تطبيقات الذكاء الاصطناعي ركيزة محورية للتحوّل الرقمي وتسهم في تحسين الأمن العام

  • 10/27/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يشهد العالم ثورة تكنولوجية ممتدة تتسع للعديد من المجالات، لعل من أبرزها الذكاء الاصطناعي، إذ يرى العلماء أننا أمام متغيرات جديدة، فمن المتوقع أن يصل الذكاء الاصطناعي العام إلى مستوى أذكى من العقل البشري بحلول العام 2050، وستخلق هذه التغيرات منافسة بين البشر والروبوتات في تقديم خدمات أفضل وبإبداع أكثر في العديد من المجالات، ولكن بالرغم من الخدمات الإيجابية التي تقدمها للبشرية إلا أنها سلاح ذو حدين، فمثلما لها فوائد، لها أضرار كفيلة بأن تقضي على كل البشرية.وفي هذا الإطار، أكد الملازم أول عبدلله فؤاد الجلاهمة الضابط بإدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية أن الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين، فعندما تصبح قدرات الذكاء الاصطناعي أكثر قوة فمن الطبيعي أن تستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي لخلق تهديدات جديدة ومساعدة التهديدات القائمة، بالإضافة إلى ذلك، فإن تأثير الذكاء الاصطناعي على العالم المادي (مثلاً الطائرات دون طيار) يمكن أن يؤدي من الناحية النظرية إلى بعض النتائج المخيفة للغاية.تأثير الذكاء الاصطناعي على العالم المادي يمكن أن يؤدي من الناحية النظرية إلى بعض النتائج المخيفة لا يستطيع فعل أي شيء لا يمكن للبشر فعله ويمكن إنجاز الأشياء بشكل أسرع ويحلل كميات كبيرة من البيانات التي تستغرق وقتًا طويلاً جدًاوأوضح أن كثيرين يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي تم نشره بالفعل لأغراض ضارة، كالهجمات التي تستهدف أمن المعلومات وأنظمة الحاسوب، وليس من المستغرب على الإطلاق بالنظر إلى حقيقة أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تجعل مهمة العدو أسهل بكثير.وأضاف أن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع فعل أي شيء لا يستطيع البشر فعله، وعلى ذلك، فإنه يمكن أن ينجز الأشياء بشكل أسرع ويحلل كميات كبيرة من البيانات التي تستغرق وقتًا طويلاً جدًا للإنسان الطبيعي، لافتًا إلى أنه يمكن لنظام الذكاء الاصطناعي استخدام أدوات التعرف على الأنماط المعقدة تلقائيًا لتحديد البرامج الضارة، مع أنها ليست قوية تمامًا ولا يمكنها تحديد جميع التهديدات، إلا أنها أداة أساسية تقلل من الوقت الذي يحتاجه محترفو تكنولوجيا المعلومات للقضاء على تلك الجرائم الإلكترونية، وهنا تكمن أهم فائدة للذكاء الاصطناعي في أمن المعلومات.وأشار إلى أنه في عصرنا المتقدم، ينتج تضخم في المعلومات والبيانات بشكل مستمر، لذا تولدت حاجة ملحّة لتنظيم تدفق تلك البيانات، خاصة الحساسة منها، للوصول إلى أفضل الطرق لاستخراج المعرفة، إذ كانت المعلومات تتعرض لهجمات إلكترونية متواصلة وصلت إلى حد أن بعض الفيروسات تتجاوز برامج مكافحة الفيروسات ذاتها، ما يعرض أمن الشبكة لأضرار جسيمة وخسائر فادحة، ولحالات كهذه أدخلت أنظمة الذكاء الاصطناعي للتعرف على الأنماط التي تساعد على تحديد السلوكيات الضارة في البرامج.وأكد الملازم أول عبدلله فؤاد الجلاهمة أن الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي يلعبان دورًا مهمًا في الأمان عبر الإنترنت، إذ يمكن للتعلم الآلي تحليل مسارات مواقع الويب لاكتشاف ما إذا كان الموقع الإلكتروني ينتقل إلى نطاقات ضارة أو يحمل أي برامج مشبوهة تستهدف أمن المعلومات، موضحًا أن معدل الجرائم الإلكترونية يتوقع له الانخفاض بشكل ملحوظ في حال زيادة استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي، فقد لوحظ أن أنظمته تتطور بوتيرة متسارعة ومعدل نجاح ضد الهجمات السيبرانية التي ينفذ بها العدو، إضافة إلى أنه يساعد الموظفين غير المؤهلين على كيفية إدارة هذه الأنواع من التهديدات والتعامل معها. من جهته، أشار الدكتور جاسم علي حاجي رئيس جمعية الذكاء الاصطناعي إلى أن الذكاء الاصطناعي سيكون السبب في العديد من التغييرات التي ستواجه العالم، وتشمل جميع المجالات، ومنها الطب، إذ يتم استخدامه لتشخيص المرضى بناءً على بيانات الجينوم، كما تم توظيفه في العالم المالي للاستخدامات التي تتراوح من الكشف عن الاحتيال إلى تحسين خدمة العملاء من خلال التنبؤ بالخدمات التي يحتاجها العملاء.