وقع اشتباك أمس الجمعة في ساحة الاعتصام الرئيسة في بيروت بين متظاهرين وموالين لحزب الله، تبعته اشتباكات بين الأمن اللبناني وعناصر حزب الله.وأفادت مراسلة قناتي «العربية» و«الحدث» باختراق عدد من أنصار حزب الله للمحتجين مرددين شعارات موالية لنصرالله، وبوقوع اشتباك بينهم وبين محتجين في ساحة رياض الصلح ببيروت. وتدخلت قوة من مكافحة الشغب لتفريق الطرفين. كما قامت قوات مكافحة الشغب بإقفال مداخل ساحة الشهداء في وسط بيروت.واشتبك الأمن اللبناني مع مؤيدين لحزب الله في وسط بيروت واعتقل عددًا من مثيري التوتر، وسط استفزاز بعض العناصر للقوى الأمنية والمتظاهرين. وتشير الأنباء إلى وقوع إصابات في هذه الاشتباكات.في سياق متصل، اعتدى موالون لحزب الله على وسائل الإعلام في ساحة الاعتصام في وسط بيروت.وبدأ المتظاهرون في وقت مبكر قطع طرق رئيسة في بيروت وتلك المؤدية الى مطارها الدولي ومداخلها كافة، وفق ما أفاد مصورون في وكالة فرانس برس.كما قطعت طرقًا في مناطق عدة شمالاً وجنوبًا. ويستخدم المعتصمون لقطع الطرق عوائق ومستوعبات نفايات وقطعًا حديدية. كما تم إحراق إطارات على طريق المطار. وفي أماكن أخرى، نصب متظاهرون خيمًا وسط الطرق الرئيسة باتوا ليلتهم فيها.وأبقت المصارف والمدارس والجامعات أبوابها مقفلة.وأكدت قيادة الجيش، في بيان ظهرًا، أن «حرية التعبير والتظاهر مُصانة بموجب الدستور»، لكنها دعت «إلى احترام حرية التنقّل» بعدما «تكرّرت في الآونة الأخيرة بعض الممارسات المسيئة والمخالفة للقوانين من بعض المعتصمين على الطرق».في سياق متصل، أفادت مراسلة «العربية» و«الحدث» بأن الجيش اللبناني أغلق الطرق المؤدية إلى القصر الرئاسي في بعبدا بعد دعوات للتظاهر هناك.ودعا الرئيس اللبناني ميشال عون الخميس المتظاهرين إلى اختيار ممثلين عنهم ليلتقي معهم في «حوار بناء»، من أجل «الاستماع تحديدًا الى مطالبكم، وتسمعون بدوركم من قبلنا مخاوفنا من الانهيار الاقتصادي». كما أبدى انفتاحه على «إعادة النظر في الواقع الحكومي». لكن خطابه لم يلقَ آذانًا صاغية في الشارع.وقبل دعوة عون الى الحوار، أعلنت الحكومة خطة إصلاح «جذرية» تضمنت خفضًا بنسبة النصف لرواتب المسؤولين، وتقديمات ووعود بإصدار قانون لاستعادة الأموال المنهوبة، وغيرها، رفضها الشارع أيضًا لعدم ثقته بقدرة الحكومة التي لطالما وعدت ولم تفِ، على التنفيذ. ويشارك مئات الآلاف المواطنين بشكل عفوي في الاعتصامات والتظاهرات من دون أي دعوات منظمة أو وقوف جهات محددة خلفهم، ومن كل المناطق والطوائف.وخلال الأيام الـ8 الماضية، انتشرت احتجاجات اللبنانيين من الشمال إلى الجنوب مرورًا ببيروت. وعلى الرغم من وعود الحكومة ورئيس الجمهورية بالإصلاح، يواصل المحتجون حراكهم، قائلين إن المسؤولين الحاليين في البلاد فاسدون ويجب أن يرحلوا.من جانب آخر، أيدت البطريركية المارونية مطلب المتظاهرين بتشكيل حكومة مصغرة من خارج الأحزاب والتكتلات، وذكّرت أن «الشعب هو مصدر السلطات وفق الدستور». وأضافت «ليعلم المسؤولون في الدولة أنهم مسؤولون عن الخسائر بملايين الدولارات».
مشاركة :