احتفالات أوروبية بالذكرى الـ70 لنهاية الحرب العالمية وسط تهديدات جديدة

  • 5/9/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

احتفلت أوروبا، أمس، بالذكرى السبعين لانتصارها على ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية في وقت لم تخمد فيه نيران الحرب في شرق أوكرانيا، ويخيم شبح التطرف على القارة. وبهذه المناسبة، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال خطابه الأسبوعي الذي قرب موعده ليتزامن مع الذكرى السبعين للانتصار: «فلنبقَ موحدين إلى جانب حلفائنا في أوروبا وأبعد منها باسم قيمنا المشتركة: الحرية والأمن والديمقراطية وحقوق الإنسان ضد التعصب والكراهية بكل أشكالها، وذلك ليكسب هذا القسم معنى: لن ننسى، لن يتكرر هذا أبدا». وتحتفل واشنطن بالانتصار في احتفال تشارك فيه طائرات من الحرب العالمية الثانية. وفي فرنسا قال الرئيس فرنسوا هولاند: «لم نعش الحرب، لكننا ننظر إليها كحقيقة بعيدة، وأحيانا بتجرد فقط، رغم أنها ليست بعيدة عنا، في أوكرانيا، وفي الشرق الأوسط، ما يعني أنها على بعد أربع إلى خمس ساعات بالطائرة». وتابع: «لا يزال هناك قضايا من شأنها أن تحركنا». وتطرق هولاند إلى مئات الفرنسيين الذين ذهبوا للقتال إلى جانب المتطرفين في سوريا والعراق. وكانت فرنسا تعرضت في يناير (كانون الثاني) إلى هجمات دامية شنها متطرفون أسفرت عن مقتل 17 شخصا خلال ثلاثة أيام. وشارك هولاند في احتفال عند قوس النصر بحضور رئيس الحكومة مانويل فالس ووزير الخارجية الأميركي جون كيري الموجود في باريس للقاء نظرائه في دول الخليج. وبدوره، قال كيري في خطاب مكتوب: «اليوم نقف معا إلى جانب الشعب الأوكراني في وجه العدوان الروسي»، مشيدا بالقيادة الأوروبية «في حربها ضد تنظيم داعش»، كما بتحركها لإنقاذ حياة المهاجرين في البحر المتوسط. وفي بريطانيا، من المفترض أن يشارك السياسيون في احتفال الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش، وسط تساؤلات حول مستقبل البلاد في الاتحاد الأوروبي، وخصوصا بعد فوز المحافظين بقيادة ديفيد كاميرون في الانتخابات التشريعية. وحددت دقيقتا صمت عند الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش، وفي إشارة إلى توقيت خطاب رئيس الحكومة آنذاك ونستون تشرشل التاريخي الذي أعلن خلاله انتهاء الحرب. أما ألمانيا، الخاسرة في عام 1945 ثم أثبتت وجودها في أوروبا كدولة ديمقراطية وقوة اقتصادية، فاحتفلت أيضا بـ«تحريرها» من النازية وشكرت الحلفاء الغربيين والجيش الأحمر الروسي على دورهم في محاربة النازية. وقال رئيس البوندستاغ (البرلمان) نوربرت لامرت: «لقد وضعوا حدا لنظام الرعب القومي الاشتراكي مقابل تضحيات لا يمكن تخيلها». ورغم وقوفهم إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الساحة الحمراء أثناء احتفالات الذكرى الـ60 عام 2005، لا يشارك القادة الغربيون هذه المرة في احتفالات موسكو اليوم بسبب موقفهم من الأزمة الأوكرانية. وتتهم الدول الغربية موسكو بدعم وتسليح الانفصاليين الموالين لها في شرق أوكرانيا، الأمر الذي تنفيه روسيا. ويشارك 16 ألف جندي و194 وحدة مدرعات في الاحتفالات في الساحة الحمراء اليوم، فضلا عن 143 طائرة وطوافة. وتحتفل روسيا بذكرى انتهاء الحرب في التاسع من مايو (أيار) وليس في الثامن من الشهر ذاته بسبب الفرق في التوقيت بين روسيا وألمانيا خلال توقيع الأخيرة اتفاق الاستسلام في برلين. والحرب في أوكرانيا هي الأزمة الأسوأ بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة، وتثير قلق دول أوروبا الشرقية التي تتخوف من طموحات روسيا. وحذر الرئيس البولندي برونيسواف كوموروفسكي من أنه «لا يزال هناك في أوروبا قوات تذّكر بالأوقات الأكثر سوداوية في تاريخ أوروبا في القرن العشرين، وتتبع استراتيجية مناطق النفوذ وتريد أن تبقي جيرانها في حالة خضوع». أما أوكرانيا، الدولة السوفياتية السابقة، فقررت أن تحتفل بنهاية الحرب في الثامن من مايو وليس التاسع منه كما كانت تفعل خلال الأعوام السبعين الماضية. وأزيلت الستارة عن خريطة لأوكرانيا مغطاة بزهور شقائق النعمان أمام متحف للحرب العالمية الثانية في العاصمة كييف بحضور الرئيس بترو بوروشنكو والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وفي واشنطن عزز الجيش الأميركي الأمن في القواعد العسكرية في مختلف أنحاء البلاد في إجراء وقائي بعدما أبدى مكتب التحقيقات الفيدرالي قلقا من احتمال قيام متطرفين باستهداف العسكريين أو الشرطة، وفق ما أفاد به مسؤول في وزارة الدفاع أمس. وقال المسؤول في وزارة الدفاع لوكالة الصحافة الفرنسية، إن رئيس قيادة المنطقة الشمالية الأميرال ويليام غورتني أمر برفع مستوى التأهب إلى الدرجة «بي» على سلم من خمس درجات «بي» هي الثالثة عليه، للتأكد من أن العسكريين على «درجة أعلى من اليقظة والحذر» تحسبًا من مخاطر أمنية.

مشاركة :