي وبالتالي لم يتعرف كفاية على أجواء الكرة القطرية. ويؤكد مبارك لوكالة "فرانس برس" ان ثمة مؤشرات ربما دفعت الاتحاد القطري الى اتخاذ هذا القرار لكنه حذر من أن لا يقدم العنابي المستوى المأمول مع المدرب الجديد على اعتبار ان تجربته مع العربي لم تكن مشجعة ولم يحدث خلالها اي طفرة على المستوى الفني. ويضيف "كان من الافضل ان يتم اختيار مدرب عمل لمدة عامين على الاقل في الدوري القطري" . ويدعو مبارك المدرب الجديد الى استدعاء اللاعب سيباستيان سوريا من جديد الى صفوف المنتخب بعدما استبعد الاخير في عهد المدرب السابق جمال بلماضي قبل خليجي 22 في الرياض. وكشفت مصادر مواكبة الى ان كارينيو سيضع سيباستيان في حساباته في الفترة المقبلة. ويخالف المدرب القطري عبد القادر المغيصيب الرأي القائل ان القرار "مستعجل"، ويرى في تصريح ل"فرنس برس" ان الاتحاد القطري لم يتخذ قراره هذا الا بعد كثير من الدراسة مضيفا "اعتقد بان لديهم من المبررات ما يكفي لتعيين كارينيو". ويضيف المغيصيب "بالتأكيد لدى الاتحاد معايير معينة وضعت عند اختيار كارينيو، فنحن الآن في وضع صعب قبل حوالي شهر فقط من انطلاق التصفيات والآمال معقودة على هذا الجيل لتحقيق حلم الاجيال السابقة بالتأهل الى مونديال روسيا 2018" . ويرى المغيصيب انه "من الظلم ان يتم تقييم كارينيو على اساس تجربته مع العربي" واصفا تلك التجربة ب"الغامضة لأنها لم تكتمل". ويعتبر المغيصيب "ان الامور تتطلب الهدوء وان على الجميع ان يضع ثقته بالاتحاد الحريص على مصلحة المنتخبات الوطنية" لافتا الى ان المجموعة التي وقع فيها العنابي تعتبر سهلة قياسا على المنتخبات الاخرى باستثناء الصين التي ستنافس قطر على صدارة المجموعة على حد تعبيره. ويتأهل بطل كل مجموعة إلى جانب أفضل 4 منتخبات تحصل على المركز الثاني إلى الدور الثالث الأخير من تصفيات كأس العالم 2018، كما تحصل هذه المنتخبات الـ12 على بطاقات التأهل المباشر إلى كأس آسيا 2019. وتتنافس المنتخبات الـ24 التالية في ختام الدور الثاني في تصفيات نهائية خاصة لكأس آسيا من أجل الحصول على 11 مقعدا في البطولة القارية، في حين ستكون البطاقة الأخيرة من نصيب الدولة المضيفة حيث تشهد كأس آسيا 2019 مشاركة 24 منتخبا لاول مرة.
مشاركة :