قمة سوتشي تعزز حضور روسيا العسكري في أفريقيا الوسطى

  • 10/26/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، فوستن أركانج تواديرا، الجمعة، أن بلاده تبحث إمكانية إقامة قاعدة عسكرية روسية في أراضيها. وقال تواديرا لوكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء “نواصل العمل مع وزارة الدفاع الوطنية ووزارة الدفاع الروسية على هذه المسألة، من أجل دراسة الإمكانيات”. واعتبر مراقبون أن روسيا بهذه النوايا الأفريقية بدأت تجني ثمار استفاقتها وتوجهها لتوسيع نفوذها في القارة السمراء الغنية بثرواتها. وارتأى هؤلاء إلى أنه كان من المتوقع أن تطلب السلطات في جمهورية أفريقيا الوسطى يد العون من موسكو حتى وإن كانت نواياها ليست معلومة في الظاهر حيث ينشط الدور الروسي بشدة في بانغي، إذ تدعم موسكو الحكومة المعترف بها لدى الأمم المتحدة ضد المجموعات المتمردة. وتعمل موسكو منذ سنوات على تدريب عناصر من جيش أفريقيا الوسطى ووحداتها الأمنية لمواجهة تهديدات الجماعات المسلحة والمتطرفة وهو ما جعلها شريكا أساسيا لبانغي. وكانت روسيا قد استضافت في سوتشي قمة روسيا-أفريقيا، على مدار يومي الثالث والعشرين والرابع والعشرين من أكتوبر الحالي ترأّسها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي. وكان فلاديمير بوتين وقع في أبريل الماضي، مرسوماً ترسل روسيا بموجبه نحو 30 عسكريا إلى أفريقيا الوسطى، ضمن بعثة أممية للمساعدة على تحقيق الاستقرار في البلاد. و يشمل الفريق بموجب القرار مراقبين عسكريين وضباطا في الجيش ومختصين في مجال الاتصالات العسكرية. وتتنزل هذه التعزيزات المرسلة من موسكو في إطار تنامي حضورها في جمهورية أفريقيا الوسطى حيث بات الحضور الروسي هناك منذ 2018 حقيقة ثابتة لدى الجميع وتستثمر موسكو هناك في عديد المشاريع الاقتصادية والتنموية. وتحاول موسكو أن تفرض نفسها وسيطا بين الجماعات المسلحة والحكومة المعترف بها في بانغي حيث تولى الاتحاد الإفريقي منذ يوليو 2017 المفاوضات بين هذه الأطراف بشكل رسمي. وفي أواخر أغسطس من العام نفسه دخلت روسيا بكامل ثقلها الدبلوماسي حيث جمعت آنذاك عند حليفها السوداني في الخرطوم، أربعاً من المجموعات المسلحة الرئيسية للتوقيع على “إعلان اتفاق سلام”. وفي الوقت نفسه، كان الاتحاد الإفريقي يعقد اجتماعا مع المجموعات المسلحة في بوار (غربا) وهو ما وضع جهود موسكو موضع تشكيك في ظل وجود منافسة أفريقية لجهودها. وقال فاليري زاخاروف، المستشار الأمني الروسي لرئيس أفريقيا الوسطى في ذلك الوقت إن ذلك “محض مصادفة”، مشيرا إلى أن العمليتين “تكملان” بعضهما و”غير متنافستين”. وكان الحضور الروسي في أفريقيا طيلة العشريّات الأخيرة منقوصا غير أن دخول الصين لمزاحمة القوى الكبيرة على غرار فرنسا والولايات المتحدة في أفريقيا جعل موسكو تستجمع قواها لفرض نفوذ لها هي الأخرى. وتأتي رغبة جمهورية أفريقيا الوسطى في إقامة قاعدة عسكرية روسية على أراضيها لوضع حد للتوتر الجاري هناك. وكانت الأوضاع في أفريقيا الوسطى، قد تدهورت منذ أوائل ديسمبر 2013، عندما وقعت مصادمات في “بانغي” بين مسلحي حركة “سيليكا” الإسلامية والجماعات المسيحية المعارضة. ومنذ اندلاع الصراع، لقي أكثر من ستة آلاف شخص حتفهم ونزح مليون شخص من منازلهم، وفقا للأمم المتحدة. ولم ينه الاتفاق الموقع في فبراير 2013 بين حركتي “ائتلاف أنتي بالاكا” و”وحدة من أجل السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى” وبقية الميليشيات المتناحرة في البلاد الصراع القائم هناك. وكانت آخر المعارك التي شهدتها أفريقيا الوسطى تعود لبداية هذا الشهر إذ قتل عشرة أشخاص على الأقل، بينهم مدنيون، في اشتباكات دارت بين ميليشيات متناحرة حسب ما أعلنت عنه منظمات حقوقية وإنسانية محليّة ودولية. ودارت المعارك بين “ائتلاف أنتي بالاكا” وميليشيا “وحدة من أجل السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى”. وقال مسؤولون في بعثة الأمم المتحدة في وسط أفريقيا، مينوسكا، إنّ المعارك التي دارت في جنوب البلاد في قريتي بانغاو وليوتو بولاية أواكا أسفرت عن مقتل 12 شخصاً. وقال بنوا نغيبوغانزا مدير منظمة كاريتاس غير الحكومية الخيرية في بامباري “لقد فرّ الناس إلى الأدغال، والقرى المجاورة مهجورة”، مؤكّداً أنّ المعارك أوقعت “حوالي عشرة قتلى”.

مشاركة :