وأضاف أنه في التصنيع يتم استخدام هذه التطبيقات لإدارة القوى العاملة وعمليات الإنتاج، وكذلك التنبؤ بالأعطال قبل حدوثها، مشيرًا إلى أنه في مجال مكافحة الجريمة، تم توظيفها بطرق عدة منها إعداد أجهزة الحاسوب لإجراء تحليل على مساحات شاسعة من الصور التي يتم تنزيلها من الأجهزة الإلكترونية للمشتبه فيه عن طريق نظام التعرف بالوجوه وتقديم تقديرات حول العمر والجنس للوجوه الموجودة في الصورة، بالإضافة إلى قراءة لوحات الترخيص، ويتم استخدام هذه التقنية لتحليل الصور ولقطات الدوائر التلفزيونية المغلقة وملفات الأدلة وسجلات الجرائم.وأضاف أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي أسهمت في تحسين مستوى جودة العمل، إذ أسهمت في التحول إلى التشغيل الآلي في عمليات العمل الحكومية المتكررة وغير الإبداعية، وزيادة قدرات العاملين الحكوميين وغيرهم، إضافة إلى حماية البنية التحتية الحيوية من خلال تعزيز الأمن السيبراني، وتوفير الطاقة والمرافق بشكل أكثر ذكاء، علاوة على استخدامه في نظم النقل الذاتي، إذ يمثل مثالاً فعليًا وتذكيرًا بفوائد الترابط، وذلك من خلال الربط الشبكي للقطارات وخطوط المترو والحافلات وسيارات الأجرة وحتى سيارات المواطنين، إلى جانب تقديم رعاية صحية أكثر كفاءة وفعالية، وإجراءات أمنية أسرع وأكثر إنصافًا.ورأى أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تعد ركيزة محورية للكثير من التحولات الرقمية التي تحدث اليوم، إذ تضع المنظمات نفسها في وضع يسمح لها بالاستفادة من الكم المتزايد من البيانات التي يتم توليدها وجمعها، مشرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يستخدم على نطاق أوسع بكثير مما يدرك الناس.وتابع «على سبيل المثال، كشف موقع (Facebook) تسعة ملايين صورة على شبكته تحتوي على إساءة للطفل في غضون ثلاثة أشهر فقط، وجميع هذه الصور تقريبًا لم يتم الإبلاغ عنها من قبل، في هذه الحالة بإمكان (Facebook) نقل تفاصيل إساءة الاستخدام إلى الجهات المختصة المتعلقة بالأطفال».وأكد الدكتور جاسم علي حاجي رئيس جمعية الذكاء الاصطناعي أن البنية التحتية للمدن أصبحت أكثر ذكاءً وأكثر اتصالاً، فيوفر هذا للمدن مصادر للمعلومات في الوقت الفعلي، بدءًا من الكاميرات الأمنية التقليدية إلى المصابيح الذكية، إذ يمكن استخدامها للكشف عن الجرائم فور حدوثها بمساعدة الذكاء الاصطناعي ويمكن استخدام البيانات التي جمعها للكشف عن إطلاق النار ونوع إطلاق النار والموقع الذي يمكن أن يكون دقيقًا مثل 10 أقدام، إضافة إلى المستشعرات التي تستشعر صوت الطلقة النارية. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يعمل على تحسين الأمن العام من خلال استخدام شبكات مراقبة أكثر قدرة، وحتى الاستخدام المبكر لوحدات الشرطة «الروبوتية» بالنسبة للحكومات الذكية التي تشرف على المدن الذكية المترابطة بالكامل، لافتًا إلى أن قوة شرطة أكثر ذكاءً أمر لا بد منه، ففي اليابان مثلاً عدة فيديوهات حية عن رجال الأمن في الإطفاء يتخذون وضعية المراقبين حتى يتطلب الوضع تدخلاً بشريًا فيكون اعتمادهم على الروبوتات؛ وذلك لتفادي أي أخطار على الحياة البشرية، ولكن هناك أعمال تمثل التدقيق في أعمال التزوير ومكافحة الإجرام تحتاج إلى اعتماد الذكاء الاصطناعي وليس البشر.وحذَّر رئيس جمعية الذكاء الاصطناعي من أن هذا التقدم الكبير في عالم التكنولوجيا قد يثير مخاوف أمنية، إذ إن من خلال التكنولوجيا يحاول المتسللون الاستفادة من هذه التقنيات واستخدامها لأغراض ضارة، مضيفًا أنه من ناحية الأمان الرقمي سيكون بمقدور المتسللين مهاجمة الشبكات بالكامل بمعدل أسرع بكثير من خلال معالجة أنظمة الذكاء الاصطناعي. وأكد الدكتور جاسم علي حاجي رئيس جمعية الذكاء الاصطناعي أن البحرين تسعى إلى أن تكون مركزًا إقليميًا للذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع الشركات الأمريكية الكبرى لتصنيع برمجيات الذكاء الاصطناعي، بما يسمى «وادي السيلكون البحريني للذكاء الاصطناعي»، من خلال الكفاءات البحرينية الموجودة لدينا.

مشاركة :