دبي: حمدي سعد استطاعت دبي خلال فترة وجيزة جداً أن تكون الحاضنة المثالية للشركات الناشئة في المنطقة ومن أفضل المدن في هذا الإطار عالمياً، نظراً لتوفيرها بيئة أعمال تساعد هذه الشركات على المضي قدماً من الانتقال من مرحلة الفكرة إلى التأسيس ووصولاً إلى العالمية في العديد من النماذج الناجحة. وساهمت تسهيلات ودعم حكومة ومؤسسات دبي وبالأخص حاضنات الأعمال و«المسرعات» والمناطق الحرة وغرفة التجارة والصناعة واقتصادية دبي في كتابة عشرات قصص النجاح التي باتت مثار اهتمام من الشركات العالمية الكبرى أمثال «أمازون» و«أوبر» وغيرها.رسخت دبي مكانتها العالمية فيما يتعلق باحتضان أبرز الشركات التقنية الناشئة التي تحلم بتأسيس أعمالها والتوسع من خلالها في أسواق المنطقة التي تضم نحو ملياري نسمة يعيشون في نطاق جغرافي واحد تقريباً، فيما تعد هذه المنطقة من الأسرع نمواً في العالم في الفترة الحالية نظراً لشغفها بالتقنية والتطور. موقع تنافسي ووفقاً ل«فوربس»، الشرق الأوسط، تظل دولة الإمارات، مركزاً نشطاً لريادة الأعمال في المنطقة، حيث انطلقت معظم الشركات الناشئة منها، فضلاً عن تصدرها قائمة الشركات من حيث مجموع التمويلات التي حصلت عليها. وتعد دبي واحدة من أفضل مدن العالم في استقطاب المستثمرين ورواد الأعمال من الخارج بهدف الاستثمار على أرضها، حيث تقدم العديد من التسهيلات والمزايا، الأمر الذي يعزز من الموقع التنافسي لها عالمياً. وجهة عالمية للنمو يقول عمار المالك، المدير التنفيذي لمدينة دبي للإنترنت ومدينة دبي للتعهيد: «يشهد العالم تحول رؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إلى نجاحات باهرة تكرس ريادة دبي وتفوقها في مجالات شتى، ونجاحها في مساعي تنويع الاقتصاد، حتى غدت وجهة لكبريات الشركات العالمية وأيضاً للشركات الناشئة الراغبة بالنمو والازدهار». تمويلات بالمليارات أضاف المالك، «تابعنا مؤخراً أخبار استحواذ شركة «أوبر» العالمية على شركة «كريم» التي انطلقت من «مدينة دبي للإنترنت»، وهذه ليست المرة الأولى، فمنذ انطلاق مدينة دبي للإنترنت العام 2000 وحتى مارس 2018، نجحت مجموعة من الشركات العاملة في مدينة دبي للإنترنت في استقطاب تمويلات تقدر بنحو 7.8 مليار درهم (2.1 مليار دولار)، وهذا الرقم تضاعف تقريباً مع إتمام صفقة استحواذ «أوبر» على«كريم». وأوضح المالك «نعمل في مدينة دبي للإنترنت على تحقيق أهداف «مئوية الإمارات 2071»، واستقطاب شركات تدعم تنفيذ البرامج التنموية، والمساهمة بتطوير الأداء الحكومي وتسريع الإنجاز وخلق بيئات عمل مبتكرة، تعزز الاقتصاد الوطني وريادته وتنافسيته في المؤشرات الدولية كلها، وبناء قاعدة قوية في مجال البحث والتطوير، بحيث تصبح الإمارات مركزاً عالمياً لتطوير الآليات والتقنيات والتشريعات، وتطوير قطاعات جديدة، وتوفير فرص مختلفة لاقتصادنا الوطني».وأكد المالك أن تشكيل بيئة أعمال تسهل حصول الشركات العاملة ضمن «مدينة دبي للإنترنت» على اهتمام المستثمرين العالميين، هو أمر أساسي للمدينة التي تمضي قدماً في تمكين الشركات من تطوير أعمالها للانتقال إلى المراحل التالية من النمو، كما تكرس مدينة دبي للإنترنت نفسها منصة لتبادل الأفكار والخبرات وصهرها لتلبية الاحتياجات المحلية والعالمية، ومساعدة الشركات على ابتكار أنماط حياة وحلول ذكية لجعل المدن أكثر كفاءة».وقال المالك: «توفر مناطق حرة على رأسها مراكز «تيكوم» للأعمال مثل «مدينة دبي للإنترنت» و«مدينة الإنتاج»، فضلاً عن مركز «ان 5» و«سلطة واحة دبي للسيليكون» و«دبي الجنوب» فرصاً وحوافز كبيرة للشركات الناشئة لتطوير أعمالها، كما توفر فرصاً للاتصال مع الشركات العالمية الكبرى ووجهات التمويل بهدف توسيع الأعمال والتغلب على تحديات الأسواق محلياً وخارجياً». فرص التوسع من جانبه يقول: راي درغام، الرئيس التنفيذي لمجموعة «ستيب»: يتوقع توافر فرص تمويل بأكثر من مليار دولار للشركات الناشئة بالمنطقة 2019، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تواصل ريادتها الإقليمية في احتضان ودعم الشركات الناشئة بشكل عام، فيما تمثل دبي مركزاً قوياً لاستقطاب هذه الشركات الراغبة في التواجد والتوسع عبرها ليس في المنطقة وإفريقيا وحسب؛ بل في آسيا كذلك.أضاف، تؤكد جميع المؤشرات على أهمية الاستثمار في الفرص التي توفرها الشركات الناشئة في الإمارات، التي تعد الحاضنة الأولى وفي المنطقة بشكل عام.وأوضح درغام، أن المستقبل للشركات التقنية الناشئة والتي باتت من الأعلى نمواً عاماً بعد عام؛ فيما باتت الإمارات توفر مناطق متخصصة على رأسها «مدينة دبي للإنترنت» ومراكزها الابتكارية المدعومة باستراتيجية الدولة للتحول للاقتصاد المعرفي والحكومة والمدينة الذكية. خلق فرص عمل بدوره أكد فادي غندور، رئيس مجلس إدارة شركة «ومضة كابيتال»، أن دبي أصبحت مركزاً إقليمياً للشركات الناشئة الراغبة في التواجد والتوسع في المنطقة وشمال إفريقيا.أضاف غندور، يعد هذا الوقت مثالياً لنكون جزءاً من مشهد ريادة الأعمال في المنطقة، حيث إن بيئة العمل للشركات الناشئة تشهد ازدهاراً ليس من خلال الأفكار وحدها، ولكن أيضاً بالشركات الناشئة المبتكرة والمستثمرين الراغبين في مساعدة الشركات على تطوير أعمالها والتوسّع فيها. وقال غندور: إن تقديم الدعم للشركات الناشئة حتى تستطيع الاستمرار والتطور، أمر يمثل قيمة مضافة للاقتصاد، كما يخلق فرص عمل جديدة.
مشاركة :