أصبحت منصات العرض الرقمية مساحة جديدة لعرض الأعمال الفنية، وهو ما أكده المتحدثون خلال جلسة "الفن في مواجهة منصات العرض الرقمي" والتي عقدت على هامش فعاليات منتدى مسك للإعلام الذي تنعقد دورته الأولى بالقاهرة اليوم السبت، مؤكدين على ضرورة الاهتمام بالمحتوى المقدم عبر هذه المحطات حتى يكون منافسًا مع المنصات الرقمية العالمية.شارك بالجلسة التي أدارتها الإعلامية ناردين فرج، كلًا من عبد المجيد الكناني صانع محتوى لقناة "سين" عبر الإنترنت من المملكة العربية السعودية، الدكتورة مارغو حداد وهي ممثلة وكاتبة ومخرجة من الأردن، وأحمد قنديل رئيس قسم المنتجات الرقمية في مجموعة MBC والخاصة بمحتوى "شاهد نت" من الأردن، المخرج المسرحي والفنان الكويتي خالد أمين.ومن جانبه، قال الفنان والمخرج المسرحي الكويتي خالد أمين، إن هناك استفادة من وجود هذه المنصات بعكس الماضي عندما كانت القنوات تحتكر الأعمال حيث أصبحت تتجول حول العالم كما يحدث في منصة "نتفليكس" عندما يترجم العمل وينتقل من دولة إلى أخرى.وأشار خالد إلى أن منصات الديجيتال باتت تمنح فرصة العمل للعديد من الشباب الذين أصبحوا نجومًا عن طريقها مشيرًا إلى أن السينما حتى الآن كسولة بالرغم من إقامة أهم المهرجانات عبر دول الخليج متمنيًا أن تجني المملكة العربية السعودية ثمار الانفتاح في آفاق السينما، كما أوضح أن المنصات الرقمية الآن تطلب معايير مختلفة عن القنوات لأنها ليس بها رقابة لذلك ربما يهرّب الفنان من خلالها في مناقشة قضية تهم الشارع العربي ربما لا يستطيع تقديمها عبر المحطات التلفزيونية مشددًا إلى ضرورة أن تكون هناك صناعة ووعي تام لنعرف كيف يتم التعامل مع هذه المنصات من حيث الحرية في طرح المواضيع مع وجود مراقبة أخلاقية.في حين أكد عبد المجيد كناني أن المنصات الإلكترونية فتحت أسواق كثيرة ضاربًا المثل بتجربة "نتفليكس" والتي تجاوز عدد المشتركين فيها في العام الحالي إلى ١٤ مليار مشترك، منوهًا أن هذه المنصات أدخلت الجمهور في المعادلة الثلاثية التي كانت تقتصر على " منتج ومعلن وقناة" مما دفع بالاهتمام بجودة المحتوى الرقمي مشددًا إلى أنه لا يريد أن يكون هناك رقابة متزمتة ولكن فقط آلية تسير الأمر حيث إن هناك بعض القيم والأفكار عندما يناقشها مخرج عربي يحدث عليه هجوم، مؤكدًا على فكرة أن العمل العظيم ينطلق من الإصابة في الاختيارات والتنفيذ ضاربًا المثل بالفن المصري وكيف نجح في الوصول للجماهير بالوطن العربي بالرغم من محليته، وهو ما يحتاج تكاتف الجميع من أهل الصناعة.ومن جانبها، أوضحت مارغو حداد، أن الفن هدفه الأساسي هو المتعة مؤكدة على وجود مشكلة بالمحتوى العربي المقدم داخل وخارج المنصات الرقمية خصوصًا مع تجاهل الكثير من القضايا العربية التي تشهدها الساحة مشددة إلى أنه في حالة عدم تطوير هذا المحتوى سنواجه فوضى قادمة.كما طالبت بوجود مراقبة على الأطفال وليس على الفن حيث إن كثير من المنصات الرقمية العالمية يدخل بها شركاء إسرائيليين قد يؤثرون على الخطاب الموجه مشددة على ضرورة الاهتمام أيضًا بقيمة الجمال حتى يكون هناك محتوى مميز.في حين أكد أحمد قنديل، أن المعايير الجديدة التي ينظرون إليها عبر هذه المنصات تتعلق بالتقييمات نحو اكتساب شرائح جديدة عن طريق اختلاف المحتوى، بالإضافة إلى النظر في زيادة الإيرادات واجتذاب الجمهور لكن تبقى مشاكل الإنتاج والكتابة والميزانية موجودة مع استثناء اختلاف طريقة التوزيع التي فتحت المنصات الطريق لها.وأشار قنديل أن منصة "شاهد" بلغ عدد مشتركيها نحو ١١ مليونا في شهر سبتمبر الماضي، ما يؤكد على أن المشاهد أصبح يجد المحتوى المقدم في أي وقت بعكس عرض التلفزيون المحدد بمواعيد ثابتة مؤكدًا أن الأمر أختلف حاليًا مع المنتجين عندما يذهبون بفكرة القناة والمنصة الرقمية للتفاوض مشددًا على أن إدارة المنصة أمر صعب وطريقه النظر للأمور كلها اختلفت وليس الجميع لديه قدرة على استيعاب الأمر حيث أنه لابد أن يكون واعيا بالتكنولوجيا المطلوبة مع ضرورة تغيير ثقافة الجمهور الذي أعتاد على تقديم المحتوى المجاني له.كما أكد أنه وضع خطة مستقبلية لمنصة "شاهد" حتى يصبح في صدارة المنافسة مع المنصات الرقمية العالمية.أما الفنانة هبة مجدي فأعربت في مطلع حديثها عن فخرها بإقامة المنتدى على أرض مصر مشددة على دوره الواعي في تحقيق أهداف الإعلام وتطويرها في الفترة الأخيرة، كما أوضحت أن المنصات الرقمية يستفيد منها الفنان بالنسبة لعرض أعماله وكمشاهد أيضًا يستطيع أن يشاهد أي عمل بأريحية بعكس التليفزيون هذا بخلاف الانفتاح على السوق والأعمال والسيناريو، وهو أمر هام فيما يتعلق بمسألة المحتوى حيث إن هناك أعمال مخصوصة أصبحت تعرض عبر هذه المنصات ولكنها أكدت في ذات الوقت على أن التلفزيون هو أمر لا غنى عنه.كما أكدت أن المنصات الرقمية تمنح المنافسة بشرط أن يصنع محتوى جيد الصنع وهو ما يتطلب فترة مناسبة من التحضير من قبل المخرج والمنتج والممثل.
مشاركة :