بغداد:«الخليج» هاجم رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، ليل الخميس، سلفيه نوري المالكي وحيدر العبادي، وحملهما التراكمات الكبيرة التي تتحملها حكومته الحالية، وتعهد بإجراء تعديل وزاري هذا الأسبوع.وقال عبد المهدي في خطاب وجهه إلى الشعب العراقي في ساعة متأخرة من مساء الخميس: «سنجري الأسبوع الحالي التعديلات الوزارية بعيداً عن المحاصصة»، لافتاً إلى أن «المهمة الآن تتمثل في تحقيق الحريات والاستقرار والخدمات». وأضاف: «سنقلص رواتب المسؤولين حتى الدرجة الرابعة إلى النصف، وسنقدم مرشحين لمجلس الخدمة الاتحادي للبرلمان لتنفيذ قانون الخدمة المدنية»، مشيراً إلى أنه «سيتم تأسيس صندوق للرعايا من تقليص رواتب المسؤولين وتخصيص منحة قدرها 130 ألف دينار لكل مواطن شهرياً». وأوضح أن «الحكومة تؤيد تجميد عمل مجالس المحافظات، وتسعى لتشكيل مفوضية انتخابات جديدة بعيدة عن المحاصصة». وطالب المجموعات المسلحة بأن «تلقي سلاحها لتتحول إلى حزب سياسي بموجب قانون الأحزاب أو أن تحل نفسها».وأردف: «إننا أمام أزمة نظام لن تدركها القوى السياسية ولا قوى الدولة»، مبيناً أن «الشعب بحسه ووعيه أدركها، وهو ما يفسر الحراك الشعبي الواسع الذي نراه اليوم». وأضاف: «أمامنا معادلة حساسة والمهمة الأساسية باتت اليوم تتلخص في تحقيق ثلاثة أمور أساسية هي ضمان أعلى مستوى من الحريات، وأعلى مستوى من الأمن والاستقرار، وأعلى مستوى من الخدمات وفرص العمل والنمو الاقتصادي»، مشيراً إلى أنه «لا سبيل إلى ذلك سوى بتأكيد المبادئ الدستورية، بما في ذلك سن قانون لحماية الحريات وحق التعبير والتظاهر السلمي، وحماية الإعلام الهادف وسن قانون الجريمة الإلكترونية، وكذلك دعم وإسناد القوات الأمنية، وحصر السلاح بيد الدولة والتشديد على أهمية تطبيق الأمر الديواني لهيكلة وتأطير قوى الحشد الشعبي في المنظومة الأمنية للدولة، ومنع أي سلاح خارج سيطرتها». وشدد عبد المهدي على ضرورة «البحث بشكل معمق وجدي، لإنهاء ومعالجة أي وجود للقوات الأجنبية ولأي طرف أو دولة على الأرض العراقية أياً كانت وتحت أي مسمى، واتخاذ الإجراءات وفق الدستور والقوانين العراقية». وبشأن التظاهرات أكد عبد المهدي أن «كل من يريد التظاهر عليه أن يقدم طلباً رسمياً بذلك»، لافتاً إلى أن «البعض يستغل التظاهرات لأسباب أخرى غير السياسية، كارتفاع الأسعار والاحتكار مثلاً». وقال: «أوقفنا الاعتقالات بين صفوف المتظاهرين وأصدرنا تعليمات بعدم اعتقال أي شخص دون مذكرات أصولية، ومنع الاعتقالات العشوائية وتعذيب المعتقلين، وأن للشعب الدور الحاسم في تطبيق القانون والمحافظة عليه». وهاجم عبد المهدي رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي بالقول: «من كان يطمئن العراقيين قبل سقوط مدينة الموصل بيوم واحد فقط بأن الوضع تحت السيطرة يدعو اليوم إلى استقالة الحكومة». كما لمح عبد المهدي لتصريحات العبادي بالقول: «بعضهم يصرّح بأنه سلم البلاد آمنة، وأن الأزمة في البلاد أزمة منظومة ونظام ومعادلات تغيرت، ونبهنا على ذلك منذ سنوات».
مشاركة :